دام برس :

كل دروب الحب توصل الى حلب,قالها نزار قباني يوما..الآن و بعد خمسة عشرعاما على وفاته اصبحت كل دروب الموت تمر من حلب لم يتوقع الحلبيون ان تصل اوضاع مدينتهم الى ما وصلت اليه بعد سنتين و نصف للحرب على سوريا,هم يعتبرونه كابوس لم يستفيقوا منه بعد و مرددين جملتهم الشهيرة كل ماحدث في سوريا يوضع بكفة و الحقد و الاجرام على مدينة حلب و اهلها يوضع بكفة هي سنة من الالم و الوجع و الحزن ارخت بظلالها الثقيلة على كل منزل بالمدينة لم توفر لا الحجر و لا البشر و لا الشجر..بعض المنظمات الانسانية و التراثية العالمية اعتبرت دمار مدينة حلب على ايدي الجماعات المسلحة اقرب ما يكون الى دمار مدينة برلين بالحرب العالمية الاولى قصتها مع المعارضة في سوريا بدأت منذ انلاع الاحداث في 2011..اتجهت الانظار اليها كونها العاصمة الاقتصادية و خزان بشري و صناعي و حضاري و مالي يعتبر الاكبر على خريطة الدولة السورية..هم راهنوا أن تكون حلب بمثابة بنغازي سوريا انطلاقا من بعدها الجغرافي عن العاصمة السياسة دمشق و قربها اللصيق من الحدودالتركية ,لكن حلب بوعي شعبها الوطني رفضوا الانجرار الى لعبة الموت التي بدات تتكشف معالمها و تتوضح اهدافها.,هم قرروا النأي بنفسهم عن الفتنة التي فتكت ببعض المناطق السوريةعلى مدار السنة الاولى للاحداث و ظلوا صامدين بوجه الضغط المعنوي الذي مارسه عليهم المسلحون و من يدعون انفسهم ثوار الى أن جاءت ساعة الصفر و اكتملت الخطة التي وضعتها المخابرات التركية و مولتها قطر و السعودية للهجوم على مدينة حلب و احتلال احيائها,,كانت الشرارة في حي صلاح الدين الذي تسلل اليه المسلحون و عائلاتهم تحت ستار النزوح من الريف و عندها وقع المحظور ..بدأوا ينتشرون بالمناطق الشعبية الفقيرة تارة بسلاح الترهيب و طورا بسلاح الترغيب من خلال المال و الفتاوي الدينية بين ليلة و ضحاها اصبحت نصف حلب محتلة من الجماعات المسلحة..الحقد التركي الازلي على عاصمة سورية الاقتصادية و درة الشرق التاريخية ظهر جليا بالسنة الماضية من خلال تزويد المسلحين بمفاصل بمفاصل المناطق الصناعية وتمركز المعامل الكبرى في المدينة لمهاجمتها و نهبها و سرقتها الى أن وصل الحد بنقل ما يزيد عن 1000 معمل خاص الى الاراضي التركية تحوي حلب 44 منطقة صناعية,قررت الحكومة التركية تدميرها بالكامل و استطاعت الى ذلك سبيلا مستغلة جهل اهالي الريف الحلبي الذين باتوا وقودا في هذه الحرب على المدينة التي شكلت بمهارة و جودة مختلف انواع صناعاتها خطرا على الاقتصاد التركي يدرك الاتراك باستهدافهم لمدينة حلب العاصمة الاقتصادية و الصناعية السورية هم يستهدفون الاقتصاد السوري بالكامل ,فغالبية الصناعات الغذائية و النسيجية و الدوائية تتركز بالشمال السوري و تغطي ماريقارب 50%من احتياجات السوق الوطني..عدا عن وصولها الى مراتب عليا من المهنية وحصولها على شهادات الجودة التي تضاهي الصناعات العالمية حتى المدينة القديمة و التي دخلت بأسواقها و جامعها الاموي الكبير و قلعتها الشامخة وحاراتها العتيقة منظمة التراث العالمي و وضعت على لائحة أجمل مدن العالم لم تسلم من حقد وجاهلية المجموعات المسلحة و من يقف ورائهم,هم ارادوا ان ينتقموا من الحلبيين بتدمير تراثهم و حضارتهم التي يفخرون بها,فكان الحرق اسهل السبل لابادة كل ما ينبض بالتاريخ لم تترك المعارضة المسلحة وسيلة إلا و استخدمتها ضد اهالي و سكان مدينة حلب انتقاما منهم و ترويعا لهم وصلت الى حد المحاصرة الكاملة للاحياء الواقعة تحت سيطرة الدولة ومنع كل انواع الغذاء و الدواء و المحروقات بالدخول اليها متذريعين بأنهم مواليين للنظام و لم يقفوا معهم أو يساندوهم بتمردهم المسلح,كان حقدهم الاسود عنوانا لكل ردات افعالهم الاجرامية من اطلاق قذائف الهاون و الصواريخ المحلية الصنع كل ليلة الى الهجوم على المحطة الحرارية الكهربائية وقطعها بالكامل الى احتلال مؤسسة المياه محاولين تسميمها عدة مرات وصولا الى اغلاق كل مداخل المدينة و محاصرتها من قبل المقاتلين الاسلاميين المتشددين غيرآبهين ب 3 ملايين سوري يقطنون هذه الاحياء و لا حجة لديهم سوا أن حلب لم تلحق بركب الثورة على حد تعبيرهم و رفضت كل اشكال الآمارات الاسلامية المزعوم اعلانها على ارضهاو ظلت صامدة متحدية لكل انواع الحرب النفسية و المادية و المعنوية التي تشنها هذه المجموعات بدعم من الاتراك و السعوديين و القطريين..هم لم يتخلوا عن حلمهم بتحويل مدينة حلب الى بنغازي سوريا و السيطرة انطلاقا منها على كامل الريف الشمالي و الشرقي من الوطن السوري بغية تحسين شروط التفاوض مع الدولة السورية خاصة بعد الانجازات النوعية و التقدم الذي حققه الجيش السوري في المنطقة الوسطى و ريف دمشق يدرك الحلبين و كل الشعب السوري أن المعركة الفصل ستكون في مدينة حلب,كما يدرك طرفي الحرب أن من يكسب هذه المعركة سيكون هومن سيعلن النصر في سوريا لذا فإن المؤشرات توحي بتحضر الجميع لمواجهة قوية عنوانها العريض هو كسر العضم لأنها ستكون مفتاح الحل السياسي المرتقب للأزمة السورية أما مدينة حلب فلابد أن التاريخ سيذكر يوما انها باتت ستالينغراد العصر الحديث بصمود شعبها و صبرهم و ارادتهم التي لم تكسرها قوى الظلام و الجاهلية.