Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
يا من رفضتُم الحوار مع سورية ! كيف ترضَون براعي الإبل اليوم وسيطاً وأميراً ؟ بقلم : د. محمد ياسين حمودة
دام برس : دام برس | يا من رفضتُم الحوار مع سورية ! كيف ترضَون براعي الإبل اليوم وسيطاً وأميراً ؟ بقلم : د. محمد ياسين حمودة

دام برس:

 يا من رفضتُم الحوار مع سورية ! كيف ترضَون براعي الإبل اليوم وسيطاً وأميراً ؟ لا تعطوه فرصةً فتفسحوا له المجال ! أمَا رأيتم سيِّدَه – راعي البقر – بعدما شربَ من العاصي ، قد هربَ وفرَّ من المِيدان وغادر سورية مدحوراً إلى بلده ، فخيَّب وخذلَ أنصارَه ، ويَتَّمَ أتباعَه ؟

فعلى ما ذا تراهنون ؟ وبمَن ما زلتم تستنصرون ؟ أعلِنوا براءتكم من راعي الإبل ووسيط الشؤم قبل فوات الأوان وتصبحوا على ما فعلتم نادمين.

أنظروا أين تريدون أخذ البلد ؟ ألا تتعظون بمَّا حصل في دول الجوار ؟

أعظُكم وأعيذُكم من شرِّ ذاك "الدِّيك" (رواية كتبها صديق عزيز عليَّ ، استأذنته في نشرها وكلِّي أمل أن تنفعكم أنتم - قبل غيركم – وكل مواطن سوري وعربي شريف ) .

فأرجو أن تقرأوا وتعتبروا ولا تكونوا عوناً لحزب الشيطان .

  الـدِّيـكُ الكبيـرُ

                     كتبها: عصام مصري - فيلادلفيا             

   يحكى أنه كان، في قديم الزمان، مزرعة تغطيها الأشجار المثمرة، وتتخللها الجداول الرقراقة الماء، وتتفجر فيها العيون لتزيد من ثروتها، وتساعد على بعث الروح في كل بزرة يشاء حظها أن تسقط على تربة تلك الحديقة. وكانت الطيور كثيراً ما تحط على أشجار الحديقة فتأكل من ثمارها الناضجة، وتستحم في مياه جداولها، لتعود من ثم الى الأغصان مزغردة، فرحة بما منَّ عليها اللهُ مِن مُتعة وسهولة في العيش. كان يعيش في المزرعة كذلك العديدُ من الأبقار الحلوب، والماعز والخرفان، بالإضافة الى عدد كبير من طيور البط والأوز والدجاج، وكانت كل هذه الحيوانات تقضي يومها في تناول ما يكفيها من غذاء، تقضي يومها في الحنوِّ على صغارها والتأكد من سلامتهم لتعود برفقتهم في المساء الى المكان الذي تبيت فيه.

 

  فوجئ سكانُ المزرعة يوماً بصاحب المزرعة يأتي بديك جديد الى المزرعة، وبدأ الديكُ ومنذ وصوله بالتمختطر جيئة وإياباً، يرفع رأسه بين الحين والحين، ليطلق صيحة قوية تتردَّد أصداؤها في جنبات المزرعة. تجاهل سكانُ الزرعة الديكَ، وتابعوا إهتمامهم بالبحث عن غذائهم وتربية صغارهم، الى أن كان يوم وقف الديك بين الطيور الأخرى وقد نفخَ صدره ونفشَ ريشه، ومضى يتحدث عن الظلم اللاحق بالطيور الأخرى، فالأبقار والماعز والخرفان ليست طيوراً، وهي تأكل أكثر بكثير مما تأكله الطيور، وقال بأنه يرى أن من واجب جميع الطيور أن تتعاون وتتكاتف وتعمل على طرد الحيوانات الأخرى من المزرعة، وقال أن الخطوة الأولى يجب أن تكون بإطلاق إسم جديد على المزرعة، ليعرف القاصي والداني بأن المزرعة هي مزرعة طيور، وطيور فقط.

 

  بدأت الطيور بمشاكسة الحيوانات الأخرى، فإن اقتربت بقرة من الماء لتشرب، انقضت عليها بعض الطيور لتنقد جلدها وترفرف أمام وجهها، وإن انحنى خروفٌ ليلتقط بعض العشب، أسرعت طيور البط والأوز تصيح وهي تمدُّ أعناقها الى الأمام، وتصفِّق بأجنحتها، فلا يجد الخروف مفرّاً سوى الإبتعاد عن العشب الطريِّ الذي أثار شهيَّته.

  ضاقت الحيوانات الأخرى ذرعاً من تصرفات الطيور، ولم تجد أمامها مفرّاً من تحديد مناطق خاصة بها، ترعى فيها، وتشرب من الماء كفايتها. لكن هذا، وبالطبع، حرم الطيورَ من مناطق واسعة كانت تسرح فيها وتمرح، وقرَّ قرارها علىالإستعانة ببعض الوحوش من المزرعة المجاورة، وسرعان ما توصَّلت الى إتفاق مع مجموعة من الذئابالتي كثيراً ما كانت تراقب المزرعة، وتحلم بأن تتاح لها الفرصة للإنقضاض على الحيوانات فيها، وهكذا تمَّ فتحُ جزء في السور بدأت الذئاب تتسلَّل منه أثناء الليل لتقتل ما شاءت من الحيوانات، لتنهش لحمها وتملأ بطونها.

  غضبت الحيوانات غضباً شديداً نتيجة تصرف الطيور، فذهب الثور الأكبر الى مزرعة أخرى تقيم فيها طائفة من الثعالب، ووقع معها إتفاقاً تستطيع هذه الثعالب بموجبه إصطياد ما تشاء من الطيور المقيمة في المزرعة دون أن تتعرَّض لها الحيوانات أو تعترض سبيلها. وهكذا بدأ عدد الطيور المقيمة في الحديقة ينقص وينقص، ولا يمائله في ذلك إلا عدد الحيوانات التي انتهت في بطون الذئاب، وخافت العصافير المغرِّدة على نفسها، فغادرت أعشاشها والحديقة الى غير رجعة.

  تحوَّلت المزرعةُ تدريجياً الى أرض خاوية بعد أن دمَّرتها أظلاف الحيوانات الهاربة من الذئاب ليلاً، وتناثرت في كل أنحائها بقايا الطيور وريشها، فمات العشبُ النديُّ، وبدأت مياه الجداول بالتجمع شيئاً فشيئاً لتجرف أمامها التربة في سيول متعاقبة الى النهر القريب.

  بقي الديكُ يصول ويجول، ينفخ ريشه، ويطير ليستقر على جذع شجرة تكسرت أغصانها وسقطت أورقها،ويرفع رأسه بين الحين والحين ليطلق صيحة النَّصر، وليحاول أن يدعو الطيور الباقية الى منع الحيوانات من الاقتراب مما بقي من الحشائش والثمار.

  ذات صباح، جاء صاحب المزرعة وقبض على الديك الذي كان قد فقد بعض وزنه، وحمله الى زوجته لتذبحه إكراماً لضيف جاءهم من بلد قريب. وهكذا أصبحت المزرعة دون ديك، وتشتتت حيواناتها وطيورها بسبب السياسة الحمقاء التي بشَّر بها ديكٌ غبيٌّ، لم يكن في الأصل، سوى دخيلاً على المزرعة وسكانها ) .

  تلك كانت رواية الدِّيك " أميرُ الجاهلين السُّذَّج " .

  حقّاً !!! روايةٌ – تربت يدُ كاتبها - تستصرخ الصِّدقَ والإخلاصَ والضمير والشرف في كل رجل وامرأة وصبيٍّ وفتاةٍ من أبناء سورية المستهدَفة في هذه الأيام ، فهل مِن مُعتبر ؟

باحث في التراث العربي والإسلامي

yasinh@total.net

http://www.total.net/~yasinh
 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   ولربما طعن الفتى اقرانه ***بالرأي قبل تطاعن الأقران
كثيرا ما تكون المحوارات حول سوريا متشنجة...والسبب يكمن في دور الإعلام بالصوت والصورة فهو يتعمد هذا بل يمتهن هذا أصلا!!!...أما "المسلمون" فلا تعنيهم الآية (( يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) فيضربون بها وبغيرها عرض الحائط..وبعيدا عن المواقف التكفيرية المدجنة توجد بعض الأفكار التي"تستحق " أن تُسمع، ولكنها هي بدورها ضالة مضللة حين تقول: لأجل الحرية يجوز كل شيء. فإذا قلت له حتى تدمير الوطن ؟ يقول حتى تدمير الوطن ! فإذا قلت له هل في سقوط الدولة وتفشي الهمجية ويصير كل من يظفر بالآخر يفعل به ما يشاء من قتل وسلب وحتى إغتصاب وإنتهاك لعرض أهله....فهل في هذا حرية؟ يجيبك بكل صفاقة نعم !!! وهنا يتحول الحوار الى مشاجرة وهمجية....و إننا نرجو قطعا لدابر هذه التقوّلات أن تتفطن القيادة السورية،فتؤكد وتبرهن بالدليل القطعي للجميع أنها لا تقاتل من أجل السلطة وإنما من أجل وحدة سوريا وأمنها وحرية وكرامة جميع السوريين....أعتقد أنّ خطابا مطمئنا مثل هذا لم يصل الى الرأي العام العالمي.إنّ الأبالسة يصطادون دائما في المياه العكرة، نرجو تجفيف منابع المتقوّلين ورفع الإلتباس بشكل حازم صريح !
رائف بن حميدة  
  0000-00-00 00:00:00   ظلمت الابل
ياأخي العزيز الذي أعرفه عن الأبل أنها وفية لصاحبها وتغار على شرفها وراعي الابل في الصحراء عنده بعد نظر. لكن الذين قصدتهم مصابون بعمى البصر والبصيره شغلهم الشاغل الجنس واللواط والصورة تعبر عن ذلك.ولك تحياتي ياأخي.
فلسطسوري  
  0000-00-00 00:00:00   ياريت نعتبر
ان شاء الله يبقى بلدنا عصيا على الغرباء والمتامرين
ابنةالساحل المعطاء  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz