دام برس :

منذ أن حدث الانقلاب الإبنوي في قطر ليحل محله الابن حمد الذي جعل من لسانه ودهائه بوابة لكسب ود العرب وإظهار نفسه على أنه الداعم المادي والبنك الممول لإعمار ما يُخلفه العدو الصهيوني من دمار. فظهر على أنه راعٍ للمُشردين جراء آلة القتل الصهيونية. لملم المستضعفين وما أكثرهم وجرهم لصفه. معتمداً على الناطق الرسمي باسمه الجزيرة للتسويق لمشروعه الذي ولد لأجله. صبر فترة طويلة من السنوات ولكن الهدف الأكبر يستحق التضحية والانتظار. إلى أن دقت ساعة الصفر، انعطفت الدفة وبدأ الهجوم المعاكس بعد أن كان خلفه جيش ممن صدقوه وصدقوا إعلامه. وبدأ ببث السموم وفتحت خزائن قطر على مصراعيها تمويلاً لمن يُريدون خراباً في بعض الدول العربية التي ستشهد نهوضاً كبيراً إن بقيت عما هي عليه. وبدأ التسلسل كما شاهده العالم ولا أريد الحديث عنه على كثر ما قيل وحُلل من أمور في هذا الشأن. ولكن السؤال الذي يجول في خاطر كُل سوري وعربي شريف، لماذا تُحارب أمريكا المتطرفين في العالم وتدعمهم في سورية بتلك الجهود القطرية والخليجية بشكل عام؟ المراقب الباحث لتسلسل الأحداث وللمشاريع التي أُعدت للشرق الأوسط وشرق آسيا نرى ما يلي: أولاً - لقد تم تجميع كل متطرفي العالم وتجنيدهم للقتال في سورية، مدعومين أمريكياً وخليجياً. والذين يُقتلون بأعداد كبيرة في مواجهة الجيش العربي السوري. وبعد أن كان الجهاد واجباً ضد أمريكا وإسرائيل تحول الجهاد كأولوية لمحاربة النظام السوري. مما خفف عن الجيش الأمريكي وطائراته المُسيرة العناء. ثانياً - فترة الحرب الدائرة التي كلفت سورية الكثير والكثير سواءً من الخسائر البشرية أو التدمير الذي ضرب البنية التحتية والاقتصاد، تكلفة تُعد أكبر من لو أنها تُحارب أكبر دول العالم. في هذه الحالة تحقق لأمريكا وأعوانها وكما يقول المثل: "عصفورين بحجر واحد" إلهاء الإرهابيين عن أمريكا وإسرائيل. والثاني إنهاك دولة أثبتت هذه الحرب والهجمة الشرسة ما هو المخطط ولماذا، فلا يوجد دولة في العالم تتحمل ما تحملته سورية. لذلك وبعد مرور السنتين ولكن دون جدوى سوى المزيد من العقوبات والإنهاك الكبير. فتحولت البوصلة تُجاه قوة عربية صاعدة أُخرى تُشكل عقبة أخرى ولكن في الغرب من الوطن العربي وهي الجزائر. ففوق كل الحقد تُجاه تلك الدولة زاد الحقد عليها ضعفاً لموقفها من الأحداث في سورية ولموقفها الأخير مما يحدث في مالي الدولة الجارة الجنوبية للجزائر. وبدأ الضخ ولو كان بشكل بسيط ولكنه سيقوى بعد فترة مع الزمن كما حدث في السابق. وتكثر الأدلة على التورط القطري في زعزعة أمن الجزائر يوماً بعد يوم. ولكن هذه المرة جاء على لسان زعيمة حزب العمال الجزائري لويزة حنون. والتي اتهمت قطر اتهاماً مباشراً بدعم الإرهاب والمسلحين في الجزائر. وهذا ما أثبته كلام وزير خارجية قطر وتهديده المباشر والعلني لوزير خارجية الجزائر إن لم يُغير موقفه حيال سورية. وقد قالت "حنون":  إن هناك محاولات تهدف إلى "ليّ ذراع" الدولة الجزائرية للرضوخ للفرنسيين والأمريكيين بعد رفضها التدخل عسكرياً في مالي، وأضافت بأن ''التدخل العسكري الفرنسي يهدف إلى تحويل منطقة الساحل إلى ''ساحلستان''، ونبهت إلى وجود ''حرب بلا صور'' للتغطية على الجرائم المرتكبة هناك، وأن عدد الإرهابيين تزايد بعد التدخل ومعه زاد التطهير العرقي. واتهمت قطر عندما قالت: ''إن قطر سلحت الليبيين كما سلحت الإرهابيين في المنطقة للقيام بأعمال إجرامية''. ثم لتُضيف "حنون" كلامها وتدعمه بناءً على التصريح الأخير لقائد القيادة العسكرية الأمريكية لإفريقيا  الذي قال: "إنه يتوجب على الجزائر أن تلعب دور الرائد في المنطقة" والذي يسعى في مُحاولة منه ولو بطريقة ما لإيلاء الجزائر وإدخالها في أتون الأزمة رغماً عنها فتكون وكيله في المغرب العربي كما كانت ومازالت قطر وكيله في الشرق العربي. لذلك دعت "حنون" لتدعيم الجبهة الداخلية لصد ما يُبيت للجزائر خاصة من بوابة الجنوب وقالت:''هناك هشاشات تستغل في الخارج كما الداخل بواسطة أذناب''. فإلى متى سيبقى هذا التسلسل وإلى أين سيصل؟ سؤال برسم الأيام القادمة وما تحمله من تطورات.