دام برس:

لا تـجـانـبــوا  الـحـق حــتـى لا يــظــن اصحـاب الـبـاطــل انـهـم اهـــلـــه ..... الــعمـل الســـيـاســـي وإنْ كــان الــتنـظـيـر الفكــري والـتخـطيـط الاســـتـراتيـجـي والــتكـتيـك الـبـراغمـاتــي مـِنْ اســاســيـات مـنـهـجـيـتــه , لــكـن هــذة الســمـات تـبقــىفـاقــدة لـفـاعليتـهـا عـنـدمـا يــعجــز اصـحـابهـا عن اتخــاذ القــرارات الشــجـاعـة التـاريخيــة , و خـصـوصـا عــنـدمـا تـكـون هــذة القــرارات تحـاكـي مـوضــوعـاتمـصـيـريــة ومـفصـليــة فـي ســيـرورة تـاريـخ الشـــعــوب وصـيـرورة وجـودهــا ,وعـنـدمـا نتحـدث عـن الـوجـود هنـا لا نعـنـي هـامشيــة الـوجـود و انمـا الـوجـود المـُشــرف الـذي يـعـبـر عـن العـمق الحـضـاري والـدور التـاريخـي لـتلك الشعـوب ومكـانتهـا بيـن الأمـــم .

المُـشــكـل الســـوري مـع كـل اخــتـلافـات قــراءاتـنـا لمـســبـابتـه وتـطـور احـداثــةلــكننـا نــتـفـق عـلـى مـُسـلمـة خـطـورة تــداعيــات نتـائجــة فـي حـال اســتمـراريــة تــدفـــق نـــزيــف الـدم الســـوري , وتــدميــر بــنـى الدولة التـحتـيــة وتــفـكك عــرى مــنظـومـتــها المجـمتعيــــة الاخــلاقيــة والفكـريــة , والــدفــع بـالـجـميــع نحــو هـاويــةالمجهــول الـذي لا يخــدم الا اغـراض اصحــاب البـاطـل والمـتـربصــيـن بســـوريــا ســواء كــانـوا عــُربــان مـتصــهيـنيـن او ظــلامـييـن تـكـفـيــريـن لا تــثــبـت عـقــيدتهــم الا عـلـى دمــاء الابــريـاء وزهــق الارواح تـحـت رايــة اســـلامهــم الـوهــابـي , والاســـلام ورســالــتـه ونـبيــــه منهـم ومـِنْ افـعـالهـم بـــراء .

الـتغـييـر والأصــلاح والانــتقـال مـِنْ مـرحـلـة الشـمـول فــي ادارة دفــة الحـكم التيفـرضـها نــمـط ســيـاســي ســاد المنطقــة جـمعــا خـلال فـتـرة تـاريخيــة بعينهـا , الــىمـرحـلـة التعـدديــة الحــزبيــة ودولــة المـؤسسـات الديمقـراطيــة الضـامنـة لحـريـات الفـرد والجمـاعـة الفكـريـة والدينيــة والسـيـاسيـة لا خــلاف عـليــه , وهــو لـســت بمـطـلـب طـاريء دفـعـت بــه الـى الســطـح ظـروف مـرحليــة مثلمـا يــراه البعضبقــدر مـاإنـه ضــرورة  حـتمـيــة وجـوبيـة , و الاخــتـلاف عـلـى وســـيـلـة الـوصــول لـتـحـقيقهــا  يــجـب أنْ يــكـون مـدخـلا لحــوار نـاضـج يضــع المصلحـة الجمعيــة للـوطـن قـبـل  الغـايــة  النفعيــة للـجـماعــة , ولســت مـدخــلا لمشــاريـع تـأمـر خـارجيــة حـاقــدة لهـا اجـنـدتهـا الـتدميـريـة , وهـذا يـتطـلـب الـى شــجـاعـة اتخــاذ قــرار الشـــروع بـالحــوار وكـســر حـاجــز خــوف احـتمـالات الـفشــل والخـســارة ,والـتهـيـب مـِنْ حـمـلات الـتخـويـن والاســـقـاط واتـهـامـات العمـالـة والارتــبـاطـات المخـابـراتيــة , التـي بكـل تــأكـيــد ســتشهـر ســـيـوفهـا عـليــكـم , ولــكـن تـركـكـم الســاحـة لـغـيـركـم مـِنْ اصحـاب البـاطل عـبـيـد العثمـانيـة الجـديـدة , وورثــة ظـلاميـة ابـا جهــل , ونعــاج حـمـد فـي اتخـاذ قــرار الحــوار مـِنْ عــدمـة , وحـسـب مـا يمليــه عليهــم اســـيـادهـم واوليـاء نعمــة ارهــابهــم , انمــا يـعنــي تـقـديمكـم للـبـاطــل عـلـى الحــق وخــذلانكـم لـلطـيـف الشــعبي فـي الشــارع الســوري والعـربي الذي وجــد فيـكـم اخـلاقيـات المـعـارض الـوطـنـي , الـذي يمـكـن أنْ يكـون لــه دور فـي بنـاء ســوريـة الجـديـدة , الـتي يـتـطـلـع لهـا المـوالاة قــبـل المعـارضــة , واصـدقـاء ســـوريـة الحـقيقيـن قـبـل اعـداءهـا المتآمـريـن , والـذي يـهمـة وقــف نـزيــف الـدم الســوري ومســتقبـل وحـدة ســوريـة ارضــا وشــعبـا ,عليــة تحـمـل المـسـؤوليـة الـوطـنيــة والاخـلاقيــة ,والتفـاعـلالصـادق والشـجـاع مـع خطة الحكومة الســوريـة لتنفيذ البرنامج السياسي الذي أطلقه الاخ الرئيس بشار الأسد لحل الأزمة, وتـرك المـراهـنـة عـلـى ورقــة تـقـلبـات عـامـل  الـوقــت وانــتظـار مـا يـقــدم عـليــه الآخــريــن مـِنْ خـطـوات , لأن عـامـل الـوقـت وبتجـربـة مـايقـارب الســنتيـن قــد اثـبت فـشــل الـرهـان عليــة , وانتظـار الاخـريـن انمـا يعنـي تهمـيشـكـم لأنفســكـم , وهـذا ما لا نـريـده لكــم , وعليــكـمالـتيقــن إنَ الهجمــة الكـونيــة الصهيـونيـة الاســلامـويـة الظـلاميـة العـُربـانيـة عـلـى ســوريـا مهمـا اشــتدت مـنـازلتهـا , فـإنهـا  لـن تـثـنيهـا عـن ثــوابتهـا ومـبـادئهـا ,بـل ســتزيـدهـا اصـرارا عـلـى مـواقفهـا , لأن الذي تـتـامـر عليه امـريكـا واســرائيـل واوسـاط الغـرب المتصهيـن , ويـدفـع عـُربـان الرذيلـة والظـلاميــة مليـارات الدولارات  , ويحشــدون ضـده كـل قــوى الارهـاب الـدولـي ومجـرمـي وقتـلــة العـالـم لـثـنيـه عـن مـواقفة ومنهجـة واســقـاطــة ,  إنـمـا يـعنـي صــحـة ورســوخ المـواقف والمنهـج الـذي يــدافـع عنـه , وســتبقــى تـلـك هـي ســـوريــا التـي عـرفنـاهـا مـنـذ نـعـومـة اظـافرنــا قـلعـة للصـمـودوالتـحـدي عـصيــة عـلـى دسـائس ومـؤمـرات اعـداءهـا  مـِنْ جـانب , وواحـة للســلام والاخـاء وعمـقـا للـتـاريــخ ونـبـراســا للحضـارة والمـدنيــة مـن الجـانب الاخـر ,وســـيـكـتب التـاريـخ بـأحـرف مـن ذهـب عـن تـضحيـات جـيشهـا وشــعبهـا وكـل مـَنْ وقــف معهـا فـي محـنتهـا ,وســـيلعـن كـل مـن خـان وتــآمـر وغــدر وبــاع الشــرف واصـطـف مـع البـاطـل بـالضــد منهـا .

al_asadi@aol.com