Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_c80fjonrnapso3li4ggeuvn521, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
حرب المفاهيم .. وجنين الشرق الأوسط الكبير ..بقلم :الدكتور عفيف محمد عفيف

Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
حرب المفاهيم .. وجنين الشرق الأوسط الكبير ..بقلم :الدكتور عفيف محمد عفيف

دام برس:
لقد أدرك الحلف الصهيوني الأمريكي في العقد الأخير من القرن العشرين وفي ظل القطبية الأحادية التي ظهرت في أعقاب تفكيك الاتحاد السوفييتي بواسطة ما عرف بالبروسترويكا //الغوربتشيفية// .... أدرك هذا الحلف أن الاعتماد على الوسائل التقليدية في شن الحروب والسيطرة على الشعوب أصبحت مكلفة لهم على الصعيد المادي والبشري وهي غير مضمونة النتائج.... لذلك انكبوا على وضع الخطط المع د لة أو البديلة من خلال مؤسسات الدراسات الاستراتيجية المشتركة أي أن أعضاءها هم من الغرب والشرق.
هذه الدراسات شملت أنماط العيش والتفكير والعبادة والعلاقات الاقتصادية و الأخلاقية والاجتماعية في
المجتمعات الهدف. و قد اعتمدت هذه الدراسات على المعطيات التاريخية الإثنية وتظهير نقاط الاختلاف وإن صغرت
لجعلها أسس يبنى عليها. لقد أفضت هذه الدراسات في نهاية التسعينيات من القرن الماضي إلى نتائج وضعت في طور
التجربة في بداية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين وهي م ر ت بمرحلتين:
المرحلة الأولى: )حرب عسكرية بتمهيد وبمؤازرة إعلامية كبيرة(
تعتمد على تهيئية الرأي العام العالمي والإقليمي والمحلي في المنطقة المستهدفة على تقبل المخطط المرسوم
والسعي لحشد القوى المساعدة في أقصى الدرجات عسكريا, اقتصادي ا , فكري ا وإعلامي ا من خلال العمل على تغيير
المفاهيم الجمعية الممكنة ومن ثم شن الحرب بغطاء دولي أو شبه دولي لتحقيق الغايات المنشودة في السيطرة من
خلال سياسة الأرض المحروقة باستخدام القوة العسكرية المد م رة مدعومة بإعلام نفسي مضلل وه د ام وأحيان ا كثيرة
ك ذ اب وبمساعدة أدوات محلية وإقليمية محيطة وهذا ما حصل بالحرب ضد أفغانستان والعراق في بداية هذا القرن
)دخول كابول وبغداد بدون مقاومة( بتحميل الأولى مسؤولية تدمير برجي التجارة العالمية في نيويورك من خلال
إيوائها للقاعدة وإتهام الثانية بإمتلاك أسلحة التدمير الشاملة من كيماوية وذرية وكلنا يتذكر فضيحة الولايات المتحدة
الأمريكية على لسان وزير خارجيتها الذي اعترف بالكذب بتقديم المعلومات لمجلس الأمن ولكن بعد سنوات أي بعد
فوات الأوان.
إن تهيئة البيئة العالمية المناسبة لهاتين الحربين من خلال إسطول إعلامي هائل عمل على تغيير المفاهيم الجمعية
لأفراد المجتمعات المستهدفة و على امتداد الكون أدى خدمة كبيرة في تشتيت الذهن والقوة المجتمعية بشقيها الفاعلة
والكامنة.
فالنتائج الأولية لهذا النو الجديد من الحروب كانت صاعقة وحاسمة أدهشت العالم بنتائجها وهذا ما دفع
المخططين الإستراتيجيين وأعوانهم بالإضافة للمنفذين على الأرض من عسكر وممولين وجماعات مرتبطة إضافة
للأبواق الإعلامية للاحتفال المبكر بالنصر والذي بدا أنه منطقي في اللحظة التاريخية المشخصة.
تميزت هذه الفترة بنشوء وترعر أبواق إعلامية مرئية, مسموعة ومقروءة احتلت الساحة البصرية والسمعية
ومساحات واسعة من العقل الجمعي لمجتمعاتنا حتى باتت الألسن تنطق بلازماتها الإخبارية. هذه الأبواق أنشأت لهذا
الغرض والتي اعتمدت على إسلوب قديم مستحدث من خلال إظهار قوة وجبروت وإمكانيات الخصم ليس بالضرورة
أن تكون موجودة فيه. هذا الأسلوب نجد له أمثلة تطبيقية في التاريخ العربي )قصائد المدح المبالغ به التي كان يقولها
عنترة العبسي بخصمه ثم يقوم بصرعه بالضربة القاضية عندما يجد أن مبارزه وصل إلى مرحلة النشوة من هذا
المديح(.
نستطيع ودون مبالغة أن نقول أن الإعلام لعب دور ا كبير ا في هذه المرحلة من خلال إنتقاله من ناق ل للحدث إلى
ممه د وناق ل له في آن مع ا وأحيان ا كان يبدو بهيئة المشارك في صناعة الحدث وهذا ما جعلنا نلتصق بهذا الإعلام كما
حدث للمواطن العربي مع قناة الجزيرة القطرية تحديد ا , و إذ استذكر تلك المرحلة التي أصبح أكثر من 95 % من
الناس يحدثونك بلسان الجزيرة القطرية وإنبهارهم بقدراتها الخارقة على مواكبة الحدث.
إذ ا ... النتائج الأولية كانت أكثر من ناجحة بالنسبة للمخططين والمنفذين حيث كانت خسائرهم لا تكاد ت ذ ك ر على
الأرض. لكن آثار الصدمة الصاعقة لم تع م ر طويلا , حيث بدأت بعض القوى تصحوا من صدمتها وزهولها بمساعدة
القلة القليلة التي استوعبت الدرس بمراحله المبكرة وهذا ما خلق تح د جدي للقوى المعتدية أفقدها القدرة على المبادرة
وبدأت تعاني بشكل كبير وتتك ب د الخسائر البشرية والمادية والإعلامية التي تم استيعابها في البداية ولكن سرعان ما
فقدت السيطرة على الأرض وأخذت انجازاتها الأولية المبكرة تتراجع وتتآكل حتى أنهم ندموا لإعلان النصر المبكر
وكانت النتيجة بداية خسارة الحرب ولكن بعد أن د م رت المكونات الأساسية للدولة المدنية المعاصرة و أجهزت على
البنى التحتية وعملت على تغيير الكثير من المفاهيم الجمعية.
ورغم ذلك اضطرت القوى المعتدية للانسحاب من بعضها و إعلان الفشل بالوصول للهدف الغاية وهي تتجهز
لإعلان هذا الفشل والخسارة في بعضها الآخر.
أمام هذا الواقع المستجد بدا واضح ا أن هناك ضرورة لإعادة تقييم هذه الدراسات الاستراتيجية والوقوف على
أسباب فشلها اللاحق بعد انتصار أولي و تم استحضار المعطيات التفصيلية على أرض الواقع ضمن المجتمعات
الصغيرة والضيقة للوصول إلى فهم أدق وأشمل وبالتالي نتائج أفضل وذات صيرورة أطول وهنا تم الإنتقال للمرحلة
الثانية.
المرحلة الثانية: )حر ب افتراضية إعلامية معلوماتية سريعة وساحقة يتم الوصول من خلالها إلى الهدف
العسكري المرسوم دون خسائر عسكرية في صفوف المعتدي وحتى دون الحاجة ربما للتدخل المباشر(
هذه الحرب تعتمد على دراسة نقاط القوة ونقاط الضعف في الدولة المستهدفة ومعرفة آلام وهموم المجتمعات
حتى المناطقية والعمل على تحليلها ودراسة الظروف و الأجراءات التي يمكن الدخول من خلالها وبالتالي ضرب
القدسيات الأخلاقية, الإجتماعية, الجغرافية, التاريخية, الثقافية لهذه المجتمعات وإحلال مفاهيم جديدة مكانها تضرب
هذه القدسيات الجمعية وتخلق قدسيات وهمية ه د امة ممفتتة للمجتمع باستخدام مقولة قديمة * فرق تسد * من خلال
تظهير نقاط الإختلاف الإثنية, المجتمعية, المذهبية, الطبقية, المناطقية واستنهاض فكر تم صبغه وإلباسه ثوب ا تاريخي ا
متدين ا أو مذهبي ا مزعوم ا لاختراق الدفاعات الجمعية للمجتمع وبالتالي الوصول إلى تفتيت مراكز القوة في الدولة
المعتدى عليها من خلال أساطيل إعلامية تجيد استخدام الحرب النفسية التي يتم فيها استخدام كل المحرمات وتجاوز
كل المحظورات للوصول إلى الهدف الغاية.
تميزت هذه المرحلة بقدرتها على تجاوز العديد من نقاط الضعف وتج نب الخسائر المادية والمعنوية التي تكبدتها
الدول المعتدية في المرحلة الأولى. لقداعتمدوا على خارطة طريق تم وضعها بعناية فائقة.بدأت ترتسم معالمها في
النصف الأخير من عام 4002 من خلال الحديث عن قرب ولادة مشرو الشرق الأوسط الكبير والتي كانت حادثة
قتل الحريري في 42 شباط 4005 بمثابة ساعة الصفر التي ح د دت من قبل الدول المعتدية المدبرة للإغتيال والهدف
الأول كان يتمثل بسوريا. و هنا قد يسأل سائل لماذا سوريا ؟؟؟؟ و الجواب هو لأنها تمثل حجر العقد )بانفراطها يتهدم
البناء( و باتهامها بالجريمة يتم العمل على إسقاطها من خلال جهد دولي كبير بعد اتهامها و منذ الدقائق الأولى
بالمسؤولية عن حادثة القتل.
إن تحقيق هذا الهدف يجعل الطريق مفتوحا و دون عوائق تذكر نحو إنهاء مخاض الشرق الأوسط الكبير بولادته
والذي سيكون النسخة الأولى من مشرو إسرائيل الكبرى.
لقد أعقب قتل الحريري عملية غسل أدمغة نخبوية ومن ثم جمعية من خلال حرب إعلامية كبيرة ج ن د ت لها أعتى
الفضائيات و الإذاعات و الصحف العالمية والعربية والتي قادت ) بروباغاندا ( إعلامية كبيرة أدت إلى إزاحة
الخطوط بالطول والعرض وغياب الممنوعات وأصبح كل شيئ م باح من أجل الوصول للأهداف المنشودة وتم تبرئة
الصهيونية و إسرائيل من دم الحريري منذ اللحظة الأولى و الذي أصبح كقميص عثمان حمله الدجالون والراكبون في
الركب الأمريكي الإسرائيلي وجعلوه رايتهم وتقمصت اسرائيل دور الملقن على المسرح من خلف الستار دون أن
تظهر للعيان. لقد أثارت هذه المسرحية التراجيدية الهزلية أصقا الأرض الأربعة كما فعلت حادثة تدمير برجي
التجارة العالمية في نيويورك حتى أ طل ق عليها حادثة قتل برجي التجارة العالمية في الشرق الأوسط والتي كانت لها
نتائج كبيرة يعرفها كل ذي عقل وبصيرة لكنها لم تصل إلى الغاية المرجوة بإسقاط الدولة السورية و ولادة المولود
المنتظر ) الشرق الأوسط الكبير( وهنا يسجل التاريخ لجورج بوش الإبن وقادة الكيان الإسرائيلي إحدى أكبر حماقات
هذا القرن )القرن الواحد والعشرون( والذين سيدفعون ثمنها غاليا, عندما قرروا العودة للأساليب التقليدية في الحرب
بشنهم عدوان عسكري على لبنان لسحق حزب الله و الذي يعتبرونه ذراع ا سورية- إيرانية فكانت بمثابة الخطيئة
الكبرى التي كانت إحدى تداعياتها إجهاض الحمل الأول والذي يسمى ) الشرق الأوسط الكبير( سيحتاجون سنوات
عديدة ليستطيعوا الإلتفاف على نتائجها من قبل الإستراتيجيين.
هنا وفي هذه اللحظة التاريخية المشخصة تم استنفار كل القدرات و العقول حتى المتشيطنة منها لزر جنين آخر
في مركز الأرض )الشرق العربي( تم إنتاجه من نفس الأبوين واختير له اسم جميل ناعم هو )الربيع العربي(. لكن
من أين يبدأهذا المسمى )الربيع العربي( وبمعنى آخر أين يتم زرعه ليتم القطاف بولادة مرجوة في المكان المشخص
حسب تعبيرهم؟؟؟... في حقيقة الأمر كان سؤالهم أين يبذرون بيوض الجراد كي تقضي على براعم بدأت تتفتح في
مركز الشرق وتبشر بقدوم ربيع عربي حقيقي ومثمر.
لقد اختاروا أن يبدأوا في الأرض الخضراء )تونس( عند عاملهم الضعيف الذي أخذ يعاني من ضعف جسدي,
عقلي و جماهيري كبير فأحرقوا البوعزيزي لتصل النار و الجراد إلى بقية الأرض التونسية خلال أيام معدودة وبذلك
تكون حركة الشار التونسي قد تم امتطاؤها من خلال التخلص من عاملهم ابن علي وق ل ة قليلة من الحاشية مع
المحافظة على نفس النظام السياسي القائم بعد تطعيمهم بعناصر ثقة, وهكذا نجحت الجولة u1575 الأولى, أي نجحت عملية
الزر بطريقة استعراضية هوليودية شي قة بدت فيها قناة الجزيرة القطرية و كأنها الملق م و مركز قيادة الأوركسترا
الانقلابية. لقد احتفلت الجزيرة بانتصارها في ميدان التحرير القاهري مع مئات آلاف المصريين المنتفضين ض د
حسني مبارك, الذي مث ل لعقو د دور الديكتاتور المسل ط على الشعبين المصري و الفلسطيني و المنف ذ للسياسات
الأمريكية-الإسرائيلية, و الذي كان قاب قوسين أو أدنى من السقوط بسبب الثورة الشعبية التي بدأت تتقد في نفوس
المصريين بعد سنوات من التململ. لقد انتهت هذه الجولة أيضا بالضربة القاضية و بسرعة مذهلة و تمت عملية إزاحة
مبارك و قل ة قليلة من مساعديه و تمت المحافظة على النظام القائم و تطعيمه بقوى من الذين التحقوا بالحراك
الجماهيري في ساعاته الأخيرة.
و هنا نجد العامل المشترك بين الجولتين )التونسية و المصرية( و هو الملق م و مركز قيادة الأوركسترا – قناة
الجزيرة – التي استطاعت في م رات كثيرة أن تح ول تج مع المئات في ميدان التحرير إلى مئات الآلاف خلال ساعات
معدودة. و بسرعة مذهلة استطاعت قناة الجزيرة و أخواتها مسح المشهد التونسي, و الذي ما زال هائجا , عن شاشاتها
كما ساهمت بمسح الذاكرة الجمعية الجامعة للشعوب العربية و إحلال أفكار ه دامة متناقضة في الشكل و المضمون.
إ ن النجاح السريع و المبهر بالجولة المصرية أعطى النشوة العارمة للمخططين و المنفذين و الذين حتى هذه
اللحظة لم يخسروا شيئا على الإطلاق و لم يحركوا أي قطعة عسكرية.
في هذه اللحظة التاريخية المش خصة, و تحت تأثير النشوة اعتقد بعض المخططين أ ن الظروف الموضوعية قد
نضجت في سورية لاستقبال العواصف المح ملة بيرقات الجراد و التي بدت للوهلة الأولى وكأنها مح ملة بالأمطار التي
ستجل ب الربيع لأرض الشام, في حين رأى البعض الآخر أن المرور في ليبيا القذافي ستعطي دفعا هائلا لربيعهم على
أرض العرب و هكذا يسقط الهدف الغاية من كل هذا الحراك و هو دمشق. استق ر الأمر سريعا على المزاوجة بين
الرأيين مع الدفع بشك ل أقوى في ليبيا لأسبا ب عديدة, منها:
- هشاشة النظم المؤسساتية الليبية
- ضعف الجيش الليبي و افتقاده للمهنية و التخطيط و انكشافه للقوى الغربية
- الاتسا الكبير للمساحة الليبية و التي تساعد في تشتيت دفاعات الق ذافي التي هي بالأصل ضعيفة
- إ ن السيطرة على ليبيا سيؤمن إمدادات النفط المجانية لهذه القوى و لقواتها العسكرية
- إ ن نجاحهم في ليبيا من خلال جه د دولي تحت شعار القضاء على الدكتاتورية >الق ذافية< u1587 ستشكل مثالا و قاعدة يبنى
عليها للتعامل مع الحالة السورية, إضافة للتأثير النفسي اله دام الذي يمكن أن يفعل فعله على القيادة و الشعب
السوريين.
- السيطرة على ليبيا ستتيح لقوى التص حر العربي )الربيع العربي( الاستفادة من ترسانة السلاح الليبي من خلال
إرسالها و استخدامها في سورية, و ستشكل ليبيا مع شركائها في موجة التص حر العربي الخزان البشري الذي سيم د
عناصرهم في سورية لإنجاز المرحلة الأهم و التي تعتبر المفتاح النهائي في مشروعهم الشرق أوسطي الكبير.
لقد أدر ك المخططون أهمية عامل الوقت في الوصول إلى الهدف المنشود وأ نه ليس في صالحهم, لذلك وجدوا
أنفسهم مضطرين لسلوك أسلوب قديم مستحدث و هو اعتماد التد خل العسكري المباشر و لكن بعناصر داخلية و
إقليمية و بتمويل عربي بحيث لا يكلفهم المشرو أي شيء مطبقين المثل العربي الشهير)من دهنه قل يه(, و هنا
استحضروا مفاهيم جديدة وسوقوها من خلال بعض المفكرين و رجال الدين على شكل نظريات حتمية مضمونة
النتائج أو فتاوى أ لبست ثوبا شرعيا مذهبيا عفنا للوصول لعقول شريحة واسعة ممن عملوا على مسح الذاكرة الجمعية
لديهم, و أصبح الجهاد في سبيل الله يعني فقط قتل ابن الوطن و تدمير أسس الحياة في البلد, و اللغة الوحيدة الناطقة
هي أزيز الرصاص و المتفجرات. لقد أصبحت جنة الله في عرفهم مكان للقاء الحوريات الحسناوات, و أصبحت
عبارة المواط ن ة مف رغة من مضمونها وحل مكانها تعابير مشوهة عن المذهبية, العشائرية و المناطقية التي ضخموها
و ألبسوها لباسا أكسبوه القدسية . كل هذا تم عبر الملق م و مركز قيادة الأوركسترا – قناة الجزيرة و أخواتها – التي
سف هت القيم الأخلاقية و الدينية الجامعة و عظ مت أفكار الانحلال تحت اسم الحرية و الديمقراطية و الجهاد بب ث ح ي
غير مسبوق و تمي زت بقدرتها على صنع الحدث و بثه قبل حدوثه على أرض الواقع, و لكن لم يتم كشف إلا القليل
منها لذلك كانت شديدة الفاعلية في هذه المرحلة؟؟.
بهذه العناوين تم انهاء ليبيا خلال أشهر قليلة دولة , مؤسسات و اقتصاد, و ت م قتل الق ذافي و أعلن الإتلاف الدولي
انتصاره الساحق بسحق الدولة الليبية و ضيا بنيتها الوطنية وسيطرتهم على ثرواتها الوطنية و خاصة البترول و
ترسانة الأسلحة.
في هذه الأثناء كانت المعضلة السورية بدأت تؤ رق المخططين و المنفذين بسبب عامل الوقت و تراجع فاعلية
يوم الجمعة و ضيا ساعات الصفر المتتابعة و لا يمكن لعاقل إنكار الدور الذي لعبه الصبر, التأني و الحكمة التي
اتبعتها القيادة السورية في بداية الحراك من خلال أوامر الرئيس الأسد القاضية بعدم إطلاق النار على المتظاهرين. إ ن
الصمود السوري و الكشف عن أفلامهم المفبركة و الذي ت م أحيانا قبل استخدامها أفقدهم القدرة على التقيد بالخطط
الموضوعة مسبقا , و أ عطيت الأوامر الس رية باستخدام السلاح. ترافق ذلك مع حر ب اعلامية شرسة و غير مسبوقة و
أفلام مصورة مفبركة لإلهاب الساحة السورية من خلال خطا ب تفتيتي طائف ي, مذهبي, و مناطقي ت م فيه محاولة
ضرب ك ل مكونات الدولة و تقديمها على هيئة عصابات تغتصب الحكم و تمارس القتل ض د المواطنين. ازداد المأزق
اتساعا فأعلنوا عسكرة الحراك و هنا كان المقتل منهم و بداية معاناة محصول ما أسموه الربيع العربي, أي معاناة
جنين الشرق الأوسط الكبير الذي بدأ يعاني من نقص الأكسجة الدماغية بسبب التفاف الحبل السري على عنقه و
تعالت الصيحات و استجاب الغرب و الشرق و أحضروا ك ل أجهزة الإنعاش و براميل البترول, ه ددوا و توع دوا,
ر غبوا و أ سرفوا , و عندما تيقنوا أن الجنين يقترب من الموت السريري بدأوا يحرقون و يسرقون , يفجرون و يهدمون
انتقاما من أصل الإنسان و مصدر الحضارة البشرية و أرض الله على الأرض.
لن يتعلموا و سيحاولون ثانية و ثالثة و ...., و سورية لن تستسلم و لن تركع و ستبقى دمش ق عميدة عواصم
الكون و شعا الحضارة الإنسانية, و كما دائم ا ستلاح ق اللعنة السورية كل من يحاول أذيتها.
لا تتردّدوا بإعلان وفاة جنينكم في أرض الشام.

بقلم الدكتور عفيف محمد عفيف
 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz

Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_c80fjonrnapso3li4ggeuvn521, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0