دام برس
لي مقالة قديمة تتحدث عن زيارة لصديق بقصد تعزيته بوفاة والده ولم أعد أذكر اسم المقالة ولا المواقع التي نشرت فيها وتتلخص في اني صعدت عشرة طوابق ضرب ثلاثة بنايات في شرقي الميسات للبحث عن بيت صديقي ولم أعثر عليه لأن صديقي تعمد عدم وضع اسمه على الجرس ولأن الجيران لا يعرفوه !!! وقال لي أن هذا أفضل ونصحني بأن أبقى دوماً مجهول الاسم والاقامة والعنوان!!!
وهذا هو الارث العصملي بالذات فلقد كان صاحب الدار يخفي عنوان داره وعنوان دكانه خوفاً من الأتاوات وخوفاً من التحرش والتبلّي من قبل الدرك والشرطة ويخفي اسماء اولاده خوفاً من العسكرية ويخفي عناوينهم ومكان عملهم عن جيرانه وعن أقرب الناس اليه لأن الكراهية استشرت وأختفت المحبة وتم تغليب سوء النية على كل شيء فضاع الخير والانصاف والبركة.
منذ فترة وفي منطقة الجسر الأبيض أغلق عليّ شوفير تكسي ابواب الرحمة وعلقت سيارتي وتم حشرها في محشر لا فكاك منه...ووقفت 45 دقيقة انتظرصاحب التكسي الذي حبسني في الشمس وجاء السجّان ودارت المحاورة الآتية.
ـ الله لا يحبس حدا
ـ آمين يا رب العالمين
ـ ان شاء الله تكون تغديت وتحليت وانبسطت وعملت كسرة ناعوسة وتطمنت علولاد وشربت شاي؟
ـ لا تسمعني كلام بلا طعمة انت يلي اعتديت وسرقتلي محلي
ـ والله يلي بعرفو انو الي حق بالصفة متلك تمام وبدفع الضرائب والرسوم متلك تمام وما في سانتي متر مربع من الشارع مطوّب باسمك ولا باسمي...لو كنت حضرتك تركت رقم موبايلك كنت اتصلت فيك وما كان في حاجة لكل هل قصة لأنو نحنا الاثنين مواطنين وانا أخوك من هون من الشام ومو من اسرائيل فـ الله وكيلك انا شامي متلك تمام وبمعيتك وحبايب بإذن الله.
ـ يا سيدي كل شوارع الشام مطوبة باسمي وملكي الخاص أبّاً عن جد، ورقم موبايلي ما رح اكتبو وروح بلط البحر.
وتذكرت الحكمة "وداروا سفهائكم" فقطعت المناقشة وانتظرته حتى حررني من السجن فمضيت وانا ألوم نفسي للدخول في مناقشة مع جاهل وانا أعرف ان هذا ليس ذنبه بل هو ذنب من تركه على جهله.
صباح اليوم نزلت من البيت اريد سيارتي فرأيت بيك آب سكودا مغلقة مهرمشة لون كحلي وحولها جمهرة من الناس يدورون حولها ويحاولون فتحها فسألت أحدهم ما الأمر؟ فأجابني: هذه السيارة مشبوهة ونخاف ان تكون مفخخة...فنظرت من النافذة الخلفية فرأيت فيها بالات قماش...وذهب أحدهم وأخذ حجر يريد تحطيم النافذة وفتح السيارة بهدف تفتيشها...قلت له: لحظة يا سيد امهلني لحظة لأحضر لك صاحبها فهذه السيارة تحوي بالات قماش وفي قبو البناية المجاورة لنا هناك معمل خياطة ولا بد ان صاحبها في المعمل...وسبقني من سبقني الى المعمل وأتوا بالرجل الذي قال: جئت الى المعمل وأخذت دفعة والسيارة لا تحوي غير بالات القماش وسآخذها في الحال وأرحل...قلت له: انت مدين لي يا سيدي فلقد كانوا بصدد تحطيم نوافذك وفتح السيارة لتفتيشها...والذي اعرفه ان تجديد بلور سيارتك مكلف وأن الحل بسيط للغاية ورخيص جداً "أكتب يا مولانا رقم موبايلك وضعه على التابلو أو الصقه خلف البلور وبعد ذلك سيتصل بك الغير وبالتالي فأنت لن تدفع حتى آجار المكالمة لأنك لست المتصل" ووعدني الرجل خيراً...وتمنيت ان أعرف النتيجة وانا واثق منها وهي مقولة أخرى عصملّية وبامتياز وهي " اي سيدي حط بالخرج" دون ان يعلم هو وغيره اننا "ضلينا نحط بالخرج حتى فختنا أمو للخرج"
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
دمشق 27 09 2012
arasouvalian@gmail.com
0000-00-00 00:00:00 | نحن ضد الحضارة |
حدث لي ما حدث مع السيد آرا وكنت بصدد الذهاب لأخذ الأولاد من النادي فتركت سيارتي وأخذت تكسي ولكنه رفض توصيلي الى المكان الذي طلبته ونزلت في نصف الطريق ولا أحد يريد ان يتوقف لي وتأخرت على الأولاد وكانوا يقفون على الرصيف وتمنيت ان اعود لأحطم كل زجاج السيارة التي حبستني يجب اصدار اوامر الى الروافع لسحب السيارات التي تحبس سيارات اخرى مع فرض مخالفة كبيرة وفي غير هذا لن يتربى أحد | |
ساميا |