Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 21:35:50
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الحواضن المثلى لتنظيم القاعدة .. بقلم : محمد احمد الروسان

دام برس

تساؤلات كثيرة وتؤرّق العديد من أجهزة الأستخبارات المختلفة في منطقة الشرق الأوسط الآن، وتحفّز أدمغتها الأستخبارية على التحليل الدقيق والتفكير والتمحيص مع تفعيل أدواتها على الأرض، وذلك على شاكلة التساؤل الذهبي التالي :- في حالة لجوء تنظيم القاعدة إلى خيار الخروج والهجرة، خارج المسرح الأفغاني – الباكستاني، فأيّ أبرز المسارح - الحواضن التي يمكن أن يواصل فيها التنظيم عملياته بالمعنى الرأسي والعرضي؟.
أعتقد أنّه سوف يتموضع في أكثر من مسرح ومنها المسرح اليمني، حيث الأخير يوفّر لتنظيم القاعدة العديد من المزايا التي من أبرزها، أن هذا المسرح يتميز بتقاطعات تتلائم مع تمركز القاعدة، وأولها يتمثل في علاقات الجوار الإقليمي لجهة إمكانية نشوء مسرح يمني – سعودي، ومسرح يمني – صومالي إضافة إلى تأييد السكان المحليين لزعماء القاعدة، وملائمة البنية الجبلية اليمنية الوعرة لإقامة القواعد والمعسكرات السرية، وتشير التوقعات الأستخبارية، إلى أن تمركز القاعدة في اليمن سيتيح للتنظيم تسديد المزيد من الضربات ضد خصومه في السعودية وبلدان الخليج، إضافة إلى تنسيق ضرباته مع الحركات الإسلامية الصومالية المسلحة، التي سوف لن تتردد في توجيه المزيد من الضربات إزاء خصوم القاعدة في بلدان القرن الإفريقي، وعلى وجه الخصوص ضد المصالح الأمريكية والغربية والإسرائيلية المجودة في شرق إفريقيا - (كينيا حصراً) وجيبوتي حيث القواعد العسكرية الأمريكية والفرنسية.
كما أنّه سوف يتمركز في المسرح المغاربي، وبالرغم من أنّ حملات أجهزة الأمن الجزائرية والمغربية ونجاحاتها، في حسم المواجهات مع عناصر الحركات الإسلامية المسلحة، فإن تنظيم القاعدة يستطيع برغم المخاطر المتزايدة التمركز في هذه المنطقة، وذلك بسبب تميزها بوجود المناطق الجبلية الوعرة، إضافة إلى دعم السكان المحليين له ولأعماله، وإذا  استطاع التنظيم أن يتكيف مع التمركز في المناطق الصحراوية، فإنه سيتمكن من الحصول على الملاذ الآمن المستقر، خاصة أن قدرات أجهزة الأمن الجزائرية والمغربية سوف لن تكون كافية بالقدر الذي يغطي المناطق الصحراوية، وسيتيح للتنظيم التحرك ضمن نطاق أوسع بحيث يضم إلى مسرح عملياته بلدان النيجر ومالي والسنغال، هو أمر سيتيح له بناء أذرعه في القارة الإفريقية، بما سيفتح للتنظيم مسرحاً نوعياً جديداً سوف لن تقل خطورته عن المسرح الباكستاني – الأفغاني، وما تجدر الإشارة إليه هو أن تمركز تنظيم القاعدة في المسرح المغاربي، سيتيح له التغلغل في القارة الإفريقية وتوجيه المزيد من الضربات ضد المصالح الأمريكية الأوروبية والإسرائيلية، لذلك ستسعى كل أجهزة مخابرات هذه الدول إلى منع التنظيم من التمركز في المسرح المغاربي.
وتشير تقديرات أجهزة مخابرات واستخبارات عربية واقليمية، أنّ المسرح الشرق متوسطي سيكون له نصيب في توطن تنظيم القاعده فيه، حيث يعتبر التمركز في هذا المسرح حلماً ظل يراود زعماء تنظيم القاعدة لفترة طويلة، وتشير العديد من البحوث والدراسات الأمركية والإسرائيلية، إلى أن منطقة شرق المتوسط هي الأكثر احتمالاً لقدوم القاعدة. وتقول الدراسات والتحليلات بأن تنظيم القاعدة سوف لن يستطيع في هذه المنطقة اعتماد استراتيجية تنظيمية، تقوم على مبدأ القوام الأوحد لعدة أسباب منها: تعدد المسارح الفرعية الخاصة بهذه لمنطقة، وعدم إمكانية بناء القواعد والمعسكرات المستقرة، مع وجود تعدد الحركات والفصائل المسلحة المختلفة التوجهات والمذهبيات.
ولكن برغم ذلك تشير التوقعات والتقديرات الأستخبارية، إلى أنّ تنظيم القاعدة قد يلجأ إلى التمركز وفقاً للاستراتيجية الآتية: تركيز الضربات في المسرح الفلسطيني ضد الإسرائيلين، وربما - ربما ضد الفصائل الفلسينية المنخرطة في عملية سلام الشرق الأوسط – الكذبة الكارثية الكبرى، مع استخدام المسرح اللبناني كوسيلة للحصول على الإمدادات، إضافة إلى توجيه الضربات ضد المصالح الأمريكية والغربية، وربما حلفاء أمريكا اللبنانيين، مع تفادي الدخول في المواجهات مع الفصائل اللبنانية الشيعية المسلحة.
كما أنّه سيلجأ الى استخدام المسرح العراقي كوسيلة للحصول على الإمدادات إضافة إلى تدريب العناصر، مع امكانية استخدام المسرح الأردني كوسيلة لتمرير الإمدادات للمسرح الفلسطيني،  ويقيناً استخدام المسرح السوري كمكان لـ"تنييم" وتسكين الخلايا كما هو جاري الآن- مع استخدامات فاعلة لها على المسرح ذاته، ثم استخدام المسرح الأخير وكـ"ممر" للربط بين المسارح الثلاثة: العراقي واللبناني الأردني وربما المسرح التركي كذلك.
وتقول المعلومات وتتحدث بعمق، إلى أن الاستطلاعات والاسقصاءات الجارية في مناطق شبه القارة الهندية وتحديداً في المسرح الباكستاني – الأفغاني، قد أكدت أن تطورات صيغة توازن القوى الجارية حالياً، لم تعد في مصلحة تمركز تنظيم القاعدة، والسبب لا يتمثل في حملات القوّات الباكستانية الأمريكية وقوات الناتو، وإنما في الخلافات التي بدأت تظهر بين تنظيم القاعدة، والفصائل الأصولية الإسلامية المسلحة التي لم يعد العديد منها يقبل باستمرار تمركز تنظيم القاعدة هناك.
كما تتحدث معلومات شبه دقيقة، إلى أن تنظيم القاعدة قد بدأ بالفعل في ترتيبات الرحيل من المسرح الأفغاني –الباكستاني، باتجاه مسارح منطقة الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص المسرح الشرق متوسطي، وبتحديد أوضح باتجاه مثلث فلسطين – لبنان – العراق، وأشارت الدراسة إلى أن تنظيم القاعدة الذي سبق أن أعلن قيام تنظيم القاعدة الخاص لبلاد ما  بين النهرين، أصبح على وشك الإعلان رسمياً عن قيام تنظيم القاعدة الخاص بمنطقة شرق المتوسط.
وأكدت المعلومات أيضاً، أن شرق المتوسط سيتيح للقاعدة تماسكاً مذهبياً، يتمثل في الربط بين ثقافة الحركية السياسية ضد إسرائيل وأمريكا، وثقافة الجهاد الإسلامي التي تركز على منظور تحرير القدس، ومن المعروف أن الخطاب الجهادي الخاص بتنظيم القاعدة، كان يركز في الماضي على التصريحات التي تتحدث عن الحرب الجهادية ضد أمريكا، ولكنّه لاحقاً أصبح يركز على التصريحات التي تطالب المسلمين بالجهاد لتحرير القدس.
www.roussanlegal.0pi.com
mohd_ahamd2003@yahoo.com

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz