Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
يورام كوهين والحدث السوري .. بقلم : محمد احمد الروسان

دام برس

العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي, ترى أن حماية الوجود الأمريكي في العراق والشرق الأوسط, يبدأ باستهداف دمشق, حيث استهداف الأخيرة, يضعف إيران وحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي, واستهداف دمشق- الأسد, يتيح أمريكياً وإسرائيليا, استعادة تركيا إلى مكنونات خط علاقات واشنطن – تل أبيب, كواليس العلاقات السرية على خطوط طول وعرض, شبكات المخابرات الخاصة, بهذا المحور الفيروسي في المنطقة والعالم.
وترى واشنطن وتل أبيب, أنّ ما جرى في تونس ومصر وليبيا واليمن, هو مقدمات يجب استنساخها في سوريا, إيران, تركيا – لأعادتها إلى رشدها الأمريكي الإسرائيلي – واستنساخها في  الصين وروسيا الفدرالية, وكوريا الشمالية، وسيصار إلى تطبيقها في السعودية وقطر وجلّ الساحات العربية الضعيفة والقويّة. 
وكل ذلك يتم من خلال الأدوات والعمليات المخابراتية القذرة, والتي تشمل الأدوات الاقتصادية, عبر تقديم الدعم المالي لأعداء محور الممانعة والمقاومة, وعبر الأدوات العسكرية تلويحاً وتهديداً مستمراً, بتفعيل الوسائط العسكرية, مع استخدامات الأدوات الإعلامية, ذات حملات بروباغندا اتصالية, ذات مهنية عالية الدقة, كي يؤدي كل ذلك إلى خلق رأي عام عربي, واقليمي ودولي, معادي ومناهض لوجود الممانعة والمقاومة, ولكي تتماهى سوريا, مع رؤى وسياسات محور الخراب – محور شيطان الأنس والجن.
المذهبية الدبلوماسية العدوانية السوداء, الأمنية السياسية الأممية الأميركية الجديدة, ذات الأدوات الأنف ذكرها, ستوظف لخدمة الوسائل السياسية الشاملة, لوضع خارطة طريق متعرجة لعمليات, الاستقطاب وإعادة الاصطفاف السياسي في سوريا, وفي المنطقة عامةً, كي يتم إعادة إنتاج مجتمع, تحالفات سياسية واسعة النطاق, لجهة المنطقة والداخل السوري ومحيطه, ضد المقاومات والممانعات, وضد كل من سوريا وإيران وتركيا بنسختها الجديدة.
واشنطن وعبر المذهبية الأنف شرحها, تقر أنّ في عمليات الاستهداف النشط ضد سوريا, يكون هناك دور مهم لكل من جيفري فيلتمان ودينس روس عبر عمله الجديد كباحث استراتيجي في " إسرائيل ", خاصةً مع وجود الجنرال جونس كلابر على رأس المجمّع الفدرالي الأمني الأستخباري, حيث يتفهم الأخير ما سيصله من تقارير جيفري وروس الخاصة, والتي ستكون متطابقة حتّى في الفواصل وعلامات الترقيم, مع ما يتم تسريبه لهما من شبكات المخابرات الإسرائيلية  - الموساد بزعامة تمير باردو, الشاباك بإدارة يورام كوهين, وحدة آمان برئاسة اللواء أفيف كوخافي - لجهة ملفات: حزب الله, الملف السوري, الملف الإيراني, الملف التركي, وملفات الساحات السياسية الأردنية والفلسطينية والعربية الأخرى.
من جانب آخر معلوماتي, لمخابرات إقليمية ودولية تفيد, أنّ إسرائيل نجحت حتّى الآن لجهة توظيف وتسخير, كل قدرات الدبلوماسية الأميركية والبريطانية والفرنسية لاستهداف سوريا, مع دفع واشنطن للمشاركة الفعلية في, الترتيبات العسكرية الأميركية الجارية في منطقة الخليج وشواطئ إيران الجنوبية.
كما تذهب المعلومات, أنّه تم الاتفاق والتفاهم وضمن, محور واشنطن – تل أبيب ومن تحالف معه من دول المنطقة, على أن يتم ربط الرادارات الأميركية المنصوبة في مناطق الخليج بالرادارات العبرية, رغم الرفض الخليجي لذلك, الاّ أنّ واشنطن ضغطت باتجاه, ما تم التوافق عليه ضمن دوائر مؤسسات محور واشنطن –تل أبيب, كما تم الاتفاق والتفاهم على نشر غوّاصات نووية اسرائلية, ضمن مسار الأساطيل البحرية العسكرية الأميركية, الفاعلة والناشطة قبالة شواطئ جنوب لبنان, وشواطىء إيران الجنوبية.
انّ دبلوماسية الولايات المتحدة الأمريكية الخارجية, لجهة الشرق الأوسط خاصةً, في ظاهرها ناعمة حسنة بريئة, خلاّقة تعاونية رائعة, وفي باطنها تخفي السمّ الزعاف في حية رقطاء, وما يمكن ملاحظته إزاء دبلوماسية واشنطن التالي:-
أنّها في ساحات خصومها تصعّد, وساحات حلفائها, تدفع باتجاه التهدئة والاحتواء إلى حين نضوج ظروف مصالحها لتصعّد فتنجز, كما أنّ الهدف الأمريكي في جانب منه, يهدف إلى إشاعة النموذج الديمقراطي الأمريكي, وذلك عبر تنوير الشعوب العربية في ساحات الخصوم وغيرها, ودفع المواطنين العرب, إلى جعل معظمهم موال, لسياسات العاصمة الأمريكية دي سي الخارجية, ومن أجل ذلك عملت أمريكا على وضع, أكثر من ثلاثمائة برنامج للتثقيف, وتحت شعار دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان, وتنمية المجتمعات, وتعمل على تنفيذها في الساحات العربية, في مجالات التربية والتعليم, والثقافة والأعلام, ورصدت الأموال اللازمة لتنفيذ ذلك, وعبر department of state فهي المسؤولة عن مثل هكذا برامج خارجية, كما تسعى واشنطن إلى إنشاء, أحزاب سياسية معارضة, تمهد لصناعة وإنتاج سياسيين جدد, وتشكيل منظمات غير حكومية شبابية ديمقراطية موالية لواشنطن.
وتتحدث معلومات دبلوماسية خارجية, أنّ واشنطن تسعى, إلى تشكيل لوبيات عربية خاصة قويّة, ضاغطة على الحكومات ومؤسسات القرار, داخل الدول العربية, من رجال أعمال عرب, ورجال قانون وسياسة, من الذين تخرجوا من الجامعات والمدارس والمعاهد الغربية, ودفعهم إلى تغيير القوانيين والتشريعات العربية, على أن تكون على طريقة العم سام الأمريكي – الطريقة الأمريكية المثلى, وإصلاح العلم والتربية, عن طريق البرامج الأمريكية, وفقاً للرؤية الأمريكية – المتطرفة بسم زعافها, مع توزيع ونشر الكتب الأمريكية, وفتح المدارس الأمريكية الخاصة, في مرحلتي التأسيسي, الابتدائي والإعدادي ثم الثانوي, مع دخولات منظمة وكبيرة, للفتيات العربيات كطلاب, ومدرسين في هذه المدارس, والهدف من كل ذلك, إنشاء جيل, بفكر أمريكي صرف, موال لواشنطن, وعبر الصداقات الخاصة, والعلاقات المخفية عن العامة, مع الأنظمة الحاكمة العربية, وعلى وجه التحديد في دول الملح والظمأ, تسعى أمريكا إلى تمهيد الطريقة, إلى نشوء أحزاب معارضة أو بديلة, ومنظمات غير حكومية, ومزيد من نقابات مختلفة, تدور على مشارف الرؤية الأمريكية, إن لم يكن في صلبها.
هذا وتشجع واشنطن الشباب العربي, للدخول في مثل هكذا أحزاب ومنظمات, مع وجود خطر كبير لدخول, أعضاء إرهابيون, وأصوليون ومتطرفون, إلى هذه الأحزاب والمنظمات غير الحكومية.
من ناحية ثانية, أنّ الكثير من المعارضين العرب, تم تدريبهم ورعايتهم وتأهيلهم وتوجيههم, في الولايات المتحدة الأمريكية, من بينهم صحفيين, رجال قانون, مراقبين للانتخابات المحلية في بلدانهم, كل ذلك مع سعي حثيث لواشنطن, للتعاون مع النقابات المهنية, والحركات العمّالية في البلدان العربية.
وهناك برامج أمريكية, تنفذ عبر الخارجية الأمريكية, لتغيير النمط الشرقي التقليدي العربي, واستخدام النساء للضغط, على أبائهن وأزواجهن وأقربائهن, من أجل الدخول في اللعبة السياسية المحلية, وجعلها بنمط ليبرالي على الطريقة الأمريكية, في ساحات نشوئهن وعيشهن, وهناك اهتمام كبير في تأهيل الفتيات العربيات, من مستويات عائلية حاكمة في المجتمع, ومن النخب المثقفة عالية التعليم والانفتاح على الآخر,  وعلى وجه التحديد في دول الملح والظمأ, حيث هناك الكثير من النساء تم انتخابهن - تعينهن, في البرلمانات المحلية والهيئات الأخرى في كل من, تركيا, والأردن, ومصر, وسلطنة عمان, والبحرين, والكويت, وقطر, والأمارات العربية المتحدة.
جلّ المنطقة العربية صارت ساحة, مرهونة لمفاعيل وتفاعلات غير مسؤولة, للسياسة الأمريكية الخارجية في الشرق الأوسط, وهذا من شأنه أن يؤدي إلى, انفجارات اجتماعية وسياسية, تتطور تلقائياً إلى صراعات دموية وحروب أهلية, ولا يمكن احتواء تداعيات ونتائج كارثية, للدبلوماسية الأمريكية العدوانية في المنطقة.
انّ المساعي الأمريكية لنشر الديمقراطية, وفقاً للنموذج السائد لديها, يؤدي إلى تدهور الأوضاع, ويؤدي حتماً إلى اصطدامات طائفية, اثنيه, عرقية دينية, وتصعيدات في النزعات, الانفصالية القومية, والفرعية في القومية الواحدة في المجتمعات العربية, كما يؤدي إلى تنشيط العمليات الإرهابية على المستوى الأممي.
على الأنظمة الحاكمة المتبقية في البلدان العربية, وعلى القوى السياسية والاقتصادية, والاجتماعية والثقافية الليبرالية, الموالية  لواشنطن وسياساتها, يجب أن تفكر بتداعيات تعاملاتها مع أمريكا, على شعوبها الحيّة وعلى المنطقة, وخطر الشراكات السياسية والأمنية, السرية والعلنية مع الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً.
وعلى القوى الشعبوية السياسية, والاقتصادية, والفكرية, والثقافية والإعلامية العربية والإسلامية في المنطقة, أن تسعى إلى تشكيل سلّة أدوات فاعلة, من شأنها أن تقود وتؤدي, إلى مقاومات وتصديات حادة, للأدوات الأمريكية في المجتمعات العربية الإسلامية, والسؤال هنا: هل يبعدنا ذلك, عن دائرة الصراع الداخلي – الداخلي؟. 

المحامي محمد احمد الروسان*
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية    
www.roussanlegal.0pi.com
mohd_ahamd2003@yahoo.com
عمّان في 1 -8 -2012 م

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz