Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 17:04:37
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
المجتمع المحلي ودور التشاركية في السعي لتحقيق التنمية .. بقلم : معتصم ابراهيم

تعددت النظريات والآراء حول مفهوم المجتمع المحلي وطبيعة العناصر التي يتكون منها، ولكنها اتفقت جميعاً على أن المجتمع المحلي جزء من المجتمع الوطني أو القومي بحيث يتضمن المؤشرات التالية:
• وجود مجموعة من الناس يعيشون في منطقة جغرافية واحدة، ويتفاعلون مع بعضهم البعض من خلال التبادل الاقتصادي أو التضامن والاحتكاك الاجتماعي، أو وجود شكل للتنظيم السياسي، كما أن المجتمع المحلي لا يشمل فقط الأفراد، ولكنْ أيضا المنظمات والجمعيات والمؤسسات الموجودة في رقعة جغرافية محدود، وقد حدد المجتمع المحلي أيضاً أنه مجموعة من السكان تتسم حياتهم بطابع ثقافي عام، قوامه مصالح وأهداف مشتركة، ومجموعة من القيم الاجتماعية المتشابهة، وقواعد العرف والسلوك الاجتماعي والخدمات المتبادلة، على نحو يبعث فيهم الشعور بالانتماء إلى مجتمعهم المحلي والولاء له كجزء لا يتجزأ من المجتمع الكبير، يسعون لتحقيق التنمية المحلية، والتي تكون بدمج عناصر التنمية البشرية والاقتصادية والاجتماعية. فلا تقام مشاريع بمعزل عن المجتمع المحلي والسلطات المحلية، بحيث تكون مصدر اقتراح المشروعات التنموية والحاجات الأساسية للمستفيدين على المستوى المحلي والإقليمي وعلى مستوى الدولة، وبإشراك المواطن المحلي في التنفيذ للمشروعات المقترحة، يتم الوصول إلى التنمية المحلية المستدامة.
• وجود مصالح مشتركة بين أفراد المجتمع المحلي، أهمها العلاقات الاقتصادية، وتشاركهم بالمحيط والبنية التحتية والاجتماعية، مما يعزز الوصول إلى "اكتفاء ذاتي، أساسه الاعتماد على موارد وتنظيم أساليب الاستثمار المحلية، التي تهيئ لسكانه الحاجات والخدمات الأساسية من الحياة."
• توافق أفراد المجتمع المحلي في الصالح العام والغايات الرئيسية، وهذا الأمر ذو أهمية بالغة، فهو يعني: أن يكون لأعضاء المجتمع المحلي وجهات نظر محددة وواضحة، ولو كانت مختلفة حول احتياجات التنمية المستدامة، والمقترحات والتطورات والأفكار الخاصة بتطوير وتحسين مناطقهم بهدف الوصول إلى تنمية محلية شاملة، بحيث تتم هذه التنمية من الأسفل، ويتم إعطاء الأولوية لحاجات المجتمع المحلي المبنية على المشاركة الفعالة لمختلف الموارد المحلية، وكل ذلك في سبيل رفع مستويات العيش والشراكة للإنسان المحلي لضمان صناعة التغير والاستمرارية.
عناصر القوة المجتمعية
هناك مجموعة من العناصر، تجعل المجتمع أكثر قوة، وتساهم في بناء قدرة أفراده وتعزيز خياراتهم في مختلف المجالات، يمكن عرضها على النحو التالي:
• الإيثار: تعبر عن مدى استعداد الأفراد للتضحية من أجل المصالح العامة، وتعكس درجة من الكرم والتواضع والفخر والدعم المتبادل والإصغاء.
• القيم المشتركة: تدل على فكرة أن الأفراد ينتمون إلى كيان مشترك، تحل اهتماماته محل اهتمامات الأعضاء الفردية، والعكس كلما انتشرت العنصرية والبغض ضعف المجتمع وانهار كيانه.
• الوصول المتساوي للخدمات المجتمعية: تمكن كافة أفراد المجتمع من الوصول إلى الخدمات، مثل الطرق والأسواق والمياه والحصول على التعليم والصحة.
• الاتصالات: تعني ضمان وصول أفراد المجتمع إلى كافة الوسائل الالكترونية (هاتف وتلفيزيون وانترنت) ووسائل الإعلام المطبوعة (صحف ومجلات وكتب).
• الثقة: يزداد المجتمع قوة، كلما زادة الثقة بين أعضائه، مما يشجع على المواقف الايجابية والرغبة في المشاركة الجماعية والتعاون.
• الإدارة السياسية الفاعلة: تزداد قوة المجتمع، كلما استطاع الحصول على دعم من الإدارة السياسية للمواقف الايجابية، بما فيها القوانين والتشريعات والأنظمة الحكومية، وهذا يعبر عن مدى قدرة الأفراد على المشاركة في اتخاذ القرار الوطني.
• المعلومات: تعتمد قدرة المجتمع وتماسكه على القدرة في الحصول على المعلومات ومعالجتها ومستوى الوعي بين أفراد المجتمع، وكلما كانت المعلومات صحيحة ودقيقة عن الاحتياجات المحلية للمجتمع، كانت أكثر فاعلية وأكثر فائدة.
• القيادة: بوجود قادة قادرين على تحريك المجتمع بفاعلية أكبر وبالعمل من أجل متابعة قرارات ورغبات المجتمع ككل، مما يساعد على تكامل الأدوار والتنسيق فيما بينها.
• تمتع الأفراد والمؤسسات ومنظمات المجتمع المحلي بالمهارات الفنية والإدارية والتنظيمية تساهم في رفع قدرة المجتمع على الاستفادة من موارده بشكل مستدام.
• الموارد: إن تنوع موارد المجتمع الفعلية والمحتملة تزيد من قدرة المجتمع على الاستمرار والتقدم، بحيث يضمن من خلال سيطرته على موارده تحقيق التنمية المستدامة.


فوائد المشاركة المجتمعية
إن المجتمع الذي يسعى إلى التقدم والازدهار، يعتمد على الإعداد الكامل السليم للأجيال والرعاية الكاملة للشباب والتهيئة الوافية لهم، حتى يصبح الشباب مؤمناً بحقه في الحياة مدركاً لأهداف أمته وأمانيها. وما من شك في أهمية المشاركة الحقيقية والتفاعل الايجابي للشباب في العمل التطوعي لإعداد جيل مبدع قادر على مواجهة ومجابهة تحديات المستقبل ومواكبة المتطلبات التي يفرضها الواقع وامتلاك القدرة على اتخاذ القرار من خلال إكسابهم المهارات اللازمة لوضعهم في مكان صنع القرار في المستقبل.
وإن لهذه المشاركة فوائد، يمكن إيجازها فيما يلي:
• إيجاد حلول نوعية أكبر بالاعتماد على الجهود والإمكانيات الأهلية المادية والبشرية المتوفرة في المجتمع، والتي تعتبر الأقدر على إيجاد المشكلات المحلية ووضع أولويات التنمية المستدامة في كل المجالات، مما يؤدي إلى تخفيف الأعباء المالية عن الحكومة في الحصول على المعلومات والوصول إلى توافق بين جميع الأطراف في العملية التنموية من قطاع أهلي وقطاع خاص ومؤسسات حكومية لتنفيذ الأولويات التي تعبر عن مشاكل المجتمع.
• تعزيز الإحساس بالانتماء للمجتمع وخلق مجتمع على درجة من المسؤولية، لما يحدث في مناطقهم، بالإضافة إلى توسيع نطاق الخدمات في المجتمع وتنمية الشعور بالمسئولية الجماعية وتعوّد الأهالي علي الخدمة الذاتية وتحطيم قيم السلبية والانعزالية في المجتمع.
• رسم السياسات على المستوى المحلي، مما يؤدي إلى تحسين استهداف الخدمات ومعالجة هذه الخدمات للوصول إلى تنمية مستدامة حقيقية بالتشارك مع المستفيدين من هذه الخدمات، وبالتالي زيادة إحكام الرقابة الشعبية على مستوى أداء وجودة مختلف الأنشطة والخدمات المقدمة في المجتمع المحلى، مما يؤدي بدوره إلى تقبل البرامج والمشروعات التنموية والقرارات والقوانين المتعلقة بها، وبالتالي تزيد من درجة تقبل الأفراد لها، وتجعلهم يحرصون على إنجاح هذه المشروعات.
إشراك أشخاص لم يكونوا مدرجين مسبقاً في العملية التنموية المستدامة أو في الأفكار أو حتى في المتابعة لتنفيذ الأعمال المحلية وتقييمها، مما يؤدي إلى توسيع دائرة المعلومات والأفكار التي ترشد إلى تنمية مستدامة متوافقة مع آراء الأغلبية من السكان المحليين، وهذا بدوره يؤدي إلى عدم معارضة المشاريع والخدمات المنفذة التوافقية من قبلهم، على اعتبار أنهم قبل المشاركة، كانوا غير معنيين في الأمر، حيث تعبر هذه المشاريع عن احتياجات المواطنين وحماية مصالحهم، كما أن نجاح مشروعات وبرامج التنمية في المجتمع يتوقف على حجم مشاركة المواطنين في تلك البرامج والمشروعات، لذلك فهناك حتمية لمشاركة المواطنين في برامج ومشروعات التنمية سواءً على المستوى المحلي أو على المستوى القومي، كما وتتيح المشاركة إمكانية الاستفادة من كل طاقات المجتمع وتوسيع قاعدة العمل، مما يتيح مساهمة أكبر عدد من أفراد المجتمع في مشروعات التنمية، ويضمن أفضل وسيلة لتنمية الشخصية الديمقراطية عن طريق الممارسة الفعلية وزيادة روح التعاون لدعم قدرة المجتمع في مواجهة مشكلاته المختلفة.


معتصم ابراهيم

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz