Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:08:09
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
العودة إلى الدولة السورية .. بقلم : بديع عفيف
دام برس : دام برس | العودة إلى الدولة السورية .. بقلم : بديع عفيف

دام برس:

     إنها الحرب الدولية على الجمهورية العربية السورية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات. ولكن ماذا بعد؟! مَن يعود إلى بدايات الحرب العاصفة على سورية؛ يتذكر إعلامياً وسياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً كيف كانت الحشود وكيف كانت التهديدات والمخاطر والجبهات المفتوحة على كل الجيوش والإرهابيين؛ كان الشعب العربي السوري يخضع لعملية قتل ممنهجة ومبرمجة ولمخططاتٍ وحشية رهيبة؛ كان يخضع لحملاتِ "ترعيب" وترهيب وإحباط و"تيئيس"؛ وكانت الحملات تستهدف كل مناحي القوة في المجتمع السوري والدولة السورية؛ القيادة السورية؛ الجيش العربي السوري؛ الاقتصاد السوري؛ المجتمع السوري؛ التنوّع السوري؛ الفكر والثقافة السورية؛ والأهم كان يجري استهداف "الشخصية السورية" والعقل السوري بمكنوناته وتاريخيته وجغرافيته وببعده الوطني والقومي والإسلامي، وبالتالي دوره الحضاري العالمي الكوني الممتد لأكثر من ثمانية قرون خلت، جسّد السوريون فيها لبّ ونواة الحضارة وقدموا مساهمتهم بمختلف أنواع العلوم.. ومع ذلك صمد السوريون بشكل أذهل العالم وغيّر وبدّل كل المقدمات وأعاد صياغة الأوضاع وفق المنظور السوري والواقع الذي فرضه الجيش العربي السوري!

     كان لابد من هذه المقدمة قبل الغوص في المرحلة الراهنة.. كان لا بد من التذكير بالدور التخريبي "لهوامش" مثل قطر والسعودية ما زالت كالطحالب على حافة التاريخ تبحث عن مكان لتتمسك به؛ كان لابد من التذكير بكل ذلك لنعي معنى وأهمية الصمود السوري؛ من حيث حجم الضغوط والتهديدات، ومن حيث أسباب الصمود ومصادره. مَن يسمع ما يطالب به اعداء  سورية الآن، ويقارن ذلك مع ما كان مطروحاً قبل أربع سنوات، يدرك كم أثمر الصمود السوري وأين أصبحنا، وكم وكيف تغيرت المعادلات؛ قدّمنا تضحيات غالية، أجل.. ولكن لا معنى للانتصار والصمود ولا قيمة له بدون تضحيات.. وبقدر تضحياتنا، كانت فرحتنا، وكانت خيبة الأعداء وكان إحباطهم وكانت عودتهم ليطالبوا بما دأبت سورية على تأكيده من مبادئ وقيم وما دافعت عنه؛ الحفاظ على الدولة السورية ومؤسساتها.

<<هل تفهمون معنى أنّ تقوم أمٌّ سورية لولد وحيد بتقديم الحلوى فرحاً لأن وحيدها التحق متطوعاً بصفوف الجيش العربي السوري؟!>>

     ولكن ما زال البعض من رعاة الإبل يظن أنّه يستطيع أن يحقق بالسلم ما عجز عنه بالحرب المدمّرة؛ البعض ما زال يراهن على تخلي أصدقاء سورية عنها بعدما تحققَ ما تحقق؛ والبعض الآخر، ما زال يوهمُ نفسه أن الجيش العربي السوري، مع خسارة منطقة أو استشهاد مقاتل منه، سيخسر حربه.. مع أنّ انتصاراته الرائعة، تؤكدُها في كل لحظة الوقائعُ الميدانية وحملاتُ القضاءِ على المرتزقة الذين يرسلهم هؤلاء....الخ. لكل هؤلاء أنتم واهمون؛ الدولة السورية حاجة الجميع وأولهم الشعب العربي السوري الحامي لها.. والقيادة السورية والرئيس السوري شخصياً حاجة للشعب السوري ولحلفاء الشعب السوري، وحاجة للشعوب التي تقاتل الإرهاب وهي متضررة منه ومن قياداته التي تدعم هذا الإرهاب في سورية وغير سورية؛ والجيش العربي السوري هو حاجة للشعب السوري وللقيادة السورية وهو الأساس المحلي والعربي والعالمي في محاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التكفيرية، وكلّ من يرفض التعاون معه ومع قيادته، مشكوكٌ بصدق محاربته للإرهاب، بل ومتهم بالتواطؤ مع الإرهاب وبدعمه، من واشنطن إلى أنقرة والرياض والدوحة وعمّان.

      إذا حكّ السوري جلده، خرجت من تحته عشرات الحضارات المتراكمة، فلا تستبشروا بقتل خالد الأسعد حارس التاريخ التدمري وإرث زنويبا المقاتلة.. ولا تفرحوا بقطع رأى تمثال أبي العلاء المعري، فلن تمحوا فلسفته وفكره.. ولا تسعدوا بهدم الكنائس والأديرة أو بحفر قبور الصحابة، فلن تغيروا بذلك شيئاً؛ إنها سورية الولاّدة المتجددة؛ سورية التي لا تعرفون.....في كل يوم تُنبت أبي العلاء وخالد الأسعد وسلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو وبشار الأسد.. وتعيد بناء الأديرة والمساجد وتخترع حروف الأبجديات وتزرع الياسمين، وتوقظ التاريخ ليسجل أروع أساطيرها ويخلّدها لتبق نبراساً للبشرية وتراثاً للإنسانية... إنه خصبُ سورية الذي لا يتوقف، أفلا تعقلون؟!

الوسوم (Tags)

السورية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz