Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الكابوس الصهيوني خطر وجود أم خطر حدود ؟؟!! .. طاهر محي الدين

دام برس :

وحده الإسرائيلي يدرك معنى التناغم والتمازج والتماهي المطلق الذي حدث وتطور إلى أرقى  أعلى مستوياته بين الجيش العربي السوري الذي يعمل كما الجيوش التقليدية مع حزب الله الذي يعد الأكثر خبرة وقوة على مستوى العالم في حرب المدن والشوارع والحروب الغير تقليدية في مواجهة الجيوش النظامية والجماعات الإرهابية المسلحة.

هذا التمازج الذي ساهم في رفع سوية كلا الطرفين وزاد في خبراتهم التراكمية من حيث التخطيط واستخدام كافة أنواع الإسلحة وتطور عمل المقاتلين على الأرض بصيغة مشتركة الأمر لا تتملكه كل جيوش العالم العظمى في هذا النوع من الحروب التي جمعت بين القيادات الكلاسيكية والدعم اللوجستي والعالي التقنية والهائل في التمويلوالتسليح باستخدام عناصر غير تقليدية على الأرض وتعمل بشكل منظم وموجه من غرف عمليات مشتركة استخباراتية عسكرية ، فكانت هذه الحرب الإرهابية المفتوحة على سورية أكثر وبالاً على أعدائها حيث فتحت الأبواب مشرعة لهذا التمازج بعد أن أسقطت الحدود كلها وفتحت ساحة الصراع على مصراعيها ، وأدرك الإسرائيلي قبل الجميع أن ما يحدث في سورية من عمل مشترك بين حزب الله والجيش العربي السوري هو التجهيز الأكبر لعمليات تحرير المدن والأراضي المحتلة بدءًا من الجليل والجولان ، وأدركت " إسرائيل " هذا الخطر الداهم منذ حرب تموز المباركة وكيف أن القيادة السورية بدأت بإعداد وتجهيز جيش رديف من المقاومة التي تحاكي حزب الله في سورية في الجبهة الجنوبية في المناطق المحاذية للقنيطرة والجولان المحتل ، وكان هذا من أهم أسباب الحرب على سورية ، لأن الكيان الصهيوني أدرك أنه يواجه خطراً وجودياً سيرمي به في البحر ، فأنشأ المعسكرات التدريبية و مناطق الإقامة والمشافي الميدانية ومناطق تشويش تقنية على شبكات الاتصالات للدولة السورية وغيره من كل أنواع الدعم لتلك الجماعات لتكون خط الدفاع الأول عنه في مواجهة الجيش العربي السوري وحزب الله وجماعات المقاومة السورية في تلك المنطقة.

وبنفس الوقت ومنذ هزيمته الذريعة في حرب تموز المباركة كانت كل المناورات العسكرية لجيوش الاحتلال تحاكي مواجهة تدخل محتمل مشترك في حرب مدن في أصبع الجليل والجولان المحتل ، كلها تتركز على الجبهة الداخلية ورفع معنويات المستوطنين وعناصر جيش الاحتلال ، ولكن كلها باءت بالفشل الذريع وأفشلت القبة الحديدية بصورايخ بسيطة في حرب غزة ، فاضطر العدو لمحاولة جديدة بتغيير استراتيجية جيش الاحتلال بالاعتماد على القوات البرية وهو يعلم أنه واهم تماماً لأنه خَبُرَ ذلك في حرب تموز المباركة في مارون الراس وبنت جبيل ووادي الحجير حيث تحولت معركة " تغيير الاتجاه 11 " في وادي الحجير إلى كارثة لم يتذوق الإسرائيلي طعمها من قبل وتحولت المنطقة إلى مقبرة لأسطورة دبابة الميركافا ولجنود قوات النخبة في جيش الكيان الصهيوني.

وعلم الإسرائيلي إن معادلة الجو لا تستطيع حسم المعارك ، وهو عاجز عن الخوض في الحروب البرية بعد معادلة سماحة السيد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله " بالدخول عمودياً لجنود الكيان وخروجهم أفقياً محملين على توابيتهم " هذا إن استطاعوا إخراجهم أصلاً ، كما أن سقوط وهم " ساعر 5 " في حرب تموز المباركة أخرج جيش الاحتلال من المعادلة العسكرية والحروب المباشرة ، وأدرك تماماً وبعد مرور أكثر من أربعة أعوام على الحرب على سورية أنه أعجز من الدخول المباشر بجسده فيها ، لأنه يعلم أكثر من كل أذنابه في المنطقة أن جهوزية الجيش العربي السوري في جسده الكبير والمعد أصلاً لمواجهة الكيان الصهيوني والجسد الأساسي في حزب الله المتخصص والذي مهمته الرئيسية الحرب مع كيان العدو هم إن لم يكونوا بنفس الجاهزية قبل الحرب فربما هم أقوى الآن بكثير ، وعلم أن الحرب لم تشغل الجيش السوري وحليفه وشريكه في الدم والمصير في حزب الله عن تطوير تجهيزهم واستعدادهم ليوم يعطى فيه الأمر باقتحام الجليل الأعلى وتحرير الجولان المحتل.

ولهذا يعلم المراقبون أن كل العمليات التي تدخل بها طيران العدو الصهيوني إبان الحرب على سورية كانت تستهدف كل ماله علاقة بهذا النوع من العمل التكنولوجي والدعم اللوحستي لحزب الله عبر الأراضي السورية.

فقصف جمرايا إلى القنيطرة وجبهة الجولان المحتل كان بسبب هذا التخوف في كيان العدو وأدرك أن الخطر المتربص به يبدأ من هناك ، وبسبب هذا التمازج المطلق والأهم هو الدعم التقني واللوجستي بالخبراء من الحرس الثوري الإيراني.

إذاً ما الذي يستطيع أن يفعله كيان العدو ليحمي نفسه من هذا الخطر بعد أن تم إخراجه بجسده العسكري المباشر من معادلة الحرب؟؟؟

بالحقيقة إن أكثر ما يمكن للكيان فعله هو زيادة دعمه للجماعات الإرهابية من داعش والنصرة على الأراضي السورية ، وتحريض الرؤوس الحامية في شبه الجزيرة العربية من الأعراب ، والضغط على الكونغرس الأمريكي عبر استخدام اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ، وتحريك وتحريض المسيحيين الجدد من حكام أوروبا في مواجهة إيران وسورية ، وتسمين العجل العثماني لإغراقه أكثر في المستنقعين السوري والعراقي ولإطالة أمد النيران والحرب في المنطقة لإشغال دول محور المقاومة في حروب لا تفيد إلا وجود الكيان الصهيوني ، وهو يقوم باستجرار الدعم العسكري والمالي الأمريكي والأوروبي تحت بند " الخطر المحدق بأمن الكيان الصهيوني " ، إضافةً إلى تدخله عبر عمليات محدودة بطائرات بدون طيار أو بطيار ليوهم فيها أدواته أنه تدخل لحمايتهم ولكنه في الحقيقة قام بها لأنها تمس أمن الكيان ووجوده مباشرةً ومداورةً.

وهنا أسوق تصريحاً واحداً لطالما سقته في مقالات سابقة لأحد أعتى حاخامات الكيان الصهيوني التي تثبت هذه الكوابيس لدى الكيان الصهيوني من هذا التطور الكبير والمتدحرج للجيش العربي السوري وحليفه حزب الله ، ولنشرح من خلاله لماذا ترفض أدوات الكيان الصهيوني الوهابية والعثمانية إنها الحرب على سورية محور المقاومة.

ولذلك نقول لكل السوريين الذين أصابهم بعض الخوف أو دخل إلى قلوبهم بعض الشك إياكم من أن يعبثوا بعقولكم ويوهموكم في سقوط بعض الجغرافيا لأن الحرب في سورية أثبتت للجميع أن سقوط الجغرافيا تكتيكياً لا يغير في معادلات نصرنا الاستراتيجي ، ولم يغير في بوصلة وعقيدة جيشنا الأسطوري وحلفائه من طهران إلى الضاحية الجنوبية تجاه فلسطين ليس كجغرافيا أو مساحة أرض ، بل لأنها رمز كل مقدسات شعوب العالم ، ولأن رأس الأفعى الذي يهدد أمنكم وسلمكم هو هناك ، وأسوق أمثلة لتلك الفئة من إخواني التي هُزت ثقتها وإيمانها بنصرنا المحتوم نتيجة فقدان بعض الجغرافيا هنا وهناك ، أن يتذكروا كيف استرجعنا ما كانوا يسمونه هم عاصمة الثورة في حمص العدية ، وكيف قصمنا ظهورهم في القصير ، والقلمون وغوطة دمشق ، وكيف أنهم يتهاوون في إدلب وريفها تباعاً ، وكيف تحصدهم نيراننا في سهل الغاب بعد أن ظن الكثيرون أننا على أبواب انكسار عظيم هناك وقبلها كسب ومعلولا والكثير من مناطق ريف اللاذقية وريف حلب وفتح طريق خناصر ، وأخيراً وليس آخراً سقوط أكبر معاقلهم الاستراتيجية في الزبداني القريبة من العاصمة السورية دمشق التي ظلوا يجهزوها ويدعموها بكل ما أتيح لهم من إمكانات ، فسقطت فيما يقارب الشهرين من العمل المشترك بين المقاومة في حزب الله والجيش العربي السوري وحلفائهم من نسر الزوبعة في الحزب القومي السوري ، الأمر الذي يدرك الكيان الصهيوني تماماً أن سقوطه في الزبداني هو بوابة سقوط " تل أبيب ".

ونكرر القول بأن النصر الاستراتيجي هي النتيجة الحتمية للصبر الاستراتيجي ، فكيف يكون الحال ونحن نعيش في الجزء الأخير من الحرب على سورية ، وما نصرنا إلا صبر ساعةوهزائمهم في كل ساعة.

طاهر محي الدين

 

 

الوسوم (Tags)

حزب الله   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz