Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
رؤية كفى كفى .. مصالح القوى الدولية لا تلتقي مع رؤية السوريين .. بقلم: الدكتور عاصم قبطان
دام برس : دام برس | رؤية كفى كفى .. مصالح القوى الدولية لا تلتقي مع رؤية السوريين .. بقلم: الدكتور عاصم قبطان

 دام برس:

لا يجوز القبول بالإعتمادعلى القوى الدولية ( أوباما -بوتين)  لإيجاد حل للمشكلة السورية فمصالح القوى الدولية لا تلتقي مع رؤية السوريين و القوى السورية التي تؤمن بالحل السياسي و لسوء الحظ فهي غائبة عن كل شيء إلا التجريح فيما بينها ، و كل فئة و كل مجموعة تنصب نفسها و تعتبر أنها الأجدر بالقيادة و تمثيل الشعب السوري تجاه النظام ، ليس من حق أي هيئة أو تشكيل مهما ضمت في عديدها من الأحزاب من هنا و من  هناك و من أحزاب مرخصة و أحزاب غير مرخصة الإدعاء بتمثيل السوريين ، و لنكن واقعيين فإن ارتفاع عدد مجموع الأحزاب المشاركة هنا و هناك قد يتجاوز  50  حزباً على الأقل و لا نحسب ذلك بأنها ظاهرةٌ صحية ، أما عن عدد أفراد الكوادر الحزبية في المعارضة السورية مجتمعة بقضها و قضيضها فمن المؤكد أنه و مع كل التفاؤل لن يتجاوز الألف حزبي ، و من الطبيعي أن هذا الفقر في العدد لم يأتي من عدم و له أسبابه ، المضحك المبكي أن الجميع لا يعترف بالحقيقة المرة ، و لا بد من التساؤل هل تستطيع أيٍ من التنظيمات السياسية المعارضة أن تُسير مظاهرة أو ترعى وقفة اعتصام في أي ساحة من ساحات دمشق ، ترفع فيها شعاراتها التي ترفعها  .
لا بد من الاعتراف بضرورة تجسيد المعارضة السياسية السورية في الداخل و الخارج من خلال الواقع الحقيقي ، فالنظام على درايةٍ تامة بطبيعة المعارضة السياسية و تشرذمها و لذلك فهو لا يعطيها أي قدر من الاحترام ، رغم ذلك حان الوقت للإعتراف بوجود معارضة سياسية حقيقية في سورية وهي فعلاً موجودة في ثنايا كل حي و شارع ، و كل مدينة و كل قرية وهي صامتة و لكن صمتها لا يعني عدم وجودها و شرعيتها ، هذه المعارضة ترنوا إلى استعادة سورية لدورها الطبيعي وهي ترنوا لإقامة سورية القوية الغنية بكلِ مكوناتها الإنسانية ، ترنوا إلى استعادة الحرية و الكرامة ، ترنوا إلى القضاء على الفساد ، هذه المعارضة قد لا تختلف مع العديد .

و حتى الغالبية من الموالاة ، لأنها أهدافٌ واحدة يؤمن بها جميع المخلصين لسورية ، هذه المعارضة الصامتة ترنو لتأمين لقمة العيش للفقراء و المحرومين ، ترنو لاستعادة المخطوفين و المغيبين ، ترنو لإعادة الحرية لموقوفي الرأي ، ترنو لإعادة المهجرين و المقتلعين من أماكن سكناهم ، ترنو إلى وقف القتل و القتل المضاد ، هي ليست ضد الأفراد و ليست ضد القوميات و ليست ضد الطوائف و ليست ضد الأقليات وهي تؤمن بالمواطنة و السلم الأهلي  ، و إن  مصلحة السوريين بكافة توجهاتهم كما هي مصلحة النظام ضرورة وجود معارضة وطنية واعية مثقفة و مخلصة ديدنها خدمة الوطن و لا تُصنع لخدمةِ أجنداتٍ معينه ، في نفس الوقت فإنه يتوجب على الجهات التي تعمل على تَصدُر جبهة المعارضة في الداخل و الخارج الإعتراف بأنها ليست الممثل الوحيد لقوى المعارضة السورية السياسية و إن مسؤولية القيادات السياسية التاريخية في المعارضة تحتم عليها الإصغاء لمكونات المعارضة الوطنية السياسية الصامتة قبل أن تدعي تمثيلها  لجماهير السوريين ، و لا يمكنها تجاوز الشخصيات و التيارات الوطنية التي تلتقي جميعها على نفس المطالب الموحدة للسوريين ، لقد فات الوقت و لم يعد مجدياً لأي جهة مهما كانت مصداقيتها تجاوز الفئات السورية الأخرى ، إن التفرد برسم خارطة الطريق و الإصرار على مطالبة كافة التيارات و القوى الوطنية بالإنضواء تحت عباءة جهة واحدة ، و إن هذا لن يؤدي إلا إلى تهديم كل الجسور التي يمكن أن يتم بناؤها ما بين السوريين .
إن كفى كفى التي تقف على مسافةٍ واحدة من كل مكونات المجتمع السوري لدى الموالاة و المعارضة و الفئات الصامتة و معها الكثير من الشخصيات السياسية الوطنية و المؤسسات المدنية غير معنية بما يجري و يحاك من خلال لقاءات تتم داخل و خارج سورية مابين بعض القوى الدولية و جزء من مكونات المعارضة في الداخل ،  و ترى كفى كفى أن مصلحة الوطن و السوريين بكل فئاتهم تقتضي تشكيل لجنة تضم ممثلين لكل التيارات و المكونات المعارضة لصياغة خارطة طريق واحدة يقبل بها الجميع قبل الشروع في أية خطوات ترسم مصير الوطن ، و بدون شك فإن مصلحة سورية و السوريين  لن تتحقق إلا من خلال تحقيق مصلحة كل المكونات البشرية لسورية في المعارضة و الموالاة و الفئات الصامتة  ، و من خلال هذا الفهم فإنه من الممكن للنظام و الفئات الموالية له تشجيع مثل هذه الخطوة لضمان إيجاد الجهة التي يمكن أن يتفاوض معها للوصول إلى تحقيق نهاية مقبولة للمشكلة السورية التي أصبحت مشكلةً عالميةً بامتياز .
لقد أصبح واضحاً بدون لبس أن القوى الدولية العالمية لم يعد من مصلحتها إطلاقاً إيقاف الحرب في سورية ، و أصبح واضحاً أن القوى الدولية تتشارك في الرؤية الموحدة لاستنزاف كل القوى التي أطلقت عليها تسمية  القوى الإرهابية العالمية و استجرارها لسورية ليتم القضاء عليها و التخلص منها . إن القوى الدولية الآن بصدد إعادة رسم جغرافيا المنطقة من جديد ، من خلال تقسيمها و تغيير ديموغرافيتها حيث تلتقي إرادة القوى الدولية مع إرادات بعض القوى الإقليمية ، و لن يكون هذا بأي حال من الأحوال في مصلحة السوريين بكافة تلاوينهم ، و لا يعني سوى استمرارية الإقتتال لعقود عديدة قادمة .
من الواضح أن موقف النظام يتمحور حول  محاربة الإرهاب و بناء سورية من خلال رؤيته  ،و كأنه أسقط من حساباته نهائياً العوامل التي دفعت بالشارع السوري إلى الحراك الذي بدأ منذ أربع سنوات مطالباً بفسحةٍ من الحرية و الكرامة ، و دون الخوض في الأسباب التي دفعت به إلى العسكرة إلا أن سورية الغالية انتهت إلى اختراقها من القوى الإرهابية العالمية بإرادة وتخطيط مسبق من القوى الدولية الكبرى و برؤيةٍ و دعمٍ صهيونيين  انتهت إلى مشاركة القوى الإرهابية العالمية في القرار السوري ، و من هنا يبدو أن  تهمة الإرهاب سوف تبقى السيف المسلط على رقاب كل من يفكر بالمطالبة بأية حقوق لاسيما و أنه لا صوت يعلو  فوق صوت المعركة ضد الإرهاب و الإرهابيين ، و كل من يغرد خارج السرب فقد يصنف في عديد الإرهابيين ، لا بد من إعادة قراءة التاريخ القديم و المعاصر و الإستفادة من الدروس التاريخية .

المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس عن رأي الموقع

الوسوم (Tags)

سورية   ,   النظام   ,   الإرهاب   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz