دام برس:
منذ فترة والمملكة السعودية تعمل منهمكة على ردم الخلاف بين القاهرة والدوحة. للمملكة أسبابها وظروفها وخوفها وقلقها ومصالحها، ولذلك عملت على "ضبضبة" الأوضاع في البيت الخليجي أولاً بعدما قاربت الانفجار، وتأمين الدعم لمصر الرئيس عبد الفتاح السيسي ثانياً لتكون مصر الظهير التي تتكيء عليه إذا ما دارت الدوائر.
ليس هذا مجال بحثنا الآن. ما نريد التركيز عليه هو الصعوبات التي واجهت وما تزال، المصالحة المصرية القطرية، بسبب الدور القطري التخريبي في مصر وحولها أي ليبيا وتونس ومجمل القوس الأمني لجمهورية مصر العربية. قطر أساءت لمصر سياسياً وأمنياً وإعلامياً وأخلاقياً وشوهت صورتها مما أثّر وأساء لسياحتها واقتصادها ومكانتها وأمنها وحتى لصورة رئيسها وسمعته.
ورغم الجهود السعودية، ما زال المصريون مشككون وقلقون من عدم اقتران أفعال المسؤولين القطريين بأقوالهم، حسب تأكيد مسؤول مصري؛ «إذا استمر الجانب القطري في الالتزام بتعهداته بشكل كامل»(صحيفة الأخبار 22/12/2014). وربما السعوديون أكثر تشككاً بالنوايا والسلوك القطري، وما الموقف القطري من مصر، بنظرهم، إلا برهاناً على جدية التوجه القطري في التغيير، من عدمه.
ولعله من المبرر التشكيك بالنوايا القطرية لأكثر من سبب، وأهمها اللقاء التركي ـ القطري الأخير وعبارات الود والتعاون بين الرئيس رجب طيب أردوغان وأمير قطر تميم بن حمد، ووجود الإخوان المسلمين في الحضن التركي الأردوغاني المعادي للسعودية ولمصر ـ السيسي معاً، وفي المخبأ القطري أيضاً الذي يمكن أن ينقلب حين تصدر العليمات أو يرى تحولاً في الظروف للتراجع عن التزاماته ومواصلة دوره المريض في البحث عن السلطة الأوسع والظهور والتأثير.
ولكنّ نقطة أخرى مهمة، تجدر الإضاءة عليها في سياق الحديث عن الدور القطري الشيطاني؛ ماذا فعلت وتفعل قطر من تخريب في سورية، عبر إعلامها وأموالها؛ إذا كانت مصر بحجمها ومنظومتها الإعلامية ومساعدة الإعلام السعودي المباشر ومن يدور في فلكه أو يُموَّل سعودياً، وبمساعدة الإمارات وإعلامها وأموالها والكويت وإعلامها وأموالها، قد شددوا على تغيير الدور القطري الفاسد المخرّب في مصر بسبب خطورته، فهل يمكن أن تقدّر حجم هذا الدور الإجرامي في سورية ؟! هل يمكن أن نقدّر حجم التخريب الذي تمارسه قطر إعلامياً وتكفيرياً وتمويلاً وتسليحاً في سورية؟! والأكثر خطورة أن كلّ ذلك يقترن بدور مماثل تقوم به السعودية نفسها وتركيا الأردوغانية. ومع ذلك صمدت سورية وما زالت صامدة، بل هي تتخطى الصعاب وتكسر شوكة الأعداء وتجبرهم على العودة للاعتراف بالثوابت السورية والحقيقة السورية والقوة السورية.
من يطلع على تفاصيل الشروط المصرية للمصالحة مع قطر، يدرك حجم التخريب الرهيب الذي كانت وما زالت تمارسه قطر على مستوى الأمة، وليس في مصر وسورية وحدهما. والسؤال الكبير هو؛ من المستفيد، ولمصلحة من يقوم إبليس الأبالسة بذلك؟!

مصدر الخبر: SNS