Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 18 نيسان 2024   الساعة 22:31:01
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
إعادة الإعمار والجيومعلوماتية .. بقلم : الدكتور محمد رقية
دام برس : دام برس | إعادة الإعمار والجيومعلوماتية ..  بقلم : الدكتور محمد رقية

دام برس:
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن إعادة الإعمار في سورية  لدرجة أن الهيئة العليا للبحث العلمية نظمت مؤتمرا وطنيا برعاية السيد رئيس مجلس الوزراء حول دور المؤسسات العلمية والبحثية في إعادة الإعمار , الذي شاركت به وضمن هذا الإطار أركز على الدور الأساسي للجيومعلوماتية في هذا المشروع الوطني الهام .

تشكل المعلومات الأساس المتين الذي يبنى عليه اتخاذ أي قرار أوتنفيذ أي مشروع ,وبقدر ماتكون المعلومة دقيقة وصحيحة وشاملة , بقدر مايكون المشروع ناجحا والقرار صائبا.

لذلك فإن السعي لامتلاك المعلومات ومصادرها يعتبر خطوة مهمة وضرورية خاصة عندما يتعلق الأمر بالموارد الأرضية لأي بلد ,أو بإعادة البناء والاعمار ووضع خطط التطوير للمدن أو التخطيط الاقليمي للمناطق والبلدان . تعتبر التقنيات الجيومعلوماتية حالياً (الاستشعار عن بعد, أنظمة المعلومات الجغرافية , أنظمة تحديد المواقع العالمية , وجميع برمجيات التحليل والتفسير والإخراج المرتبطة بها ) من أهم مصادر المعلومات التي تساهم في دراسة وإدارة واستثمار الموارد الأرضية ووضع المخططات التنظيمية أو مخططات التطوير للمدن والقرى أو المخططات الاقليمية للأقاليم بأقصر السبل وأيسرها وأقلها كلفة وأكثرها دقة . فمن خلال الخصائص المتميزة والمتفردة للصور الفضائية كالشمولية والتكرارية وقدر التمييز المكانية والخصائص الطيفية  وأنواعها المختلفة ( الطيفية والحرارية والرادارية  وغيرها ) التي يمكن الحصول عليها من التوابع الصنعية ومعالجتها بمختلف طرق المعالجة, واستخدام أنظمة المعلومات الجغرافية , وأنظمة تحديد المواقع العالمية,  يمكن وضع مختلف أنواع الخرائط الغرضية الرقمية بمقاييس مختلفة تصل حتى 1/ 1000 , خاصة وأننا نستطيع الآن الحصول على صور طيفية بقدرة تمييز /34 سم / وصور رادارية بقدرة تمييز / 1 م /.وبالتالي نستطيع القيام بالإدارة المثلى لمشاريع إعادة الاعمار لمختلف المناطق والمدن بشكل عقلاني وسليم. أي انه يمكن متابعة تغيرات استخدامات الأراضي  والتدهور البيئي وتغيرات أشكال الانشاءت العمرانية المختلفة  وتوسع المدن وتغيراتها العشوائية , ووضع مخططات  أضرار الكوارث الطبيعية أو التي يسببها الإنسان  بشكل آني وسريع وبالتالي فالإطار الجيومعلوماتي من أنجع السبل للوصول إلى نتائج سليمة.

حيث يعد تخطيط استعمالات الأرض والبيئة والموارد الطبيعية  ووضع المخططات اللازمة لها من المتطلبات الأساسية في التخطيط العمراني لحل المشكلات البيئية والعمرانية وذلك من خلال تحليل واقع هذه الاستعمالات,والموارد ومستقبلها، ولهذه المخططات اثر كبير على متخذي القرارمن الناحية التخطيطية أو لجهة التنمية الاقتصادية. إذ يمثل أي توسع غيرمخطط له كارثة بيئية واجتماعية , ,وقد لاحظنا في هذه الأزمة الكوارث الرهيبة التي حدثت في مناطق  السكن العشوائي , التي كان من الممكن تجنبها أو معالجتها  بسهولة لو كانت منظمة بشكل سليم . حيث يشكل السكن العشوائي في محيط مدينة دمشق مانسبته حوالي 60 % من المساحة .وهكذا في المدن الأخرى .

إن التطور الكبير الذي حصل في مجال مراقبة الأرض,وتطور البرمجيات التي تعالج هذه المعطيات  جعل إمكانية الحصول على البيانات المتعلقة بسطح الأرض ومتابعة التغيرات التي تحدث في أي بقعه أمرا يسيرا وبكلفة قليلة وذات استمرارية تناسب متطلبات هذه المراقبة وباستخدام هذه التقنيات يمكن تحويل التوسع في أي مدينة  من مشكلة تعاني منه إلى وسيلة لتطوير المدينة وزيادة تنظيمها ووضع حد لتوسعها العشوائي واختيار محاور التوسع الأكثر ملائمة من الناحية التخطيطية والاقتصادية.

لذلك يجب اعتماد التقنيات الجيومعلوماتية والمنهجية المعتمدة عليها  في كل المشاريع التنموية والتخطيط العمراني والاقليمي للمدن والبلدات والأقاليم ومشاريع إعادة الاعمار في سورية . كونها تقدم المعلومة الدقيقة وتستخدم البرمجيات المتطورة وتقدم المخططات الغرضية الرقمية الموثوقة بمختلف المقاييس بزمن قياسي وتكاليف أقل, التي تشكل الأساس الذي تبنى عليه كل الأعمال اللاحقة  . وبدون استخدام هذه التقنيات سنبقى نعمل خارج العصر . من الأهمية بمكان أيضا اعداد الكوادر اللازمة للعمل بهذه التقنيات لتنفيذ المشاريع المطلوبة في إعادة الاعمار.

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-12-07 12:34:28   كلام صحيح
شكرا لك استاذ عبد الرحمن تيشوري على التعلبق وكل ماتفضلت به عن منافع المعلوماتية صحيح . نأمل أن يتم اعتماد هذه المنهجيات في كل أعمالنا المستقبلية تحياتي لك
د. محمد رقية  
  2014-12-05 02:21:27   اشكر الجميع ودام برس والدكتور محمد رقية على المادة الرائعة
دكتور محمد مادة عميقة ومهنية وعلمية رائعة احييك ونعرض فيما يلي المنافع المحتملة من وضع إمكانيات المعلوماتية موضع التطبيق على صعيد الخدمات التي تقدمها الجهات العامة: • كلفة إدارية أقل إذ يؤدي استخدام المعلوماتية إلى تقليل كبير في نفقات معالجة المعلومات ونفقات التوافق. وتمكن المعلوماتية من تقاسم بيانات أكثر بين أنظمة المعلومات وبالتالي تقلل عدد مرات جمعها. • استجابة أسرع وأكثر دقة للطلبات والاستعلامات حتى خارج أوقات الدوام الرسمي. • الوصول إلى المعلومات من أي موقع الأمر الذي يسهل وصول المواطنين إلى الخدمات العامة. • إمكانية الإدارة الأفضل التي تمكن الحكومة من جمع بيانات أكثر من الأنظمة التشغيلية وبالتالي زيادة الملاحظات المقدمة إلى كل من المستوى السياسي والمستوى الإداري. • تأمين نقاط التواصل بين الحكومة والشركات. • إتاحة تلقي ملاحظات المواطنين.
عبد الرحمن تيشوري - شهادة عليا بالادارة  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz