Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_14d51bg7d91n5ut9gqm7stl374, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
جبل قاسيون في قلب بغداد .. بقلم: د. بسام أبو عبد الله

Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
جبل قاسيون في قلب بغداد .. بقلم: د. بسام أبو عبد الله
دام برس : دام برس | جبل قاسيون في قلب بغداد .. بقلم: د. بسام أبو عبد الله

دام برس:

منذ بدء الرحلة من دمشق إلى بيروت إلى النجف الأشرف للمشاركة في مهرجان الغدير الثامن الإعلامي بدعوة كريمة من الأمانة العامة للمهرجان والمشاعر والأحاسيس تتنقل بي بين تاريخ العراق القديم والحديث فمن كربلاء إلى النجف تستحضرك حقائق التاريخ التي يريد البعض لها أن تكون سكيناً لتفتيت وتقسيم شعوب المنطقة، بدلاً من أن تكون دروساً مستخلصة تدفع للوحدة والتضامن والتطلع للمستقبل إذ لا يعقل أن يستمر البعض تجارته بالإسلام وبالمذاهب دون أن يدرك للحظة واحدة أن الإسلام نهج أخلاقي، وإنساني قبل أن يكون تفاصيل حكم، وسياسة ونفط وغاز ومادة للعبة أمم كبرى، تهدف إلى تحويل بلداننا من بلدان صاحبة دور، وتأثير في هذه اللعبة إلى بلدان تتلاعب بها وبشعوبها أجندات خارجية تطمس تاريخها وتدمره وتقتل حاضرها ومستقبلها.
عندما اتجهت من النجف إلى بغداد كانت نسمات أشجار النخيل تداعبني على طول الطريق وكأنها تبث رسائل الحب من العراق إلى الشام وعشق أهل العراق لسورية وشعبها، فمن بابل حيث التاريخ القديم الخالد للحضارات التي شهدتها هذه الأرض إلى الحلة فالديوانية وكأن هذا التاريخ يخاطبنا أن حافظوا على هذه الأرض، ووحدتها ومستقبل أبنائها، وعندما وصلت إلى بغداد انتابني شعور غريب إذ كنت أرى بعض شوارع بغداد تشبه شوارع دمشق أما حركة الناس فكانت حيوية والحياة تدب في أوصال المدينة كما هو حال دمشق، ولكن إعلام التضليل، وحكومات الآل العميلة يريد لنا أن ننقطع عن بعضنا البعض ليتسنى لهم تصوير الوضع في بغداد وكأنه قاب قوسين أو أدنى من السقوط كما كان يصور الوضع في دمشق عبر معارك ساعات الصفر الوهمية، لكن مما لاشك فيه أن ذلك لا يعني عدم وجود إجراءات أمنية صعبة وحواجز كثيرة تثقل عليك الحركة في بغداد في ضوء عودة المفخخات مرة جديدة إثر التغيرات السياسية والأمنية بعد تشكيل الحكومة الجديدة.
إن مجمل اللقاءات الإعلامية التي أجريتها مع محطات تلفزيونية عراقية والحوارات مع شخصيات سياسية ونواب أظهرت لي مجموعة من القضايا ألخصها بالاتي:
1-هناك مرحلة مفصلية وتاريخية في العراق، إذ يدرك الكثيرون أن المطلوب هو عودة الأميركي من الشباك بعد أن خرج ذليلاً من الباب تحت لافتة محاربة داعش الأمر الذي ترفضه شريحة واسعة من الشعب العراقي برغم وجود تيار يدعو لعودة قوات الاحتلال الأجنبي.
2-يبدو العراق ومعه المنطقة مقبلين على صراع بين مشروعين: مشروع يريد فرض التقسيم وتثبيته عبر كانتونات مذهبية وإتنية لتحقيق مصالح قوى دولية وإقليمية في الهيمنة على الثروات، والتحكم بها وتحويل العراق إلى منصة لتفتيت دول الجوار (سورية خاصة)، ومشروع آخر مقاوم يدفع الدم حفاظاً على وحدة العراق وبقائه دولة واحدة وما من شك أنه وللإنصاف لابد أن أشير إلى الدور الهام الذي لعبه السيد نوري المالكي في الحفاظ على وحدة العراق وتمسكه بسيادته من خلال رفض بقاء قوات الاحتلال الأميركي والخروج المذل لها، ومن ناحية أخرى موقفه البارز والصلب تجاه مايجري في سورية، وهو ما جعله يدفع ثمن ذلك عبر استبعاده من رئاسة الحكومة.
3-إن ما يجري ترويجه من كلام أميركي أو سعودي أو تركي أو غيره عن تهميش مقصود لمكون عراقي هو كلام غير صحيح بالمطلق فالحكومة العراقية وتوزيع المواقع والوزارات يتم بالتوافق بين كل المكونات والاستمرار في مثل هذه الدعاية هدفه استخدام مكون ضد آخر لمصلحة هذه القوى الدولية والإقليمية أو تلك، ولكن قطعاً ليس لمصلحة الشعب العراقي.
4- إن ما يميز السياسة السورية هو انفتاحها على كل المكونات في العراق وعدم تمييزها بين طرف وآخر لأن الغاية الأساسية هي أن يكون العراق قوياً فقوة العراق هي قوة لسورية ومن يعتقد غير ذلك فهو واهم ومشتبه، وهنا كان ملاحظاً حجم المكانة التي تشغلها سورية قيادة وشعباً في قلوب العراقيين ذلك أننا أحسسنا في كل مكان حللنا به أننا في بيتنا وبين اهلنا.
من الواضح أن المنطقة مقبلة على تحولات كبرى ستحدد مستقبلها فالمطلوب منا أن نبتعد عن بعضنا البعض ضمن البلد الواحد وبين عواصم المنطقة وشعوبها كي تخلو الساحة لحرب الإشاعات، والقتل والتدمير، وصراع الطوائف والمذاهب خدمةً لأجندات الآخرين ومشاريعهم.
إن ما كان ممنوعاً ومحظوراً منذ خمسينيات القرن الماضي في إستراتيجية الغرب الاستعماري من اقتراب دمشق من بغداد يجب كسره وتحطيمه عبر التنسيق في كل المجالات بما فيها الثقافية والإعلامية والاقتصادية، وبناء منظومة تعمل وتؤثر في الحدث، ومستقبل عماده مشروع المقاومة الذي وحده سيضمن مستقبل شعوب هذه المنطقة.
أثناء مروري في شارع أبي نواس الشهير في بغداد لفت نظري وجود منشأة سياحية باسم (جبل قاسيون)، كما هو شارع بغداد في دمشق، وهو ما يؤكد حقيقة أن جبل قاسيون في قلب بغداد شامخ قوي مثل نخيل العراق الباسق، ودفء دجلة الذي يعانق عاصمة الرشيد محتضناً إياها كحبيب متيم بحبيبته، كدفء بردى الذي يعانق دمشق عاصمة الأمويين.
كلام كثير وبوح أكثر لدي، ولكني سأختم ما شعرت به في بغداد بما قاله الشاعر الكبير نزار قباني:
حيث التفت أرى ملامح وطني
واشم في هذا التراب ترابي

بغداد

الوسوم (Tags)

سورية   ,   دمشق   ,   العراق   ,   بيروت   ,   قاسيون   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz

Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_14d51bg7d91n5ut9gqm7stl374, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0