Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 20:27:52
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
سوريو .. إما إنتصار الإرادة...أو سقوط المنطقة .. بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي
دام برس : دام برس | سوريو .. إما إنتصار الإرادة...أو سقوط المنطقة .. بقلم: الدكتور خيام محمد الزعبي

دام برس:

الحقيقة التي لا تقبل الجدل تتمثّل في أن هناك توجهاً إقليمياً ودولياً يمنع السوريين من بناء دولتهم القوية الحديثة، وهو توجّه ليس بالجديد لأن من يعود إلى الماضي ويستقرئ ما مرّ به الوطن العربي من أحداث سيعرف السبب المباشر الذي جعل قوى إقليمية ودولية لا تسمح ببناء هذه الدولة في سورية، إذ تمر اليوم في لحظات صعبة وفارقة في تاريخها، فالأطماع والأطراف العالمية والإقليمية تتجاذبها من كل ناحية كطفل يشد من أطرافه الأربعة، في إطار ذلك فإن قلوبنا تتفطر على الوطن الذي يتاجر به البعض ويبيعونه في سوق النخاسة، كون تلك الأطراف لا تدرك قيمته ومعنى الضياع لأنها لم تجرب التشرد والضياع ، ولم تزرع في قلوبها حب الوطن لأن الوطن بالنسبة لها مادة وحرب وخارطة تتشكل كيفما يريد سيدهم .
ما من إجتماع أو لقاء حضرته إلا وسمعت العديد من الأسئلة المتتالية من أفواه الحضور، إلى أين نحن ذاهبون؟ ما الذي سيحدث؟ ما المطلوب منا؟ لماذا كل هذه الدماء التي تراق بدون ذنب؟ ...الخ، ولكل طريقته في تفسيره وتحليله وإبداء مخاوفه، بل وإلقاء التهم وتحميل المسؤولية على هذا الطرف أو ذاك.. إلا أن النتيجة واحدة وإن تشعبت الآراء والتفسيرات، وهي الالتقاء عند نقطة واحدة، هي المخاوف والتوجسات والإستشعار للمخاطر، فبواعث مشاعر الخوف والقلق هذه، لا تنحصر على منطقة معينة، أو تنحصر على مجال من مجالات الحياة، فالكل قلق مما يحدث في سورية، هناك حراك، هناك صراع طائفي ومذهبي، هناك تمدد قاعدي وخاصة تنظيم داعش، هناك صدامات سياسية بطابع ديني، وهناك دفاع مستميت عن نفوذ أو مغانم أو هيمنة.
واليوم تلتئم القمة العربية في الكويت لدراسة مستجدات الحرب السورية والتي لم تعد محصورة على الداخل وإنما تمتد شظاياها إلى محيط الجوار الجغرافي، حيث كانت الساحة اللبنانية - ولا تزال - مسرحاً يدلل على حقيقة هذه الإنعكاسات،ومن الواضح أن جانباً مهماً من التداعيات التي تشهدها بعض دول الجوار الجغرافي منها مصر والعراق وتركيا وبعض العواصم الخليجية، هي نتاج إطالة أمد هذه الأزمة بكل تفاصيلها وتعدد أطرافها والناجمة عن إنسداد أُفق التسوية السياسية بين الأطراف المعنية وفشل الجهود الأممية لإيقاف هذا التدهور، إذ باتت الحالة السورية هماً كبيراً يؤرق الأسرة الدولية -قبل دول الإقليم -لخطورة ما يمكن أن تؤول إليه من نتائج كراثية خطيرة في المنظورين القريب والبعيد على حد سواء.
إننا في الوقت الذي كنا ننتظر أن يرتقي الجميع إلى مستوى المسئولية الوطنية المستوعبة لمتطلبات إستحقاقات الخروج بسورية من عواصف أزماتها المتراكمة والمركبة بكل تشابكات تعقيداتها, وإيصالها إلى شواطئ الآمان و الإستقرار والإزدهار، نجد من يطل علينا مجدداً برأس فتنة تعصبه الطائفي المذهبي، محاولاً فرض واقع سياسي وعسكري مرفوض- وطنياً وإقليمياً ودولياً-وسوف يتصدى له شعبنا ويواجهه بحزم، فلم يعد من المسموح لأي كان فرض إرادته بالعنف وقوة السلاح والإرهاب وإعادته إلى المربع الأول وأتون كارثة الإقتتال والإحتراب الأهلي- بما يعنيه من فرقة وتمزق وفوضى - في حين أبواب الحل السياسي السلمي كانت مشروعة ومازالت، وإن لا لغة تعلو فوق لغة الحوار والتوافق والإتفاق على حل ومعالجة قضايانا ومشاكلنا.
إصطفاف السوريين جميعاً دون إستثناء هو ما نحتاجه اليوم وما يجب أن نكون عليه، الإنتقال إلى مرحلة بناء سورية الجديدة والديمقراطية الحديثة القادرة على تجاوز الماضي القريب والبعيد بكل تراكمات موروثات صراعاته وأزماته, بدلاً من إصرار البعض على إستجراره كلما شارفنا لنضع أقدامنا على طريق حاضر ومستقبل ينعم فيه الجميع بالسلام والوئام والرقي والرفاهية، هذا هو سياق معاني ومضامين حديث صاحب القرار السياسي السوري لحماية المكتسبات الوطنية والذي وضع فيه النقاط على الحروف تجاه التحديات والمخاطر المجسدة في الحشد والتجييش لتطويق دمشق العاصمة التاريخية لسورية، فسورية اليوم ليست سورية  الأمس ووعي شعبها قد سبق تفكير الذين يحاولون إستغلال ظروفه وأوضاعه الإقتصادية والمعيشية لسلب عواطف أبنائه بشعارات براقة ظاهرها حق وباطنها باطل، هذا هو المسار الذي أجمع عليه كافة السوريين، والرهان على أية خيارات أخرى خاسر ومرفوض، لأنه سيكون خروجاً عن الثوابت الوطنية السورية, التي تطبيقها يعد طوق نجاتنا وقاعدة إنطلاقنا نحو وطن يسوده العدل وينعم كل أبنائه بالأمن والأمان في ظل دولة الحكم الرشيد والمواطنة المتساوية.
ويبقى أمام واشنطن وحلفائها فرصة أخيرة قد تلجأ إليها لتحقيق مكسب إيجابية يتمثل في إمكانية تغيير سياستها في المنطقة العربية من خلال إيجاد قنوات إتصال مع النظام السوري والتعاون للقضاء على الجماعات الإرهابية ومساعدة دمشق في إعادة ترميم ما دمرته الحرب وترميم العلاقة بين دول المنطقة العربية، وإيجاد مصالحة مع إيران وبين كل من إيران والسعودية في المقام الأول ولو على أساس التعايش بين الجميع على أساس المصلحة العالمية العليا لتحقيق أمن وإستقرار المنطقة والعالم وبحث سبل إيجاد تسوية للصراع العربي الإسرائيلي لها
في إطار ما سبق أقول إنه بحق الدمِ السوري المهدورِ، لنوجد أية صيغةِ نتفق عليها لتشكيل وثيقة صلح ملزمة للجميع، لنتفق، فهواجس إشتعال جولة عنف جديدة أطبقت حصارها على آمال السوريين المكبّلة أصلاً بكلبشات القوى الظلامية، وإن قُضيت هذه الآمال فإن باب التجنيد ستفتحه المليشيات المتطرفة بمصراعيه مستغلة إتساع قاعدة اليائسين، الذين سيكون من السهل فيما بعد إعدادهم كمقاتلين يسوقهم أمراء الحروب لتحقيق غاياتهم الدنيئة. في المنطقة
وأخيراً أختم مقالتي بالقول نحن اليوم في منعطف تاريخي على درجة من الأهمية يحتم على الجميع إن لا شيئاً أغلى من سورية ودماء أبنائها ووحدتها الوطنية وسيادتها، وبالرغم من ذلك سنحيا رغم بنادقكهم،  ورغم أنف عنفهم، ورغم إستفزازهم لنا ولأبنائنا، سنحيا لأننا نقدّر ونحب الحياة، ونقدّم لوطننا لأنفسنا ما هو أفضل وأحسن، سـنموت حين يكون في موتنا حياة لهذا الوطن الغالي على قلوبنا، لأننا ببساطة.. دعاة حياة آمنة ومستقرة، ولا ننتمي لفرق الموت والإرهاب والعنف والتطرف.

Khaym1979@yahoo.com
 

الوسوم (Tags)

سورية   ,   تركيا   ,   العراق   ,   مصر   ,   الوطن   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz