Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 15:51:17
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
سلسلة كفى كفى تدعو إلى الصحوة و العمل على إقامة الدولة القوية .. بقلم: الدكتور عاصم قبطان
دام برس : دام برس | سلسلة كفى كفى تدعو إلى الصحوة و العمل على إقامة الدولة القوية .. بقلم: الدكتور عاصم قبطان

دام برس:

في غمرة الفشل و الخسارات لا بد من الوصول إلى تطوير للأفكار الخلاقة التي يمكن أنتعيد لشعوب المنطقة الأصلية كرامتها و عزتها . و في قرائتنا للأفكار التي كانت و ما زالت تتردد في واقعنا و وطننا ، نرى أنه قد حان الوقت لتطوير رؤيتنا و ثقافتنا  لقواسم مشتركة تجمعنا و نتجاوز الثغرات الفكرية التي قسمت القوى الوطنية في سوريا و الدول العربية الأخرى ، و سواءٌ قبلنا  بحلمِ بعض الإخوةِ الوطنيين القوميين الذين يعتقدون بالهلال الخصيب العربي المكون من سورية و لبنان و العراق بما فيها الأحواز وفلسطين و الأردن و نجمته المركزية قبرص ، و الذين يعتقدون بأن المكونات البشرية   للرقعة الجغرافية الممتدة من المحيط الأطلسي إلى الخليج الإسلامي ( العربي أو الفارسي ) من كوكبنا تتكون من عرب الجزيرة العربية و عرب وادي النيل و عرب شمالأفريقيا ، و عرب الهلال الخصيب ، و هذا يعني أن هناك عرب بشكل أو بآخر أو مجموعةشعوب مترابطة و متلاقية في هذه الرقعة الجغرافية من العالم يجمعهم أكثر من مقوم واحد و على الأقل لغة التواصل العربية  ، و نحن هنا نشير  إلى أنه لم يعد هناك مكانلأي مفهوم قومي عربي شوفيني منذ نهاية القرن العشرين ، و اصبح المطلوب من كل المجموعات البشرية المكونة لهذه الرقعة الجغرافية  التفكير و الإصرار على إقامة الدولةالقوية الواسعة المترامية الأطراف التي تتيح لمنتميها العزة و الكرامة و المواطنة الحقيقية ،عالمنا اليوم هو عالم الأقوياء و لا مكان فيه للضعفاء ، و الدول الكبيرة هي التي تحكمالعالم ، فالمواطن الأمريكي له شعور متميز بانتمائه إلى دولتة القوية  ، و السياسةالعالمية التي تقودها الدول العظمى اليوم تعتمد على القوة بكل أشكالها الاقتصادية و السياسية و الثقافية و البشرية و الثروات الباطنية و العسكرية .

جدلاً إذا كان هناك قواسم مشتركة تربط ما بين أهل قبرص اليونانيون أو الأتراك و أهلالهلال السوري الخصيب ، فما هي اللغة السائدة لدى سكان الهلال الخصيب ؟ ما عداالنجمة المركزية قبرص  ، و هل يتملك السوري الشعور بالقربى و الانتماء و الحنينية  إذاوصل إلى إلى مطار نيقوسيا  أكثر من الشعور الذي يمكن أن يتملكه إذا نزل في مطار القاهرة  أو جدة ، الشعور بالغربة لا بد من وجوده لدى كل كائن بشري حينما ينتقل من المكان الذي نشأ فيه في نفس الوطن من مدينةٍ إلى مدينة و من بلدةٍ إلى بلدة و من قريةٍ إلى قرية ، و لكن ألا توجد قواسم مشتركة تربط ما بين العربان الذين قُسموا إلى أربعقوميات عربية ؟ كما نستشف من آراء الإخوة القوميين ، على الأقل لماذا لا نعتبر اللغةالعربية لغة التواصل بين كل تلك المكونات البشرية في هذه الرقعة من العالم وهي أمرٌ واقع و حقيقي و هل بالإمكان إيجاد لغة أخرى يمكن استعمالها ضمن الفضاء السوري ،مهما كان انتماؤنا الإثني أو المذهبي هل نستطيع الإنكار بأننا نعيش في فضاء عربيبصورة أو بأخرى و في فضاء إسلامي بنفس الوقت و أنا لا أنطلق من منطق ديني أوطائفي إطلاقاً إنما أنطلق من مفهوم مقومات الدولة الحديثة المتعددة و التي تؤمن الكرامةو العزة و العدالة لمواطنيها .

اتساع الرقعة الجغرافية و طاقاتها البشرية و ثرواتها الباطنية و تقدمها العلمي والحضاري هو الذي أمن للولايات المتحدة الأمريكية و للإتحاد الروسي الهيمنة على العالمبالرغم من هذه الدول لا تمتلك جميع المقومات التي تمتلكها المجموعات البشرية المتآلفةالتي تعيش على رقعتنا الجغرافية ، و القوى العالمية الصاعدة كالصين و البرازيل و الهندسارت و تسير على نفس الطريق ، إذاً الموقع و الرقعة الجغرافية المترامية الأطراف هذهالمقومات ألا تشجعنا جميعاً لكي نفكر في هذه الدولة القوية و التي تشكل فيها إسرائيلالخنجر الذي يفصل مشرقها عن مغربها ، في منظورنا في خارطة كوكبنا يشكل الموقعو الامتداد الجغرافي العامل الرئيس في القرن الواحد و العشرين إضافة إلى القواسم المشتركة الأخرى ، نحن نتحدث هنا عن مصلحة لأمة تعيش على هذه الرقعة استبيحت كرامتها و سلخت عن مقوماتها الحضارية و منعت من الافتخار بماضيها  و تسعى القوى العظمى العالمية لتمزيقها و تفتيتها  و إقامة الدويلات و الكانتونات المبنية على أسس عرقية و إثنية و مذهبية ، و في النهاية من المستفيد من هذه الخطط الشيطانية ، فقط انظروا إلىبريطانيا العظمى و فرنسا وهما تضمحلان  كيف تلهثان وراء الولايات المتحدة الأمريكية ،و كيف تحاول فرنسا صناعة الاتحاد الأوربي باي طريقة للم شمل الأوربيين دون أيةقواسم مشتركة سوى الحاجة الاقتصادية و مع ذلك توحدوا و صنعوا اليورو .

المطلوب اليوم أن نطور أفكارنا و أن تكون نظرتنا ثاقبة و أن نعمل كلنا على إقامة الدولةالقوية الكبيرة المحورية التي تملك قرارها التي تلتقي فيها النخب المثقفة الوطنية المخلصةمن كل الاتجاهات الوطنية ، و أنا لا أشك سـيكون هناك الكثيرون  الذين  يربطون هذه الدعوة بالفكر الأفلاطوني ، و لكننا نقول إن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ، و لنعد إلى التاريخ و لنستقرأ كيف قامت الدول و لنأخذ العبرة  ، هذه دعوة إلى كل الوطنيين و المفكرين و المثقفين لإعادة القراءة  ، الجمود الفكري هو أكبر خطر يداهمنا

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz