Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 03:02:43
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
كل شيء هادئ .. بقلم: هيثم أحمد
دام برس : دام برس | كل شيء هادئ .. بقلم: هيثم أحمد

دام برس:
علمتني الحياة أن أبحث في الحلول,وكثيراً مايكون الحل لوحيد كامن في تغيير نظرتي للأمور.
سأروي لكم البداية والنهاية من فيلماً سينمائياً كنت قد شاهدته منذ سنوات عدة,وأحداث الحرب على سورية قد جعلت أحداثه  تترآى أمام ناظري.
يبدأ الفيلم بدعوة الشباب للدفاع عن بلادهم من غزو خارجي,وفي ساعات التدريب,والمدرب الذي يجهد نفسه في الخطط القتالية يرى شاباً جالساً قرب النافذة غير مبالٍ ,يذهب إليه فيرى ذلك الشاب منسجماً في رسم الطير الذي يقف على أعلى غصن شجرة خضراء,,فيوبخه,ويطلب منه شرح الخطط القتالية.تدور أحداث الفيلم لنصل إلى النهاية التي جسدها الفيلم بالخراب والدمار والقتلى,والأرض المحروقة ،وذلك الشاب الباقي الوحيد في الخندق ورفاقه من حوله قتلى فيرى طيراً يقف على أعلى غصن في شجرة كانت الحرب قد جعلتها سوداء,فيبدأ برسم الطير والشجرة,ومع اللمسة الأخيرة في رسم اللوحة تأتي رصاصة قناص هي الطلقة الأخيرة لتردي ذلك الشاب قتيلاً.
ما أردته من ذلك العرض هو ذاته ما أراه اليوم في الحرب على وطني سورية.فنحن نرسم الحياة ..نرسم أجمل ما فيها..الماء والشجر والطير ,نبحث عن أجمل الصور في عقولنا وقلوبنا لنجسدها بأجمل لوحة على الأرض,وهناك من يأتي ليدمر حتى أحلامنا,ويجعل من الخراب والدمار  والأرض المحروقة والضحايا لوحة له,ودائماً شعارهم الإسلام والمسلمين,هم أرادوا أن يعلموا المسلمين الحقيقين معنى الإسلام,وأن يعيدوا الناس إلى دولة الخلافة بتدمير كل عصرنة جديدة,أرادوا سحق التطور والتقدم والازدهار فهم يعشقون الظلام.فأرادوا لنا أن نعود إلى الصحراء وشرب حليب الإبل وأكل التمر,ونسف الحاضر بما فيه,ثم ينطلقون في غزواتهم لحض الشعوب على الدخول في الإسلام والنطق بالشهادتين وإلا....,هم اليوم يدمرون الكهرباء ويقطعون الماء.فلم يعد لديهم المقدرة إلا ذلك,لكون خطوط نقل الطاقة تمتد على مسافات تتعدى آلاف الكيلومترات,وكذلك خطوط النفط والغاز  مع قذائف عشوائية تقتل من تقتل((أطفال-نساء -شيوخ-شباب))لا مشكلة,ويسرقون النفط وممتلكات الأفراد ويظنون أنهم يخلقون عجزاً لدى الدولة.أما في المواجهة فهم كالجرذان يهربون,ولكن لامانع من فرصة التسلل إلى قرية لارتكاب مجزرة.كما لايزال البعض من الشعب السوري,وهم اليوم القلة القليلة أو الحثالة المتبقية ممن  تتبنى أفكارهم,وتدافع عنهم,وتسوق الدعايات لأجلهم,ويحاولون خداع الآخرين بهم,ويضللون حتى أنفسهم بأفعالهم.رغم أن كل شيء يطفو على السطح كما بقعة الزيت على وجه الماء .فلا مجال للخديعة بعد اليوم فكل شيء أصبح مكشوفاً فالأهم زوال عامل الخوف الذي سيطر على بعض أبناء المجتمع السوري من جرائمهم التي يندى لها الجبين,والمواجهة التي أصبحت هي الحقيقة لدى الجميع.فلا مجال لهؤلاء المجرمين إلا الاستسلام أو الرحيل.
فنحن حددنا القيم التي علينا أن نتعامل بها مع الآخرين,والقيم عند الجميع ليست واحدة كما يعتقد البعض.فالبعض يرى بالقيم التي يؤمنون بها هي القيم الصحيحة ,لكن القيم تختلف من بيئة إلى أخرى,وأحياناً من عائلة إلى أخرى,والقيم تتطور بسبب الخبرات والتجارب.فالحرب علمتنا بأن موضوع الأمان والأمن والشهادة من أهم القيم التي نركز عليها في حياتنا لمواجهة المجموعات الإرهابية التكفيرية بدلاً من الخوف أو الفرار منها.
والقيم علمتنا أن نحافظ على أملاكنا وأعراضنا كما علمتنا أن نتمسك أكثر من أي وقت مضى بحب الوطن وأن ندافع عنه مهما كلف الثمن,والقيم في الحرب علمتنا أن نتمسك بقيادتنا وقائدنا,وأن نتلاحم معاً في مواجهة الأعداء والغزاة,وعلمتنا أن نكون أبطالاً,وأن نرسم أجمل اللوحات لسورية المستقبل.
هي القيم التي تربينا عليها قد أفشلت كل المؤامرات التي أرادت لوطننا أن يكون خراباً ودماراً وأرضاً محروقة,هي القيم التي تجعلنا نعيد الإعمار ونزرع الورد والياسمين ، و ستبقى سورية مقبرة لكل يد غادرة حاولت المساس بها ،ومصنعاً للبطولة والرجال ومفخرة الشرفاء.
 

الوسوم (Tags)

سورية   ,   مجزرة   ,   الأطفال   ,   الشباب   ,   النساء   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz