دام برس:
في المحن والملمات تتساقط الأقنعة وتتعرى الوجوه ويُعرَف الصديق من العدو ، وما تعرضت له سورية يفوق تسميته محنة أو ملمّة ، تكالبت عليها أغلب دول العالم تنهش من جسدها حقداً وحسداً وعدواناً ؛ عن طريق عصابات القتل والخراب والدمار والإرهاب ؛ تم تجميعهم من كل جحور الأرض وإرسالهم إلينا ليعملوا فتكاً وتخريباً بكل ما تقع عليه مخالبهم ؛ وآخر هذه العصابات والتنظيمات ما اصطلح على تسميته بداعش الإرهاب تجار الدين والدم ، ولكن رغم ذلك تبقى داعش هذه واضحة المعالم ومعروفة الأب والأم والممول وهذا الوضوح جعل الدولة السورية تعرف علاجها بتوجيه بواسل الجيش العربي السوري للقضاء عليها وصد هجماتها وقطع يدها أينما صادفها رغم أنه دفع ويدفع كل يوم من خيرة رجاله فداءً للقضية والوطن .
وإن أطلتُ ... فليس هذا معرض حديثي ولا أريد أن أقحم سطوري بالحديث عن التنظيمات الإرهابية الخارجية وأفعالها فقد جفت أقلام الكتاب بالحديث عنها ، بل أريد أن أمنح قلمي فرصةً للحديث عن التنظيمات الداخلية وعصابات الفساد وتجار القيم والمبادئ والشعارات ولقمة العيش الذين أعلنوا بأفعالهم انشقاقاً غير مرئي جهارةً ليُظهروا عداءً غير مسبوق لوطنهم ولشعبه ؛ إنهم تجار الأزمات وقوى الفساد المالي والإداري الذين ينهشون في جسد الدولة أينما وقعت أنيابهم وهنا أصطلح أنا على تسميتهم بـ ( داعش الفساد ) تيمناً بداعش الإرهاب كونهم يشكلون وجهاً آخر لها ، الفرق بين الاثنتين أن الثانية ( داعش الفساد ) عناصرها حليقي الذقون يلبسون الأطقم الرسمية ويضعون أفخر العطور ويركبون أحدث السيارات ويجلسون في أفخم المكاتب وكله من خيرات هذا البلد .
هذا اللبوس هو الذي يجعل إرهابهم وانشقاقهم وتآمرهم غير معلن بخلاف أصحابهم دواعش الذقون الطويلة والجلبابات القصيرة والسيارات المفخخة ، هؤلاء كانوا موجودين بكثرة قبل الأزمة لكنهم خلالها نشطوا وانتشروا كالنار في الهشيم فلا يكاد يخلو مكاناً منهم سواءً في دوائر الدولة .... ويالكثرتهم ...!!!على اختلاف مواقعهم ومناصبهم أو خارجها من تجار ولصوص ومهربين وقطاعي طرق وجدوا بيئة خصبة لهم في ظل غياب القانون لكن كلهم يصبون في خانة واحدة يعتدون على ما لم تطله بعد يد الإرهاب من مقدرات الدولة المادية والمعنوية سلباً ونهباً حسب أهوائهم وميولهم ومصالحهم يلعبون بأرزاق الناس ولقمة عيشهم لدرجة تصل إلى حد الإذلال ليحافظوا بذلك على هيبتهم وسلطويتهم ، ينخرون في جسد الدولة كما ينخر السوس في جذع الشجر وكأن الوطن ليس وطنهم وسكانه ليسوا أهلهم مستغلين انشغال الشرفاء بالحرب الخارجية ومكافحة عصابات التكفير .
هؤلاء مكافحتهم توازي مكافحة الإرهاب الخارجي حتى لا ينام الوطن ذبيحاً على وسادة الموت والغدر بين داعش الفساد وداعش الإرهاب .... ويعيش من تبقى على قيد الحياة من أبنائه البسطاء أرذل العمر .
هامش : قد يعتبر البعض كلامي تهجماً عليه عندما يقرأ المقال ... لكني لم أوجه الكلام لا لوزير ولا لمدير ولا ولا ولا ولا لزبّال ، فمن تنخذه أشواكه فهذا من شأنه .
