Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 03:02:43
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
يجاهدون في سورية ويتعالجون في إسرائيل !! بقلم: رشاد أبو شاور

دام برس:

تابعت يوم الخميس17 الجاري ما بثته فضائية الميادين بالصوت والصورة(لمجاهدون) نقلوا من درعا وريفها للعلاج في مستشفيات الكيان الصهيوني!

وقرأت مع ألوف القُرّاء ما نشرته القدس العربي في عدد السبت /الأحد الماضي، وهو رسالة من الصحفي زهيرأندراوس المقيم في الناصرة، وفيه تفصيل لخبر الميادين، حول أعداد من يتعالجون في مستشفيات الكيان الصهيوني، ورعاية جيش (الدفاع) لهم، وفيهم أعضاء من (القاعدة)!

سمعت مرارا عن أفراد نقلوا للعلاج في مستشفيات العدو ـ أقصد عدو العرب مسلمين ومسيحيين ـ وليس عدو المجاهدين من النصرة، ودولة الشام والعراق الإسلامية، والقاعدة، والجيش (الحر)!

لا يمانع (المجاهدون) بأن يتلقوا العلاج في مستشفيات العدو، انطلاقا من فهمهم بأن اليهود هم أصحاب كتاب، وهم لا يقصدون كتاب وعد بلفور، ولاكتاب (دولة اليهود) لهيرتزل، ولكن كتاب (التوراة).

عندما نقول بأن ما يحدث في سورية من خراب وتدمير وقتل وترويع واغتيالات، وهدم كنائس، واغتيال واختطاف رجال دين، وسبي نساء بحجة أنهن زوجات كفّار، وشق صدور ونهش قلوب، وعمليات قصف عشوائي لا يهممن تقتل، فالمهم أن يموت مواطنون ، أي مواطنين، على اعتبار أنهم كفّار،ينتمون لمجتمع كافر جاهلي..بأن كل هذه الوحشية تخدم الكيان الصهيوني،فإننا لا نكتشف شيئا غامضا، يحتاج لقراءة معمقة، فكل ما يحدث مفضوح،مهما عاند بعض المنتفعين، وادعوا بأن ما يحدث هو (ثورة)!

يا لها من (ثورة) مقاتلوها يقاتلون لاستعادة الخلافة، ورفع رايةإسلام لم يتفقوا عليه هم أنفسهم، فتراهم يقتتلون، ويذبحون بعضهم، في حين ترفرف فوق رؤوسهم رايات الله اكبر، ويرتفع معدوي المدافع وأزيز الرصاص هدير: الله اكبر..ويتواصل التذابح المجنون،والركض وراء وهم دولة لن تقوم، وخلافة لن تعود، لأن ما يحدث هو مشروع هدفه الحقيقي: الاقتتال، والتيئيس التهجير، والهدم، وتفجير الإحن الطائفية،ونشر الخوف بين الناس.

الشعب في سورية يريد أن يعيش حياة طبيعية، بكرامة، في وطنه سوريةالواحدة، وهؤلاء اختطفوا أمنه وأمانه، ويعملون على تفكيكه مجتمعيا، وذبحه طائفيا، وإغلاق دروب المستقبل في وجهه، والاستبدادبه، والتحكم بعقله، وتمزيق نسيجه، والحجر على روحه، وحبس أحلامه وتحويلها إلى كوابيس.

هؤلاء مشروعهم في كل بلاد العرب واحد، ومن أوقفه، ويدفعه الآن للانحسارهو شعب سورية، وجيشها، وتماسك الدولة السورية.

كيف يكون هؤلاء مجاهدين، في حين يتعالجون في مستشفيات العدو الذي يحتل فلسطين، ويعمد مستوطنوه يوميا إلى اجتياحات متلاحقة لباحات الأقصى، ويحضرون لهدمه وهو أحد أبرز مقدسات المسلمين، وبناء (هيكل)لدولتهم (اليهودية) التي يبشرون بها، بفكر عنصري، وممارسات عنصرية،وفي قلب الوطن العربي، ورغم أنوف كل حكام وقادة جامعة الدول العربية،والدول الإسلامية؟!

الكيان الصهيوني بعلاجه لهؤلاء الجهلة المُجهلين، يستفيد إعلاميا،فيروج أنه مع الحرية، والديمقراطية، في حين إنه لا مع الحرية، ولامع الديمقراطية..وهل هناك برهان أكثر وضوحا على عنصرية ما يقترفه في فلسطين، بحق الأرض والشعب؟!

بعض هؤلاء المضللين لا يعرف ما يفعل، وما يساق إليه، ولكن من يوجهونهم يعرفون ما يفعلون، ولا يجهلون بأنهم يخدمون المشروع الصهيوني، والسعي الأمريكي للهيمنة على كل الوطن العربي، ومواصلة نهب ثرواته، والتحضيرلنهب الثروات التي تبشّر بها الكشوفات على شواطئ سورية، ولبنان،وفلسطين، فأمريكا همها وضع اليد على الطاقة للتحكم بالسوق العالمية،وتحقيق التفوّق على روسيا والصين، وإبقاء بلاد العرب محكومة بأنصاب منصبة، لا انتماء لهم لعروبة أو إسلام.

افتضح المشروع التآمري، لا على سورية حسب، ولكن على كل بلدان ما سُميب(الربيع العربي)، وعلى مستقبل الأمة، وتحديدا على قضية فلسطين نفسها التي تعمل أمريكا على تصفيتها من وراء ظهر شعب فلسطين، وجماهير الأمة،باستغلال حالة الانشغال، وبعملية تضليل كبرى تفضحها ممارسات الاحتلال الصهيوني، والتي تتجلّى بعلميات النهب المتواصل لما تبقى من الأرض الفلسطينية، والتي تجتاح هذه الأيام الأغوار الفلسطينية، على ضفة نهرالأردن الغربية، بحيث لا يكون للدولة الفلسطينية حدود مع الأردن، ولااستقلال، ولا سيادة، ولكن مجرّد بقع من أراض مقطعة الأوصال!

من يتعالجون في مستشفيات العدو الصهيوني، ألا يعرفون أن الأسرى الفلسطينيين محرومون من العلاج، وبعضهم يعاني منأمراض: السرطان، والكلى، والسكّر، والضغط، وأمراض أخرى،وكلها سببها الحشر وراء القضبان، والإهمال الصحي المتعمد، وسوء التغذية، والضغط النفسي، والحرمان من زيارة الأهل ورؤيتهم؟!

ما رأيته على فضائية الميادين، وقرأته على صفحات القدس العربي، هوفضيحة للمشروع التآمري الذي لا يخدم سوى الكيان الصهيوني، ولا هدف لهسوى تدمير سورية الوطن، والدولة، والجيش، والمجتمع!

أحد المعالجين في مستشفى نهاريا قال، وهو مجاهد: اللي يمد لك إيده لاتعضها..هكذا سنتعامل مع ( إسرائيل) في المستقبل! (من رسالة زهيرأندراوس في القدس العربي عدد السبت/ الأحد).

من هؤلاء سيوظف الموساد عملاء، وسيتعرف منهم على كل شيء في سورية،سواء عن الجيش، والاقتصاد، و الصناعة، والزراعة، والعلاقات الاجتماعية!.نعم هؤلاء المجاهدون سيكونون عيونا لإسرائيل التي تمد لهم اليد!

هنا أسأل: من هم الذين يشرفون على التنسيق مع الجيشالصهيوني لإرسال (المجاهدين) للعلاج في مستشفياته؟! أليس مايحدث سياسة تكشف خلفيات المشروع الهادف للانتقال بسورية إلى حقبة جديدة تتوّج برفع علم (إسرائيل) في سماء دمشق؟!

لا أستغرب أن يصمت المنظرون المعارضون، وأن لا يفتحوا أفواههم بكلمةتدين توجه (المجاهدين) للعلاج في مستشفيات العدو في فلسطين المحتلة،فهؤلاء يعرفون ويحرفون، وهم يأتمرون بمن يسلحون( المجاهدين) ويمولونهم،ويستخدمونهم، ويجعلون منهم حطبا في محرقة هدفها الرئيس حرق سوريةكلها، والانتقال لحرق أقطار عربية أخرى، وغلق إمكانيات النهوض الثوري الحقيقي الذي لا يمكن أن يكون إلاّ مع تحرير فلسطين، ومعاديا للهيمنة الأمريكية والكيان الصهيوني، والقوى الرجعية العربية

الوسوم (Tags)

إسرائيل   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   كفى يا همج كفى يا بدو
شكراً أستاذ رشاد مقال رائع أرجو أن ينشر في كل وسيله إعلاميه حتى يستوعب الناس وخاصةً المضللين منهم والصامين آذانهم عن الحقيقه وليحسوا بالكارثه والمصيبه والحرب التي باتت معلنه من أدوات أمريكا من الدول العربيه والخليجيه منها وغيرها من دول أجنبيه وعنصريه كإسرائيل التي تضرب بلادنا كفى يا همج كفى
سوري للعضم  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz