دام برس:  

لاشيء أكبر وأسمى من الوطن,ولاشيء يشبه الوطن إلا أبنائه المخلصين الأوفياء,والقاسم المشترك بيني وبين الوطن هو الظلم.
الوطن هو البيت الكبير الذي يحتضن كل أبنائه,وهو حكاية أجيال عبرت.منهم من بنى وعمّر,ومنهم من وضع أسس وترك بصمات في تاريخه تتعاقب الأجيال ، وتبقى البصمات البيضاء التي أسهمت في حياةٍ أفضل للأجيال القادمة,وهناك أبناء أوفياء يعملون على ترك بصمات تؤسس لمستقبل زاهر للأجيال القادمة لكن لاننسى أن هناك فئة ضالّة أو مضلّلة أو ضلت طريقها فتركت آثاراً سلبيّة نخجل منها,وبضلالتها ظلمت الوطن بكل مكوناته,وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضةً على المرء من وقع الحسام.
سورية الوطن,الأب والأم مهد الحضارات ومنبع الديانات,تتعرض لأقسى أنواع الظلم الذي يلازمها منذ أكثر من عامين ولازال في الوقت  الذي كنا نفتخر فيه عندما نتصدى لأي عدوان خارجي يستهدفنا.أما عدوان الأبناء حالة تقشعرُّ لها الأبدان ,فهي بصمات سوداء,لكن الأبناء الأوفياء ستعمل وهي تعمل على أن تبقى البصمات البيضاء حاضرة أمامنا لتبعد السواد بانتظار فجر خيرٍ وعطاء للبيت الذي نفتخر بأننا ننتمي إليه.
حكايتي أنني تعرضت للظلم الذي أدمى قلبي منذ سنوات قليلة ولازال يلازمني, هي حكاية إبعادي عن مهمتي التي قدمت من خلالها إنجازات كانت ذات قيمة كبيرة,سرقت مني كل وقتي وأبعدتني عن أسرتي.سهرت الليالي لأحقق ما عجز عن تحقيقه الآخرون ليأتي النائب الاقتصادي السابق ويستبعدني كما الكثيرون مثلي,كنا نعمل وعيوننا تترقب فجر جديد.لكن الفجر لم يأتي وبقي المغيب يخيّم على حياتنا . الظلم هو الظلم هو القهر هو الذّل حين ترى أنك موظف بلا وظيفة,بمعنى مكلّف بعمل في مكان بلا عمل كرمى  لمقالة نشرتها حول الحفاظ على الكوادر والتطوير الإداري,وكلي أمل بيومٍ مشرق لكن لا أمل حتى اللحظة بعد أن تعاقبت الحكومات ولا أرى أي تغيير,لكن....لازلت...بلا...
كل فتاة ترى أنها الأجمل وكل مبدع يرى أن لامثيل لإ بداعه ,وكل عامل يرى أنّه مظلوم وكل مسؤول يتحدث عن انجازاته ودوره في مكافحة الفساد وهو أكبر الفاسدين والأمثلة كثيرة.أما أنا لن أقول بأنني الأفضل ولن أقول بأنني الأجدر,لكن البصمات تتحدث عن نفسها.أردت أن أكون راية بيضاء في سماء الوطن لكن هناك من أراد بها أن تكون سوداء.فأنا والكثيرون مثلي ضحية من أرادوا شراً بالوطن,ولازال الكثيرون ممن في موقع المسؤولية يعملون وفق مصالح شخصية(محسوبيات-منفعة-مصلحة)هي في مجملها مصالح شخصية يتحقق من خلالها منفعة مادية,والأغرب أنهم يتحدثون في الأخلاق والوطنية ومكافحة الفساد والمحسوبيات والحد من الهدر ,ويمر الزمن ونكتشف أنهم...
بناء الوطن عملية تكاملية لا تتجزأ,وشمولية الحل هي الأساس المتين للوطن الأسطوري,وهذا يتطلب إجراءات عاجلة لإعادة البناء على أسس متينة صلبة لايمكن زعزعتها بالابتعاد عن المحسوبيات والمصالح الفردية,والدراسة المتأنية,ومقابلة شخصية قبل التكليف بأي منصب أو مسؤولية.كما أن التزكية لفلان أو فلان هي الأخطر إذ لم تكن هناك دراسة وافية تسهم في البناء ,لأن كل فرد وفيّ لوطنه يشكل لبنة أساسية للحل كما الحوار هو أساس الحل فالمواطن المخلص الوفي لوطنه يسهم بشكل فاعل في المحاربة الفعلية للفساد والحد من الهدر والسرعة في انجاز الأعمال وتسيير أمور المواطنين بعيداً عن أي منفعة أو مصلحة,وهذا بدوره يبعد مقولة ماتغير شي مثل البيروقراطية والرشاوي والتعقيدات الإدارية وغيرها...
ما تقدمت به هو لتعريف كل قارئ ومتابع لمؤسسة دام برس الوطنية الصادقة بفريقها الرائع المتابع للأحداث لحظة بلحظة في نقل الخبر,لأقول لكل متابع وقارئ لمقالاتي وكتاباتي بأنني صوت الناس ,أستقي من ضمائرهم كلماتي لأكون صوتهم كما هو صوت دام برس,ويبقى قلبي مدمّى ولا أرى من ينقل صوتي,وكما الوطن الذي عاهدت نفسي بالدفاع عنه بالكلمة والحوار مع الآخر مهما كان ،ومهما بلغت التضحيات .لن أبيع وطني,ولن أتخلى عنه,ولن أغادره.
سأبقى وأبقى حتى يبزغ فجرٌ جديد فيه الخير للجميع,يداً بيد نحقق النصر ونبني ونعلي البنيان ليشمخ الوطن,ورايته خفاقة في سمائه .
معاً نكون بالتفاؤل والعطاء نزرع ونحصد ,هي أرض سورية المعطاءة وطن المحبة,حدوده تمتدّ إلى كل الشرفاء في العالم.
معك يا وطني سنبقى الأبناء الأوفياء,وظلم كل ذوي القربى لن يحيدنا أو يبعدنا,وبصماتنا ستبقى حاضرة,وكلنا أمل بنور فجر جديد بدأت ملامحه ترتسم كما رائحة الياسمين في الشام