دام برس:

أعدت وزارة السياحة عبر سلسلة من الإجراءات الكفيلة بدعم المجتمعات المحلية والتعاون الحثيث مع المنظمات الأهلية ذات الصلة لإعادة بث الروح  في الموروثات المعرضة للخطر وتقديم كل أشكال الدعم الممكنة في هذا الشأن .

وتضمنت الدراسة توزيع المدن إلى قطاعات وفقاً لتقاربها في العادات والتقاليد والجغرافيا من حيث الصناعات والحرف التقليدية والأطعمة والمأكولات والزي الشعبي المحلي والرقصات والدبكات والعادات والتقاليد في الأفراح والأحزان والأسواق القديمة والنشاطات المختلفة من مهرجانات ومسابقات وغيرها .
وقد قامت مديرية التخطيط السياحي بالتعاون مع مديريات السياحة في المحافظات بجرد وتوثيق الموروث الثقافي المتنوع ولحظ خصوصية كل محافظة. ضمن هذه  الدراسة ليكون ما تم إعداده  من مضامين متكاملة تعكس الموروث الحضاري والثقافي والسياحي والتراثي لسورية كأحد مكونات الهوية الوطنية وسمة من سمات أصالتها ، وبمثابة مرجعا للمهتمين بالشأن الثقافي والسياحي.
وتشير الدراسة الى الأثر العميق الذي تركته الحضارات المتعاقبة التي مرت على المنطقة في تراكم الموروث الثقافي اللامادي للإنسان الذي عاش ونشأ على تربتها ما جعل سوريا غنية بتنوعها تبعاً لتنوع الشعوب التي عاشت عليها بانتماءاتهم الثقافية والدينية والإثنية . حيث كانت لطبيعة حياة الإنسان في بلاد الشام وعلاقته بالوسط المحيط به وتأقلمه مع المنطقة التي عاش فيها والصبغة التي رافقت عاداته وتقاليده والمهن التي احترف العمل بها وتوارثها جيلاً بعد جيل إلا دليل على عظمة هذا الموروث الذي ما زال متداولاً حتى اليوم ،  وكان لتقارب المجتمعات الجغرافية تأثير بالغ في تبادل ما تملكه من تراث ثقافي فتقاربت هذه الموروثات بشكل جعل من المجتمعات المتقاربة تبدو كتلة ثقافية واحدة ..
والجدير بالذكر أن بلاد الشام اشتهرت منذ القدم بأنها مهد الحضارات البشرية ومهد الأديان السماوية تميزت بتنوعها المناخي والجغرافي واحتضنت البذور الأولى للحضارة البشرية وعايشت تطورها على مر العصور الأمر الذي أكسبها موروثا ثقافياً وارثاً حضارياً منفرداً .