دام برس - لجين اسماعيل - لما المحمد :
سورية القلعة والحصن المنيع ... سورية الحضارة والأبجدية .. التراث والآثار ... سورية الأمل و الألم .. ألم مما تعانيه وأملٌ بأن تتخلّص من براثن الجماعات المسلحة التي قتلت كلّ جميل ... استهدفوها بجبالها قلاعها ... أسوارها و متاحفها ... طبيعتها المزهوّة بالياسمين ولباسها الأخضر الفتيّ ...
ولأن حمص القلب النابض  كانت كباقي  المحافظات في وجه إرهاب دمّر قلاعها وآثارها ... وقتل روح الحياة فيها  هذا ما أثر على الحركة السياحية فيها ... واليوم وبعد مرور أربعة اعوام   تشهد سورية في كافة مناطقها السياحية حركة بشرية  وسياحة داخلية تبعث روح الأمل والحياة من جديد  ..
وفي إطار الخطة الترويجية التي تقوم بها وزارة السياحة انطلق مهرجان القلعة والوادي  بأعماله حاملاً معه البسمات والضحكات واللّمات ... الصور والذكريات ... فكانت البداية من درة الوادي ولؤلؤتها  قلعة الحصن التي حكت جدرانها ما تعرضت له ... و ما سمعته من أغان يوم أمس روَت حجم الفرح بالانتصار ... لتعود مع بهجتها ضحكات أناس ليشاركوا حمص فرحتها ونشاطاتها ... كما شهدنا حملة تشجير " سوا منزرعها " تشجيعاً على إعادة الرونق الأخضر  والمروج ... وتسهيلاً للأعمال السياحية في المنطقة تم افتتاح دائرة السياحة في الريف الغربي ... وافتتاح  فندق بيت الوردة السياحي تشجيعاً على استقطاب السيّاح والمغتربين والمستثمرين  أملاً في عودتهم لينهضوا باقتصاد سورية ...

وفي ختام هذا اليوم السياحي الأول تم تقديم عروض فلكلورية ، وأغانٍ تراثية  إضافة إلى تكريم أسر أبطال كان لهم الفضل في بقاء الوادي واستمراره على قيد الحياة رغم الألم ...
وأكّد السيد وزير السياحة بشر رياض يازجي  خلال هذا الحفل على أن هذا التجمع يعكس إرادة الحياة والإصرار وفاءً لأرواح الأبطال التي روت أرض الوطن بدمائها الزكية فزادتها قداسة على جمالها ... متوّجها بالتحية إلى أبطال الجيش العربي السوري الذين يقفون على اسوار الوطن يذودون عنه بكل بسالة لتبقى سورية أرض الحضارة والشرف وأرض الأبجدية الأولى ..
وتابع :" السلام لسورية ....  السلام لأرض الحضارة والقديسين والشهداء ...السلام لأرض الجمال رغم ظلام الظلاميين "
وأشار إلى أنهم يعملون بتوجيه من قائد الوطن الرئيس بشار الأسد لبناء الحضارة والإنسانية لتعود البلد الذي يستحقه هذا الشعب الوفي ... فالوادي احتضننا .. وفتحت الجبال أذرعها لتستقبلنا في سورية ذلك البلد الذي يثبت يوماً بعد يوم  إصراره على الاحتفاء بالحب والحياة حتى إعلان النصر ..
وأوضح أن الوادي نموذج  حضاري سياحي و حاضرة مصغرة للسياحة في سورية  ذاك الموقع المتميز وقلب سورية النابض  وتلك الطبيعة الأثرية التي تعكس طبيعة أهلها الذين استمدوا جمال أرواحهم مما يحيط بهم .
ومما نشهده من حركة سياحية ندرك أن واقع السياحية  الداخلية في تحسن مستمر سورية بما تمتلكه من مقومات سياحية  ... آملاً أن يكون المهرجان القادم في البادية بعد استعادة تدمر من براثن الإرهاب  ... فالسياحة الداخلية والشعبية شهدت تحسّنها منذ عام 2014 ..
أما عن تواجده في قلعة الحصن المكان التاريخي  والحضاري تمنى أن يكون هذا الاجتماع بلسماً لندبات الحرب التي شهدنا آثارها  .... لافتاً إلى الجهود التي تبذل في حمص في إنجاح نشاطات المهرجان ... والتشاركية بين وزارتي السياحة والدفاع تعكس كيف نكون سوريين في زمن الحرب ...
وبدوره محافظ حمص طلال البرازي أوضح أن هذا الاجتماع هو تعبير عن لحظة الفرح  ... التحدي العزة والكرامة ... هي لحظة من لحظات النصر الذي ترفع فيه الرايات وأسمى الكلمات و التحيات ، توجّه بتحية ملؤها التقدير والإيمان لأبناء الوادي الذين استطاعوا بصمودهم و دعمهم طرد الإرهاب وإعادة الأمن والسلام ... لافتاً إلى أنهم عبّروا بالأغاني والكلمات والموسيقا أن إرادة الحياة أقوى في قهر الظلام والجهل بالمعرفة والعلم .

من جهته تحدث المهندس حسين...... مدير السياحة في محافظة حمص عن أهمية هذا المهرجان اليوم وخاصةً بعد إعادة الأمن و الأمان لوادي النضارى , الذي بدأت نشاطاته السياحية منذ عام 2015 لتعود للانطلاق اليوم من ضمن حملة أطلقتها وزارة السياحة للترويج للسياحة الداخلية والشعبية مع بداية الربيع في كافة المحافظات , كما ذكر أهم ما يتميز به المهرجان من نشاطات سياحية وفنية و ثقافية و رياضية و تراثية ,ضمت مناطق عدة في الوادي المعطاء الذي ينادي  كل مغترب من سوريا  أو يحب سوريا لزيارته بعد تطهير ترابه  من جنس الإرهاب , وذلك بفضل رجال الله على الأرض  الجيش العربي السوري .

في حين أوضح السيد غطفان عبود ممثل المجتمع الأهلي  لدام برس أن المجتمع الأهلي يقف مع الشعب في الحرب والسلم , داعياً المغتربين السوريين و الأجانب للعودة إلى أرجاء الوطن  و زيارة منشآته السياحية , و من أجل تخفيف الأعباء أيضاً عن وزارة السياحية ومنشآتها وخاصةَ بعد انهيار الوضع الاقتصادي للبلد, معتبراً أن هذا المهرجان خطوة إيجابية لدعوة المغتربين لزيارة سوريا.
وأكد في كلمته على واجب المجتمع الأهلي في العمل مع مؤسسات  الدولة في إطار دعم كل ما من  شأنه أن يظهر الوجه الحقيقي الحضاري الثقافي الراقي لسورية  ويدعم الحركة الثقافية والسياحية  ، مشيراً إلى أن المنطقة تمتلك مقومات السياحة الطبيعية الأثرية الدينية  فلابد من جبهة شعبية لمكافحة هذا الإرهاب .

كما تمنّى الخوري  طوني فيليبوس يازجي من بطريركية  الروم  الأرثودوكس  بدمشق أن يعمّ السلام كل المحافظات السورية  ... فسورية مزهوّة بجمالها .. آثارها وقلاعها .. ويجب أن تبقى كذلك .
وإن تجولت في ساحات الوادي وجدت الحياة بكل اشكالها فيحدّثنا موسى شهبا  عن امله في أن تعود الحياة بشكل أقوى .. لافتاً إلى أن هذا العام  يعدّ أفضل مما سبقه بسبب عودة الأمن و الامان ... وإرادة الحياة القوية التي تبعث الأمل والتفاؤل ..

والمهندس جورج أبو عسلي  أكد على استمرار الحياة و استعادة الناس لاستقرارها بعد عودة الهدوء ... موضحاً بأن المنطقة تمتاز بطبيعتها الجميلة وطقسها .. مناخها  و سياحتها الثقافية ... حضارة وتراث و بلد و شعب معطاء ..
وفي لقاء مع  السيدة بديعة ابراهيم والدة الشهيد فادي يازجي الذي استشهد في معارك الشرف والبطولة  ضد الإرهاب التكفيري , عبرت بدورها عن مشاركتها بهذا المهرجان كأم شهيد فقدت ولدها , ومستعدة أن تخسر جميع أولادها كرمى لتراب الوطن , معتزة بتاج العز الذي ألبسها اياه ولدها عمرها الباقي.
أما السيدة فتاة دبورة وهي زوجة الشهيد فادي فقد وجهت معايدة من خلال المهرجان لجميع رجال الجيش العربي السوري , معبرة عن سرورها بالتكريم الذي نالته بشهادة زوجها , معاهدة الله و الوطن و وزوجها على تربية أطفالها تربية صالحة يفخر بلدهم بهم.