دام برس - خاص :
و ﻷن سورية بحاجة تعاون قطاعاتها ﻹعادة بناءها من جديد ، فاليوم عنواننا سورية تشرق من جديد ، ففي إطار إعادة التشجيع و التنشيط للسياحة الداخلية للمواقع اﻷثرية في سورية نظمت وزارة السياحة جولة سياحية إلى مدينة معلولا و التي تضم فنانين و إعلامين إضافة إلى طلاب ، و جميعهم بدا على وجوههم التعشق لرؤية هذه المدينة الأثرية و الحضارية و التي حاولت يد الإرهاب طمس معالم هذه المدينة و إخراجها من لائحة التراث الحضاري و الثقافي إلا أن ذلك كان مجرد وهم فكما كانت سورية قلعة الصمود ... فإن معلولا جزء من سورية الصمود .
و نلفت إلى أن الجولة تضمنت زيارة لدير مار سركيس و باخوس و السير في الفج إضافة إلى زيارة القديسة مار تقلا ، تخلل هذه الزيارة وجود الدليل السياحي الذي حاول جاهدا تقديم شروح و تفاصيل عن حضارة هذه المدينة الأثرية التي تعود ﻵﻻف السنين موضحا الأستاذ عبد الرزاق الحمصي الأهمية التاريخية و الروحية و الحضارية لﻷديرة التي تمت زيارتها إضافة لﻷهمية الروحيةاﻹيمانية للفج لما يحمل بين
طياته و جباله و صخوره الكثير من العبر و العظات ، الكثير من الأحداث و الآلام.
و يقول الأستاذ بسام باسيل مدير الترويج في وزارة السياحة بأن الهدف اليوم من هذه الرحلة إعادة إحياء الاقتصاد السوري ، مشيرا إلى التحديات التي تعترض قطاع السياحة ﻹعادة تنشيطه ، مشددا على جعله من أولويات القطاعات المعافاة في ظل التفكير بأنه آخر قطاع يتعافى بعد أي أزمة .
و يتابع : رسالة اليوم لا يمكن أن تكون إلا رسالة نور و إشعاع الحضارة السورية ،فقد آن لسورية ان تشرق من جديد ، و لا يمكن لقوى الظلام و الإرهاب أن تتغلب على قوى النور و الأمل في أن تعود سورية أجمل مما كانت عليه عبر تكاتف الجهود منوها إلى الارتباط بين قطاع السياحة و مساهمته في تنشيط القطاع الاقتصادي تحت شعار سوا نعمرها .
و فيما يتعلق بالمنشآت المتضررة جراء أعمال التخريب يوضح بمتابعة الوزارة لمثل ذلك ، مؤكدا على أهمية اتخاذ الاجراءات اللازمة و بشكل منظم ففي بادئ الأمر تتم حصر الأضرار و إجراء إحصاء للكلفة مصرحا بأنه اليوم الوزارة بصدد التحضير لمؤتمر عن المنشآت السياحية المتضررة حصرا ، منتدى استثمار سياحي للمشاريع المتضررة .
كما يشير إلى المدة الزمنية التي تقارب حوالي الشهرين إلى ثلاث شهور لبدء العمل على تلك المشاريع .
أما الباحث السياحي غسان شاهين الذي يتحدث عن قدمه في مجال العمل السياحي بما يقارب اربعين سنة لافتا إلى أن مشروع اليوم هو استمرار لحملة salamfrom syria و هي بواقع الأمر websit رعى صورة جميلة لسورية تنتقل للعالم محليا أو عالميا ، و بما أن الإنسان عدو ما يجهل كان من الضروري بحملة للتعريف بسورية ، موضحا بأن هذا المشروع تضمن برامج منوعة ابتدأت من كنائس مدينة دمشق القديمة ، أبواب المدينة ، رحلة إلى صيدنايا السويداء و اليوم بصدد البرنامج الخامس الذي وقع فيه الاختيار على معلولا لما تمتلكه من ترميز ابعد من أن يكون مقرونا بمركز اللغة الآرامية ، و إنما الاهم هو معلولا التي أصبحت الضحية و التي كان من الضروري أن تبذل دمها حتى يتعافى الوطن ، و كأن معلولا غدت أضحية بأيدي هؤلاء المجرمين الذين اعتدوا على الوطن .
موضحا بأن معلولا ما عادت تعكس صورة الإيمان بل عكست صورة كفرهم و إجرامهم و تعشقهم للقتل ، كما يرى بأن تدمير حائط في جامع أو قبة كنيسة لا يدمر إيمانا ، و إن كان ما نتحدث عنه قد وقع في وطن اسمه سورية، فإن ذلك لا يؤكد الإيمان فقط بل يتعداه إلى الانتماء و نية التحاور على أسس إنسانية و هذا كان هدفا من زيارة معلولا اليوم .
و في رسالة موجهة يقول و ﻷننا سوريون نحن متمسكون بوطننا ، بانتمائنا و لن يستطيع أحدا أن يقيم شرخا في حب السوريين لبعضهم ، فما استطاع اي فاتح في يوم من اﻷيام أن يدمر هذه الصورة الإنسانية ، الكل ذهب إلا أننا باقون و سورية باقية ، فما زالت رسالة المحبة تنطلق من سورية فالمسألة إيمانية و هذا الإيمان لا يحاور عليه و بدونه لن يكون لنا بقاء و تاريخ نتحدث عنه للأجيال القادمة .
و لا يمكن ان نغفل ضمن هذه الجولة أهمية وجود الفنانين و دورهم في نقل صورة الواقع و بهذا الصدد تتحدث الفنانة أنطوانيت نجيب عن مدى أسفها و حزنها لما شاهدته أعينها من دمار و خراب ، لم تتوقع يوما أن ترى الالوان تتبدل ، و ان يتحول الموقع اﻷثري الحضاري إلى محط إرهاب بعض الجماعات التي لم تقدر قيمة سورية الشمس .
كما توجهت برسالة للسوريين قائلة بأننا سوريون و سنبقى فوق كل إنسان عربي ، نحن من لن يفرط ببلده مهما حصل مشيدة بالبطولات التي قدمها الجيش العربي السوري متمنية من كل سوري زيارة مدينة معلولا ليعاين ما فعلته ايادي الإرهاب و ما خلفوه من آثار أليمة .
و بدورها الفنانة هناء نصوح بينت فيه سبب زيارتهاكتنشيط للسياحة الداخلية لآثار البلد لافتة إلى حجم الدمار الكبير الذي فعله المسلحين بمعلولا وبكنيسة مار تقلا قائلة : حزنا على كمية الدمار ولكن بنفس الوقت فرحنا لامتلاك شعبنا روحا بناءة لبناء سورية بكل قوة ، موضحة القيمة المعنوية للحجر والآثار لدى الإنسان السوري مبينة دورها كفنانة يكمن من خلال أدوار إنسانية يمكن أن تؤديها لإيصال فكرة للإنسان السوري من الناحية الإنسانية ، مشجعة على الوحدة في سبيل الصمود ضد التفرقة والإرهاب الذي بدأ يدخل حتى إلى عقول الأطفال .
تصوير : تغريد محمد