دام برس : أحمدج حمزة الدرع

برعاية وزارة السياحة ومشاركة الأمانة السورية للتنمية ومركز الإعمال السوري واتحاد الحرفيين وممثلين عن وزارة الثقافة والاتحاد العام النسائي ومحافظة دمشق وعدد من الجهات المعنية إضافة إلى عدد من أصحاب المهن والحرف اليدوية أقيمت في فندق الدي دي مان بدمشق ورشة عمل تطوير الصناعات والحرف اليدوية وسبل إدماجها في التنمية الاقتصادية .

وقالت وزيرة السياحة خلال الورشة بأن هذا اللقاء هو لتبادل الأفكار حول تطوير المهن الحرفية فهناك العديد من الحضارات التي مرت على سورية وخلفت هذه المهن العريقة ، وأضافت بأن هدف الورشة هو تسليط الضوء على المشاكل التي تواجه هذه المهن وتحد من مساهمتها في الناتج المحلي خاصة وأن الاهتمام بهذه المهن يؤمن فرص عمل تدعم الاقتصاد الوطني ويحافظ على الهوية الوطنية من خلال الحفاظ على هذه المهن.

وأوضحت عاصي بأننا ما زلنا نصنع القطع من دون تطوير والسبب ان العمل اقتصر على الحرفيين الذين توارثوها عبرالاجيال ونحتاج اليوم إلى إضافة روح المعاصرة فعامل التصميم ينقص قطاع المهن ، فيجب التقاء المصممين والفنانين مع الصناع المهرة لنجعل من هذه المهن تحظى باهتمام عالمي ، وما زلنا نحتاج إلى ثقافة الاهتمام بالمراحل النهائية من الانتاج والتغليف وتقديم المنتج بشكل جاذب للمستهلكين ، كما أن المنتج من دون علامة تجارية لن يكسب القيم التي يستحقها .

التشتت في القوانين التي يخضع لها الحرفي

وطرح المشاركون في الورشة من مختلف الجهات المشاكل التي تتعرض لها المهن الحرفية في سورية ومنها ارتفاع قيمة الضرائب والتكلفة العالية لبعض المواد الأولية وضعف الترويج للمنتج اليدوي إضافة إلى التشتت في القوانين التي يخضع لها الحرفي سواء في وزارة الاقتصاد او السياحة وعدم وجود إحصائيات دقيقة لعدد الحرفيين واماكن تواجدهم وغياب دراسات احتياجات الأسواق، ومن هي الجهة التي يجب عليها الاعتراف بكفاءة حرفي معين .

وتناولت الورشة موضوع الإفراط في التشريع مما يتطلب إعادة دراسة التشريعات وإيجاد تشريع واحد وناظم لهذا القطاع ، وتم مناقشة ضرورة توثيق كافة الصناعات الحرفية وإطلاق مشروع وطني لحصر هذه الحرف وإنجاز دراسة حول ترميز منتجات الصناعات التقليدية ووضع دليل مرجعي لها .

التركيز على جميع مراحل إنتاج قطع الحرف المهنية

وقال عمر حلاج مدير الأمانة السورية للتنمية بانه يجب علينا ان نجد آليات لتشجيع الطلب من قبل السياح على هذه المنتجات الحرفية ، كما يجب علينا التركيز على جميع المراحل من تصميم وترويج وبيع وتجميع والنظر إلى موضوع الحرف اليدوية كمشروع متكامل والتفكير بإدخال هذا المنتج السوري ضمن شبكات التجارة العالمية ، مع التأكيد على ضرورة توفير فترات احتضان لا يدفع فيها الحرفي تكاليف عالية ومساعدة الحرفيين بتكاليف الترخيص .

وقالت وسام الأحمد مديرة مشروع تمكين المرأة والحد من الفقر في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأن مشاركة المشروع اليوم تأتي في إطار إمكانية تعزيز وإحياء المهن والحرف التقليدية في سوريا من خلال تمويل مشاريع مدرة للدخل وأهم ما يبحث عنه المشروع كيفية الربط بين سوق المنتجات التقليدية والسيدات المستفيدات من تمويل مشروع تمكين المرأة واللواتي يعملن في الصناعات التقليدية .

مجلس عالي للمهن والحرف التقليدية

وخرجت الورشة بمجموعة من التوصيات كان أهمها إنشاء مجلس عالي للمهن والحرف التقليدية السورية وإنشاء مركز للإبداع والابتكار يغطي الفجوة بين المصممين والحرفيين إضافة إلى إدماج الحرف الفنية واليدوية والتراثية في التعليم في مختلف مراحله وتشجيع الشركات لتبني المنتج الحرفي والعمل على إنتاج سياسات ضريبية مشجعة للحرفيين مع إحداث أسواق خاصة ومراكز نفاذ للمستهلكين وتامين مشاركات في المعارض الدولية للحرفيين بأسعار تشجيعية .

توقف عن العمل بسبب عدم توفر المازوت اللازم لفرن الزجاج

أحمد الحلاق والذي يعمل في حرفة نفخ الزجاج اليدوي قال بان الحرفة كمهنة يدوية هي الاولى في العالم وما زالت مستمرة على نفس الطريقة التي اخترعوها الفينيقين منذ القدم .

وأضاف بأنها متجهة للانقراض وعدد الذين يعملون معها أيضاً يتجهون نحو الانقراض ، وهناك دعم من الدولة ولكن نريد دعما أكثر ، ونتمنى من الحكومة أن تساعدنا في مشكلة المازوت ،والفرن الذي نستخدمه في عملنا يعمل على المازوت والآن عملنا متوقف لانه لا يوجد مازوت وهو موجود في منطقة باب شرقي ،ونحن نحاول قدر الامكان ان نشارك في المعارض الدولية وشاركنا مؤخرا في معرض طهران

بدوره الحرفي أحمد راتب الضعدي الذي يعمل في الحفر على النحاس والفوانيس الشرقية قال بان عمر هذه الحرفة قديم جدا ومن عمر الفوانيس القديمة ، ونتمنى أن التوصيات التي خرجت اليوم من الورشة أن لا تكون مجرد حبر على ورق ونتمنى أن تكون فعلية ، وشاركنا في عدد من المعارض كان آخرها في طهران و تكرمنا كمهنة حرفية في المعرض ، وأطلب من الدولة أن نشارك في المعارض الخارجية أكثر والتركيز على حرفتنا .

يجب أن يكون هناك تسهيلات لاستيراد المواد الأولية

أما الحرفي وهبة الصباغ الذي يعمل في التحف شرقية ونحاسيات قال أنا لدي ورشة في مدينة جرمانا وعمر مهنتنا آلاف السنين وتفعلت بشكل واضح منذ 400 سنة وهذه الحرفة مميزة في سورية ولكن هناك بعض المشاكل التي نواجهها ونطلب بأن يكون هناك موقع خاص للحرفيين ليمارسوا الحرف فيه ، وعن المواد الاولية التي يستخدمها قال بان صفائح النحاس كلها مستوردة ولا يوجد بديل وطني ويجب ان يكون هناك تسهيلات لاستيراد هذه الصفيحات .

وبالنسبة للبضائع الصينية المشابهة قال أنه هناك بضاعة مشابهة ولكنها ليست نفس الجودة فنحن لدينا نقش يدوي بينما في الصين هناك آلات تعمل والمعادن تكون غير نحاسية ، وأطالب الحكومة بالاهتمام بشكل جدي بالحرف قبل ان تنقرض فثلثي الحرف حتى الآن انقرضت والثلث الباقي في غرفة الإنعاش .

وزيرة السياحة لمياء عاصي قالت في تصريح خاص : بالتأكيد أن هذه التوصيات لن تكون حبراً على ورق وهي قابلة للتنفيذ وسيكون هناك متابعة وهناك إصرار من وزارة السياحة على هذا ، وبداية التوصيات كانت إنشاء مجلس عالي للحرف والصناعات التقليدية السورية وهذا المجلس يجمع عدد كبير من الجهات وسيضع إستراتيجية وطنية وهو ما تم طلبه بقوة خلال ورشة العمل .

وتابعت عاصي بأن أهم المشاكل كانت تتعلق بالتمويل وإيجاد مراكز نفاذ للمستهلكين ومواضيع الترخيص وأعتقد أنه ستجد طريقها للحل ، وعن الجدول الزمني لهذه التوصيات قالت بان بعض التوصيات تحتاج لصك تشريعي وموضوع دراسات قانونية وتحتاج لوقت زمني محدد وبالتأكيد ستكون منفذة خلال عام 2012 ستكون كثير من التوصيات رأت النور.

وفي نهاية الورشة قامت وزيرة السياحة والمشاركون في الورشة بافتتاح معرض متخصص عن الحرف اليدوية ومنتجاتها شارك فيه العديد من أصحاب الحرف والمهن .