دام برس:

يصح اعتبار كتاب “الدليل إلى الأعمال الأوركسترالية” الصادر مؤخرا عن الهيئة العامة السورية للكتاب مرجعا لهواة وطلاب الموسيقا الكلاسيكية للتعرف على أعلام هذا الفن من الموسيقيين الغربيين.

الكتاب الصادر ضمن “المشروع الوطني للترجمة” ألفه الباحث الموسيقي الأمريكي سيغموند سبيث وترجمه للعربية الباحث محمد حنانا حيث يبدأ بتعريف القارئ بالأوركسترا السيمفونية وما تضمه من أقسام أربعة هي آلات وترية ونفخية خشبية ونحاسية وإيقاعية معرفا بالقوالب الموسيقية الكلاسيكية من سيمفونية وسويت وكونشرتو وباساكاليا وافتتاحية وسوناتا.

ويتضمن الكتاب تحليلا موسيقيا لأعمال مؤلفين كثر ينتمون إلى عصور مختلفة من عصر الباروك والعصر الكلاسيكي والرومانتيكي والانطباعي والكلاسيكي الحديث وغيرها حيث زود المؤلف كتابه ب “نوتات موسيقية” لألحان المقطوعات الرئيسية وثيماتها إضافة إلى ذلك ثمة نبذة قصيرة عن حياة كل مؤلف وعن الظروف والمناسبات التي دفعته إلى تأليف مقطوعته.

ويطلق الكتاب على المؤلفين الذين ينتمون للمدرسة الكلاسيكية لقب معماريي النغم لأنهم كانوا يركزون في أعمالهم على الشكل أكثر من المحتوى ويستعرض باقة منهم من باخ وهاندل وفون غلوك وهايدن مختتما هذا الفصل بموتسارت الذي يصفه بالنموذج الأزلي للطفل الأعجوبة في الموسيقا.

وينتقل الكتاب للحديث عن المؤلفين الرومانتيكيين مبينا أن هؤلاء ركزوا في أعمالهم على المضمون وكانت موسيقاهم تحاول سرد قصة أو رسم صورة وكانت بداية هذه المدرسة مع بيتهوفن بأسلوبه الخاص المليء بالدراما والحيوية العاطفية تلاه أسماء أخرى من شوبرت وشومان ومندلسون وبيرليوز وروسيني وليست وفاغنر.

ويشرح الكتاب ماهية الكلاسيكية الحديثة التي سعى مؤلفوها للمزج بين حرية المدرسة الرومانتيكية والتقاليد الكلاسيكية ومن هؤلاء براهمز وتشايكوفسكي وفرانك وسانس وداندي وبروكنر وماهلر.

ويخصص الكتاب فصلا للحديث عن القوميين الروس الذين قدموا أعمالا مشبعة بروح بلادهم ولا سيما الجماعة المعروفة بالخمسة الكبار وهم “بالاكيريف وبورودين وسيزاركوي وموسورسكي وكورساكوف”.

ويتطرق الكتاب للمؤلفين الانطباعيين تحت عنوان “الانطباعيون النغميون” ومنهم ديبوسي ويطلق مصطلحا جديدا بعنوان “رسل الفتنة” للحديث عن مؤلفين يقاومون التصنيف الدقيق في أعمالهم ولكنهم يشتركون بكتابة موسيقا فاتنة ومن هؤلاء دفورجاك وغريغ.

ويختتم الكتاب صفحاته المؤلفة من 320 صفحة من القطع الكبير بالحديث عن العمالقة المعاصرين أمثال شتراوس ورخمانينوف.

يذكر أن مؤلف الكتاب سيغموند سبيث كاتب أمريكي وباحث في الموسيقا وضع العديد من الكتب حول الموسيقا الشعبية والكلاسيكية فضلا عن كونه محاضرا في الموسيقا أما المترجم محمد حنانا فهو خريج المعهد العربي للموسيقا في دمشق سنة 1968 باختصاص عزف كمان وفيولا.. شغل منصب أمين تحرير مجلة الحياة الموسيقية ثم رئيس تحريرها ما بين عامي 1993 و2013 وصدر له العديد من الكتب منها معجم الموسيقا الغربية ومعجم الأوبرا والتنوع اللامحدود للموسيقا.