دام برس - نور قاسم :

تمَّ مساء أمس في المركز الثقافي أبو رمانة، إلقاء محاضرة بعنوان: "أدب الحرب الصهيوني" للكاتب والباحث شمس الدين العجلاني.

محاضرة هامة جداً تم فيها تسليط الضوء على الأدب الصهيوني وكيف يُسخّر لخدمة المصالح الصهيونية، وهذا سر تماسك الصهاينة إلى الآن بأنهم قادرين على أدلجة كافة أفرادهم صغاراً وشباباً بكافة الطرق والوسائل.

تحدث الكاتب شمس الدين العجلاني في محاضرته عن مسيرة الأدب الصهيوني الذي يسير في طريق معاكس لمسيرة الأدب لدى كافة الشعوب التي تدعو من خلال أدبها إلى القيَم الإنسانية النبيلة، أما الأدب الصهيوني فهو ليس إنسانياً بل هو أدب يضع لنفسه شروطاً محددة.

أدبٌ متعصب ومتصلب في عدوانيته وعنصريته، أدبٌ عرقي بامتياز يدعو إلى معاداة القيَم الإنسانية، فجميع أشكال الأدب والقصة والمسرح لدى الصهاينة تقوم على أكبر عملية تزوير لإنسانية الإنسان، وذلك بغية الوصول إلى هدفين، الهدف الأول هو تعبئة المستوطنين الصهاينة بمشاعر الحقد لغير الصهاينة وخاصةً العرب والدعوة لاحتلال المزيد من الأراضي العربية لإقامة حلمهم المزعوم في دولة اسرائيل التوراتية.

وفي نهاية المحاضرة التقت دام برس بشمس الدين العجلاني واستفسرت منه عن مدى أهمية معرفة وتسليط الضوء على طُرق تفكير العدو لكي نستطيع قرائته وبالتالي مجابهته فأجاب: "الاهتمام بالصهيونية بكافة أشكالها وأنواعها كفكر ومبادئ وممارسات هو أمر هام جداً وهذا ما تسعى إليه البلد منذ سنوات ، وفي محاضرتي سلطت الضوء على جزء بسيط وهو الأدب الصهيوني، وأيضاً السينما الصهيونية لا تقلُّ خطورة عن الأدب الصهيوني، لكي أُبرز أن ما اصطُلح تسميته بالأدب الصهيوني هو أدب غير إنساني يمارس الإرهاب بشتى أشكاله وأنواعه، ويحرّض على تهجير الفلسطينيين".

وخصّ دام برس بأنه قد فاته أن يذكر في المحاضرة حول ردة فعل الشعراء والقصصيين الصهاينة في حرب تشرين التحريرية، فنتيجة هذه الحرب كانت صاعقة بالنسبة لهم، واعترفوا بالهزيمة التي لحقت بهم، وأردف القول: "أحد الشعراء بدأ قصيدته بتكرار جملة (ما حدث قد حدث) وكررها حوالي 6 مرات ،هذا دليل على تزلزل الكيان الصهيوني".

بدورها السيدة رباب الأحمد مديرة المركز الثقافي أشارت إلى أن أهمية هذه المحاضرة تبدو من خلال شقين، الشّق الأول بأنها عبارة عن محاضرة ضمن احتفال بذكرى حرب تشرين التحريرية، والشق الثاني بأن هذا الموضوع لم يُطرق من قبل، فهو موضوع جريء وهام واختصاصي.

وأضافت القول: "الأهمية الأكبر أن من يحاضر بهذه المحاضرة هو باحث وموّثق معروف ساهم في توثيق الكثير من المعلومات، وبالتالي خصوصية الكاتب وخصوصية العنوان تكفي".

وفي ختام حديثها وجهت تحية كبيرة لمؤسسة دام برس الإعلامية ولإدارة المؤسسة لاهتمامها بالنشاطات الثقافية.

بجانبها الإعلامية إلهام سلطان أشارت في بداية حديثها إلى ضرورة رؤية نقاط الخلل والقوة لدينا وخاصةً في هذه الظروف لنكون على علمٍ بسبب ما وصلنا إليه.

ولفتت إلى أن المحور الأساسي للمحاضرة بأنه يعمل على إبراز الخلل ويشرّح الأدب الصهيوني وكيف يعمل على تنشئة الأطفال على العدوان والكراهية، وكيف يُظهرنا بأننا متخلفين.

أردفت: "هنا يجب أن نعيد حساباتنا في كتب أطفالنا وأيضاً كإعلاميين وكمؤسسات في كافة الوزارات لا بدَّ أن نكون يداً واحدة، ومن المهم أن نعرف عدونا ونقرأ له وأن تصل ترجماته لنا".

وختمت حديثها بأمنياتها بأنه بعد هذه الحرب أن يكون هنالك مجلس استشاري موسّع على كافة مستويات الوزارة في كيفية التعامل مع الطفل السوري منذ الطفولة وحتى آخر يوم في حياته.

من جهته السيد راتب المستو كان من الحاضرين واستفسرت دام برس عن رأيه فأجاب: "المحاضرة  كانت قيّمة جداً وخاصةً بأنها حول الأدب الصهيوني يحاضر بها كاتب وباحث ومفكّر كبير، أتينا لحضوره لسمعته واسمه".

ولفت إلى جمالية أرشفة المحاضرة التي أعادنا من خلالها إلى أمجاد وبطولات حرب تشرين التحريرية.

وفي ختام حديثه أشار إلى ضرورة النقطة التي ذكرها العجلاني في محاضرته وهي حب البلد وتربية الأجيال منذ الطفولة على محبة وطنهم وترسيخ طريقة فكر العدو لديهم لكي يصبحوا قادرين على التعامل معهم عندما يكبرون.