دام برس - نور قاسم :

افتتاح معرض فني مشترك بين كل من الفنانة فدوى الرهونجي والفنان رائد طُليمات في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة بعنوان حوارية خطٍّ ولون، وسيستمر هذا المعرض لغاية الخميس القادم 28/9/2017.

معرضٌ ضمَّ بين جدرانه لوحاتٌ لفنانين اثنين وكلٌّ منهما يتبع مدرسة مختلفة عن الآخر تماماً، بحيث أن الفنانة فدوى تتبع للمدرسة الواقعية وكانت لوحاتها بغالبيتها لأشخاص من الواقع وأبدعت في رسمهم بدقّة متناهية مستخدمةً اللون الزيتي.

بينما الفنان رائد يتبع للمدرسة السريالية ومنهاجها يعتمد على الخيال والابتعاد عن الواقع تماماً، ويعتمد في رسوماته على الألوان الخشبية.

دام برس متابعة لرصد كافة أنواع الفنون لتبرز الوجه الحضاري لسورية التي يحاول تشويهه الكثيرون عبر الإعلام بشكلٍ خاص.

بداية اللقاء كان مع الفنانة المرهفة الحسّ والرّوح السيدة فدوى الرهونجي التي قالت عن لوحاتها: "لوحاتي فيها شخصيات من إفريقيا، الحبشة، السودان وأندونيسيا الذين يطلبون الرزق للعمل فأطلقتُ عليهم اسم الطيور المهاجرة، أي أنهم مثل الطيور الذين يأتون إلى رزقتهم ومن ثمّ يرحلون إلى بلادهم".

وأشارت إلى أن هنالك الكثير من الفنانين وأشخاص سياسيين قد كان تعليقهم على لوحاتها بأنها أول رسّامة تضيء على هذه الفكرة.

وأضافت: "أنا أحببت أن أوجه خطاب للعالم أن هؤلاء الناس لهم إحساسهم وكرامتهم، أتوا فقط للعمل ويجب احترامهم ككيان إنساني".

وعند استفسار دام برس عن المدة التي تأخذها لترسم لوحة بهذه الدّقة المتناهية، فأجابت: "اللوحة الواحدة ممكن أن تستغرق أشهر".

ولفتت إلى أنها عادت لعالم الرسم عندما أصبحت خالية المسؤولية بعد تخرج ابنتها من الجامعة ووفاة زوجها، فكثّفت  مهاراتها لتعلّم الرسم في مركز أدهم اسماعيل ، وفرغَّت نفسها لسنوات وهي ترسم بورتريه الوجوه إلى أن أصبح لها معرضها الأول في عام 2010.

وعن ملاحظاتها حول أعمال زميلها في المعرض الفنان رائد طليمات فقالت: "لديه القدرة على الرسم بمنتهى الدّقة والجمال والتقنية العالية، إلا أنني إجمالاً الطريقة السريالية لا أتقبلها كثيراً لأنها خيالية وأنا أحب الميل للواقع في رسوماتي وحتى في حياتي لأنني أحب الحقيقة".

بجانبه السيد رائد طليمات، لديه ماجستير في مجال الهندسة المدنية، بالإضافة إلى كونه خبير تغذية، التفت إلى مجال الرسم وتعلّم أصوله منذ سنتين، قال عن لوحاته: "رسوماتي سريالية توحي بالأمل وكل لوحة لها فكرة معينة، وممكن أن تأتيني أفكار لأطبّقها على لوحاتي من خلال مناماتي".

وعند استفسار دام برس عن سر محبته وإتباعه للمدرسة السريالية فأجاب: "السريالي يعطي مساحة أكبر في التعبير ويمكن أن أرسم أي شيء لا يمكن حدوثه في الواقع فمثلاً سلفادور دالي في إحدى لوحاته رسم سفينة وبدلاً من الأشرعة وضع فراشات".

وأضاف: "اتباع الطريقة الواقعية في الرسم لا يعطي مجال للتخيل ويكون محدود، فعندما يرسم الفنان طبيعة صامتة فهو ينقل الواقع حرفياً، أما عندما يعطي الإنسان الحرية لنفسه ليرسم ما يفكّر به حتى وإن كان أحلام فهذا يعتبر شيئاً رائعاً".

ولفت إلى أنه يستمتع  بجمع المتناقضات في لوحاته، فهذه الطريقة تجعل الإنسان يفكّر قليلاً للبحث عن الرمزية المقصودة.

بدوره الفنان مصباح البيبيلي لفت إلى مدى الجهد الذي عانت منه الفنانة فدوى الرهونجي في كل لوحة إلى أن وصلت إلى هذه النتيجة في دقتها المتناهية.

وأضاف: "هي اعتمدت في رسوماتها على شخصيات يسمّونهم بالعامية (شغّالات) إلا انها تعاملهم كإنسان وحتى بأنها تداويهم وتعطيهم كافة مستحقاتهم، فهي ترفض الطبقية تماماً وهذا ما أرادت أن توصله من خلال معرضها".

مشيراً إلى رسومها الزيتية الملفتة للنظر.

وعن لوحات الفنان رائد طليمات قال: "هو يرسم بالألوان الخشبية ولوحاته تعتمد على أفكار معيّنة أثّرت فيه، يرسم بطريقة متناغمة".

لافتاً إلى أنه كبداية عرض له كان موفقاً فيه، متمنياً له المزيد من التطوير والتقدّم في المراحل القادمة.

وفي ختام حديثه وجّه شكر لمؤسسة دام برس الإعلامية في اهتمامها بالفن والفنانين بشكلٍ عام.

ومن المتابعين كان السيد عبد الفتاح حمادة الذي قال: "ميزة هذا المعرض بأنه كان بمشاركة سيدة بسنٍّ متّقدّمة، وكانت مبدعة".

وأضاف: "أتمنى منها ان ترسم في المرة القادمة بيوت دمشق القديمة بشجرها وكافة تفاصيلها فهي لديها قدرة خاصة على رسم الواقع بدقّة".

وفي ختام حديثه تمنى لها حياة سعيدة وطيبة.