Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 12:01:56
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مصباح البيبلي يكشف لدام برس المعيقات التي يتعرّض لها الفنان التشكيلي في سورية

دام برس - نور قاسم :

يقول أحدهم : الفن زخارف ، زخارف أقوال وزخارف أفعالٍ ونقوش ، فالفنون بكافة أنواعها هي أساس الحياة ومن صلب الوجود وعمق الثقافة ،وتهذّب الروح والفكر والأخلاق، وتُضفي قيمةً وميزة سواءً على الفنان أو المجتمع الذي يمثّله.

دام برس تُعنى بالفن والفنانين وتحرصُ على تسليط الضوء عليهم وعلى كافة الفعاليات الفنية لتعكسَ للعالم أجمع الوجه الحضاري والمليء بالغِنى لبلد الشمس سورية.

اليوم سوف يكون الحديث مع الفنان التشكيلي مصباح البيبيلي مواليد 1944 خرّيج كليّة الفنون التشكيلية سنة 1979، الذّي يُشهَدُ له ببصمته المتفرّدة، وخاصةً بأنه من خلال لوحاته يُجسدُ أبحاثاً كان قد قام بدراستها حول الكونيات والوجود تِبعاً لريمَن وأينشتاين وماكسويل وغيرهم، متحدّثاً من خلال أعماله الفنية عن الكونيات والفراغ الزمني والبُعد الرابع الكوني، ممثلاً سورية في العديد من المعارض المنفردة التي أبدع فيها في عددٍ من البلدان الغربية والعربية.

في بداية اللقاء تكلّم عن معارضه الفردية طيلة مسيرته الفنية والتي بلغَت (18) معرضاً فردياً منها ما عُرض خارج سورية ومنها داخلها.

مشيراً إلى أنَّ أول معرض له كان في هامبورغ سنة  1979 بعنوان "دمشق من أقدم مدن العالم" وعند استفسار دام برس عن الأصداء حول المعرض من قِبَل الفنانين الألمان فأجاب: "أبدى الفنانين والزّوار الألمان استغرابهم بوجود سوريين يمتلكون موهبة الرسم باحترافية ،وقد بيعَ قسم من اللوحات".

وأما معرضه الثاني فقد كان في كوبنهاغن الدنمارك بعنوان "معلولا الزرقاء" ، ومعرضه الثالث أيضاً كان في كوبنهاغن، وعن معرضه الرابع بأنه كان في صالة الشعب في دمشق برعاية وزارة الثقافة بعنوان "حرية الإنسان" متطرّقاً إلى حرية الإنسان بشكلٍ عام في أي مكان في الكرة الأرضية.

وعند استفسار دام برس عن مدَى الإقبال آنذاك إلى معرض في دمشق والفارق بين الزائرين المتوافدين سابقاً والآن، قال:"الجمهور سابقاً كان أكثر إقبالاً متعطّشاً لرؤية الأعمال الفنية التشكيلية وقد دخلَ إلى معرضي آنذاك 3000 نسمة خلال عشرة أيام بناءً على إحصائيات الموظّف الذّي كان يؤيد الوافدين، وأقوى المعارض في سورية كانت في الفترة ما بين السبعينيات والثمانينات، وأما قلّة الإقبال الآن بالمقارنة عن قبل هو أنّ الكثيرون سافروا وأيضاً بسبب كون معارض الفنانين الآن أكثرها معاصرة ومبهمة لفهم رؤية الجمهور المثقّف العادي فهي تحتاج لأشخاص ذات ثقافة فنيّة تشكيلية معينة لفهمها، وأيضاً بسبب الأزمة والظروف المحيطة".

لافتاً إلى أنه في الوقت الحالي هنالك مجموعة كبيرة من الفنانين التشكيليين وعلى مستوى إبداعي جيّد، وبأنّ نقابة الفنانين تحتوي الآن على الآلاف المسجَّلين لديها.

لافتاً إلى أنّ نقابة الفنانين في المرسوم التشريعي لعام 2004 أصبحَ اسمها اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين لأن الاتحاد أكبر من النّقابة بحيث أنه يأخذ مجال دولي على خِلاف النّقابة التي تكون محصورة.

 

ثمّ أكملَ حديثه حول معارضه بأنه قد عرضَ عدة معارض في دمشق وحلب وأيضاً في الكويت والأردن وعن معرضه في الأردن أشار إلى أنه لَقيَ ترحيباً كبيراً إعلامياً وأيضاً من الفنانين لأن لوحاته كانت تحاكي القضية الفلسطينية فأبدت الصحف إعجابها بأن فناناً تشكيلياً سورياً يخصص معرضاً منفرداً لأجل فلسطين.

وأضاف: "ميزة معارضي كما يشير إليه العديد من النّقاد بأنها غير متشابهة، فلا يوجد معرض يشبه الآخر، وأنا أوجدتُّ أسلوب التشكيلية العنكبوتية وهذه بحثها طويل وقد أخذَت ضجّة كبيرة حينذاك وجميع الصُّحف اللبنانية تكلّمت عنها، وبعد ذلك قمتُ ببحثٍ شيّق جدّاً بمعرض الدائرة والإنسان وهي بأن أرسم على لوحات دائرية لتحويلها على مبدأ هندسة ريمَن إلى منظور كروي بحيث أن الكرة داخل اللوحة وقد عَرضتُّ في المركز الثقافي العربي في إسبانيا معرضاً بعنوان "الكروية والميثولوجيا"، ثمَّ بدأت بدراسة نظرية أعمَق وهي نظرية أينشتاين التي يتحدّث فيها عن البُعد الرابع الزمني وطوّرت الدّراسات لنظريات فضائية عندَ ماكسويل وريمَن وأينشتاين وكروس وأفكار كارل ساغان عن وجود أكوان ثانية، فقمتُ بمعرض في الثمانينات في إسبانيا باسم "الشرق والمعاصرة والبُعد الرابع الكوني" أخذتُ عليه عدّة شهادات وجوائز من بينها ميدالية ذهبية وميدالية الثقافة والفنون من وزارة الثقافة الإسبانية وأخذتُ لَقَب مايسترو، وثم انتقلتُ إلى فرنسا بمعرض الشّرق المعاصر وهذا المعرض أيضاً أخذَ ضجّة كبيرة في فرنسا مدينة بواتييه".

وعند استفسار دام برس عن المنبع الأساسي لهذه الأفكار التي قام بدراستها وتجسيدها في لوحاته فأجاب: "فكرة قيامي بهذه الأبحاث بانه وأثناءَ قيامي بالمعارض خارج سورية كانوا يستغربون بأن سورية تمتلك حضارة، ففكرتهم عنّا بأننا شعوب بدائية بالرغم من اننا لدينا حضارتنا منذُ آلاف السنين قبل أوروبا، وهذا الشيء الذي جعلَ في داخلي ردّة فعل فأنا أفتخر بهويتي وسوريتي وشعرتُ بأنه يجب عليَّ تقديم شيء لم يقدّمه أحد آخر، فالطموح كان كبير جداً وبدأت الدراسات لديّ بربط الفن بالعلم في أواسط السبعينيات، فالدراسات كلّها حول النّظريات الكونية صوّرتها ضمنَ مفهوم فنّي تشكيلي ولذلك في معرضي القادم سيكون بعنوان (طُرق الفضاء وسَقفُ السّماء)".

وهنا كان سؤال دام برس عن مدى تقبّل الناس لأفكاره التي يحاول أن يوصلها من خلال لوحاته وخاصته بأنه سوف يعرضُ في دمشق بعد حوالي شهرين معرضاً بخصوص الكونيات فأجاب: "يوجد شَطحَة كبيرة في رسوماتي وأبحاثي وربما مع الأيام يتقبّلها النّاس، ولكن الذي يهمني بأنني أضع بصمة لفنان سوري لا يُشبه أي فنان أوروبي، فنحن كفنانين سوريين لا نقلُّ ثقافةً وعلماً عن أي فنان أوروبي أو أمريكي من أي بلد كان، لنا حضارتنا وثقافتنا وجذورنا وفي ذات الوقت لنا تجاربنا ودراستنا التي تُثبتُ بأننا وَضَعنا بصمَة فنيّة للفنون التشكيلية وخاصةً بأننا نملكُ موروثاً يزخرُ بكلِّ ما هو جميل".

وعند استفسار دام برس عن المشاكل التي يعانون منها كفناني تشكيليين فأجاب "إن أهم المعيقات التي يتعرض لها الفنانين التشكيليين هي":

- قلّة الجمهور الذي يتابع المعارض بسبب الظروف الرّاهنة وسفر غالبية المهتمين بهذه الفنون.

- عدم التأمين ال

 

صحي للفنانين الكِبار في السّن الذين قاموا بمعارض جماعية وفردية خلال أربعين عاماً وأكثر.

- أكثر الفنانين السوريين الذين رفضوا ترك سوريتهم وأعطوا الفن التشكيلي حضارية وبصمة خاصة لسورية لا يوجد لديهم مراسم شخصية، بالرغم من أن هذه المشكلة قد حُلّت في حلب عندما قام محافظ حلب في الثمانينات بإعطاء الفنانين التشكيليين برّاكات كمراسم وضعِت في حديقة السبيل، بينما في دمشق عندما وضع محافظ دمشق في الثمانينات برّاكات للفنانين في حي الصالحية أُزيلت بعد ذلك بحجّة أنها تعرقل سير المُشاة، وأضاف: "نحن نتأمل أسوةً بمراسم حلب الموجودة في الحدائق العامة والتي تعدُّ وجهاً من وجوه الحضارة الفنية والسياحية بأن تُقام برّاكات كمراسم في حدائق دمشق الكبيرة كحديقة التجارة أو السبكي أو الجاحظ، فبذلك يتعرّف الناس على الفنون التشكيلية بصورة أعمق".

- أن تتبنّى الجهات العليا معاشات تقاعدية للفنانين الذين أصبحت أعمارهم ما بعد السبعينات ليتمموا نشاطهم الفني بارتياحٍ ودون قلق أو تفكّر بماسيحدث في شيخوختهم.

- وأشار إلى نقطة هامة بأن الفنانين التشكيليين السوريين الأعضاء في نقابة الفنون الجميلة كانوا يحصلون على خصم بقدر 50% من أجور طائرات الخطوط الجوية لإقامة معارضهم ونشر فنونهم التشكيلية خارج سورية، إلا أن هذه الميزة توقفت منذ الأزمة آملين بعودتها لكي يستطيع الفنانين نشر أعمالهم.

وفي الختام أضاف: "أتمنى أن تتحقق هذه الأمور وخاصةً أن هنالك الكثير من الفنانين الذين آثروا البقاء حيث جذورهم، أرجو أن تتحقق هذه المطالب بشكلٍ ديمقراطي وبعيد عن أي محسوبيات".

 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz