دام برس - نور قاسم :

برعاية وزارة الثقافة افتُتح معرض الرسم بعنوان "دمشقيُّ الهوى" للفنان أحمد شمّا في المركز الثقافي في أبو رمانة بحضور معاون وزير الثقافة م.علي المبيّض ومدير عام المراكز الثقافية السيد يحيى النداف ومديرة المركز الثقافي في أبو رمانة السيدة رباب الأحمد.
لوحاتٌ ضمّت بين آفاقها ألواناً من التفاؤل والبساطة والجمال، حاكَت دمشق وحاراتها القديمة وبيئتها المختلفة بأسلوبٍ ينمُّ عن إرهافٍ في الإحساس.
وكان لدام برس عدد من اللقاءات مع الفنان وعائلة الفنان والحضور للإصغاء إلى آرائهم فيما شاهدوه في المعرض .

واللقاء الأول كان مع معاون وزير الثقافة الذي دائماً ما يهتم بالحِراك ومتابع للحِراك الثقافي بكافة أشكاله ، قال عن المعرض: "أنا أستطيع ان أشبّه هذا المعرض بأنه عدة نوافذ تطلُّ على عوالم متنوعة جميلة ومختلفة في مواضيعها ولكن ما يجمعها عنوان رئيسي واحد وهو حب دمشق، فالفنان أحمد شمّا كان في حوار فطري مع معشوقته دمشق".

وأضاف إن ما يميز هذه اللوحات هو التراث الدمشقي الواضح فيها والذي نعتزُّ فيه سواءً كان عناصر البيت الدمشقي من المدخل إلى البحيرة والنافذة وحتى الشجر الذي يعتبر صديق البيت الدمشقي سواءً الليمون أو الكبّاد.
وذَكر "لم أعرف من اختار الآخر، هل اللوحة اختارت الفنان أم الفنان اختار اللوحة".
ولفت إلى أنه معرض غني ،جميل ولطيف وهو بحدّ ذاته أحد أشكال التعافي والتّماثل للشفاء في في مدننا وكافة أرجاء القُطر، وبأن وزارة الثقافة هذا ما تسعى إلى إظهاره سواءً عبر الأمسيات أو المعارض والمسارح...إلخ
وفي الخِتام أكد على ضرورة هذه المعارض والمحافل الثقافية بشتى أنواعها لكي يعود الإنسان السوري في ممارسة دوره الطبيعي في التواصل الحضاري مع الاخرين.

بدورها السيدة رباب الأحمد مديرة المركز الثقافي في أبو رمانة قالت: "معرض يُضيف البهجة لدمشق وياسمينها وبيتها العتيق، كل جزء من لوحاته يعبق بالتراث السوري العريق".
وذَكرت بأن معرضه يضمّ حوالي 30 عملاً فنيّاً ، ودعَت الجميع لحضور هذا المعرض الذي سيستمر لغاية الخميس القادم 31/8/2017.

بدوره الفنان الذي رسم هذه اللوحات السيد أحمد شمّا عبّر عن سعادته في اختيار إدارة المركز لعنوان معرضه "دمشقي الهوى".
أضاف "كلنا دمشقيو الهوى، المعرض يتحدث عن دمشق من خلال نقل مباشر للأحياء والأسواق والمسجد الأموي".
وذكر بأنه ضِمن لوحاته أعادَ إحياء بعض الصور الوثائقية العائدة إلى عام 1870 من خلال إعادة رسمها في لوحات زيتية.
وختم حديثه بتوجيه شكر كبير إلى وزارة الثقافة باهتمامها بالفن والفنانين وبإدارة المركز الثقافي
ولمؤسسة دام برس.

وفي المعرض لفت نظر دام برس ابنة الفنان التي تشاهد المعرض عبر شاشة الموبايل في إحدى برامج التواصل ، فابنته الوحيدة هلا موجودة في السعودية ولم تسعفها الظروف للمجيء إلى معرض والدها وتتابعه عن قرب.
دام برس أحبت أن تُشعر ابنته بالقُرب فتحاورت معها بحيث عبّرت عن حزنها لعدم مقدرتها التواجد في صالة العرض تشارك أبيها الفرحة.
وعند استفسار دام برس عن شعورها برؤية الحشود ولوحات أبيها المعروضة أجابت بأن داخلها مشاعر جميلة من الفخر لنجاح والدها في مجاله الفني ، وتمنت له دوام التقدم والتوفيق.
وختمت الحديث بأمنيتها في المعارض القادمة أن تكون بجانبه ، ودام برس تتمنى ل هلا ذات الأمنية وأن تجتمع بوالدها عن قريب.

بدوره محمود شمّا شقيق الفنان أحمد قال: "أحمد منذ طفولته رسّام، واحترف الفن بجهده الخاص، فالرسم موهبة ربانية وصَقلها فيما بعد بمجهوده الخاص ودخلوه لمعهد تعليم الرسم بحِرفية أكثر".
وعن اللوحات المُشاركة في المعرض ذَكرَ بأنها دليل على محبته للشام وعشقه الخاص لأزقة دمشق القديمة.

وأشار إلى أن أخاه لديه الكثير من الأفكار التي يريد أن يعّر عنها في رسومات قادمة.

أما بدرية الكردي ابنة خال الفنان احمد شما عبرت عن فخرها وسعادتها بالفنان أحمد شمّا مُشيرة إلى أنه فنان يرسم بإحساسه وهو الذي يتحكّم بالريشة وليس العكس.
وأضافت "لا يقبل أن يكون في لوحاته أي خلل أو خطأ".
وختمت بامنياتها الصادقة له بالنجاح والتميز

وأما أحمد نضال ابن عم الفنان فأشار إلى أن أكثر ما يميّز اللوحات المعروضة هي الإضاءة والبهجة التي ترافق اللوحات.

وأضاف "هو في الأساس فنان فوتوغراف ولعلّ هذا سر انعكاس إضاءة الألوان على لوحاته".
وأشار إلى تفاؤله الواضح من خلال ألوانه المبهجة التي يستخدمها.
وختمم بالقول إن الفنان احمد شمّا هو فلسطيني الأصل ولكنه دمشقي الهوى.

بدوره الباحث التراثي مازن ستّور، قال: "لفتَ نظري في المعرض تعدد الأماكن والأفكار والألوان، يوجد هنالك إبهار وإدهاش وتألق من الفنان".
وأضاف بأن هنالك مؤشر واضح على النهضة الفنية ضمن هذه الأجواء القاسية التي نعايشها في سورية.
وختم حديثه بامنياته بالتوفيق للفنان أحمد وانتظار المزيد من العطاء والإبداع وتصوير الواقع بجمالياته