دام برس - نور قاسم :

الفنون التشكيلية من أهم الفنون التي تُشَكِّل بصمةً خاصة سواءً بالنسبة للبلد أو الفنان الذي يمثِّل هذه البلد من خلال أعماله، وخاصةً إذا كان الفنان يشارك لوحاته في معارض عالمية، وهذا ما نجده عند الفنان نزار الحطّاب الذي أتى من حلب إلى دمشق ليشارك في معرض تحت شِعار (معرض سورية الياسمين) أُقيم في فندق الداما روز برعاية السيد وزير السياحة بشر اليازجي بحضور ممثل وزير السياحة مدير سياحة دمشق المهندس إليان خوري، سفير النوايا الحسنة د.محمد رجوح، ومعاون وزير الثقافة السابق السيد علي القيّم وعدد من النُّخب الفنية والثقافية.

وفي لقاء مع المهندس إليان خوري ممثل وزير السياحة قال لدام برس : إن وزارة السياحة دائماً ما تهتم بالفن والفنانين وخاصةً الفنون التشكيلية وتعمل على دعمها وخاصةً إذا كان لفنان مثل نزار الحطَّاب.
وعند استفسار دام برس عن رأيه باللوحات بعد أن جال في أرجاء المعرض وخاصةً بأنها تحمل الطابع الأنثوي فأجاب بأن الفنان نزار كما شرح لنا أراد أن يرمز للمرأة من خلال لوحاته بأنها هي الأرض وكل شيء في الوجود.
وأضاف بالقول "أرى بأن المرأة هي أساس البنيان ونصف المجتمع، وجديرة بأن تكون ضمن رمزيات لوحات جميع الفنانين".

بدوره نزار حطّاب الفنان الذي رسم في هذا المعرض لفتَ إلى أنه يشارك منذ عام 1997 في جميع المعارض داخل القطر وخارجه، وبأن هذا المعرض هو ال51 الفردي له ، وبأنه أيضاً شارك ب 4 معارض فردية في أوروبا.

وعن لوحاته قال: "لوحاتي تتحدث عن الحلم والإحساس الداخلي للإنسان والبلد الذ نعيش فيه، والعنصر الأنثوي الطاغي على كافة رسوماتي في المعرض يرمز إلى الوطن، فالفنان دائماً ما يلجأ إلى المرأة في أعماله الفنية للترميز"

وأضاف: "نحن من قلائل الفنانين الذين آثرنا إلا البقاء هنا لنشارك بجميع أنواع الفنون لنثبت للعالم أن الحرب لم تؤثر على المسيرة الفنية بل أصبحت أكثر إغناءً عن قبل".

وعند سؤال دام برس عن المعارض التي سيشارك فيها خارج القطر قال بأن لديه معرض مهم في بيروت، وبأن هنالك دعاوي له من متحف اللوفر في فرنسا ومتحف بيكاسو في إيطاليا للمشاركة.

وكان لدام برس أيضاً لقاء مع معاون وزير الثقافة السابق السيد علي القيّم بحيث قال: "الفن دائماً كان يرافق الأزمات، الفنان هو أول من يتحسس الواقع وجماليات هذا الواقع ومنهم الفنان نزار حطّاب".

وعن رأيه في اللوحات المعروضة أجاب بأن نزار لديه من مزيج من الحب لتاريخ وحضارة سورية، لذلك نجد في لوحاته البانورامية هذا العشق المتجذّر في أعماله.

وأضاف "إن بعض الناقدين يمكن أن يقولوا بأن لوحاته تتسم بسِمة معينة ولكن إن دلَّ هذا على شيء فهو بدلُّ على أن له هوية وبصمة خاصة.

وعند سؤال دام برس عن رأيه بالفن التشكيلي بين الماضي والحاضر باعتباره شارك سابقاً في افتتاح الكثير من المعارض فأجاب: "إن الفن التشكيلي في سورية دائماً متقدّم ومتطور، وهو الرائد بين المعارض في الوطن العربي وهنالك فنانين يشاركون عالمياً أيضاً، فالفن التشكيلي يجب أن يواكَب ويُدعَم فهو يعتبر بمثابة السلاح أيضاً والتي تعبّر عن بصمة وهوية الوطن".

وبالنسبة للدكتور فراس رجوح لفَتَ إلى أن الفنانين مازالوا يعملون في بالأزمة وبالرغم من أنه أصبح هنالك ضعف بصالات العرض والمعارض، إلا أن الفن التشكيلي السوري باقٍ وحي لا يموت.

وأضاف إن لدينا فنانين لديهم مشاركات في معارض عالمية في دول مشهورة بحبها للفن أمثال فرنسا وإيطالية، وبأنه من فترة قليلة كان هنالك مشاركين في معارض الصين وروسيا، بحيث أثبت الفن التشكيلي السوري جدارته بين المعارض العالمية.

وأضاف إن الفنان نزار في لوحاته رسم مجموعة من النسوة بمشاعر خاصة وربطهم بالموضوع الوطني ضمن مدينة أو قرية وشعرت بمشاعر فياضة من خلال رسوماته التي اختلطت بالألوان الزيتية والأكريليك.

وفي ختام حديثه أشاد بدور الإعلام الكبير في إبراز الفنون.

وكان لدام برس لقاءات مع عدد من الفنانين التشكيليين لسؤالهم عن آرائهم بما عُرض بحيث لفتت الفنانة التشكيلية سوسن حاج ابراهيم بأن الفنان نزار يتعمد دائماً أن يعبّر من خلال الأنثى، وفي لوحاته هذه كان يعني بالمرأة سورية وخاصةً بأنه تقصّدَ في لوحاته وضع الحمامة البيضاء فوق رأس الأنثى والذي يدلُّ على أن سورية هي الأمان والسلام.

وأضافت إنه معرض فيه الكثير من المواضيع وبذات الوقت المرأة هي التي كانت تمثِّل كل شيءٍ لديه، فهنا نرى لوحة لامرأة في القدس لتعبّر عن الوطن، وهنا نرى امرأة مع الجِرار الجميلة لتعبّر عن تراثنا، بحيث وظّفها بطريقة ذكية ورائعة.

وبدورها الفنانة التشكيلية عبير أحمد قالت: "دائماً الأنثى هي محور الفن لكل العصور أكثر من الرجل، ولكن أنا أيضاً مع إضافة الرجل كنوع من التجديد".

وأشارت إلى جمالية الأعمال الفنية التي قدّمها الفنان نزار الذي تبدو فيه الألوان واضحة ونظيفة، وبأنه قام بمزجها بصورة لطيفة تضفي لمسةً خاصة له.

وأما بالنسبة للفنان التشكيلي المخضرم مصباح البيبلي قال: " إن لوحات الفنان نزار جميلة وهو فنان متمكِّن، والمرأة لديه دائماً تعطي تعبير سيكولوجي، فكما نرى في هذه اللوحات بان ملامح الوجوه تدلُّ على الترقُّب وبأنها تعبّر عن آلام داخلية للمرأة ليرمز إلى الآلام الداخلية للوطن".

وأضاف ما يميز فنانينا أن لهم شخصيتهم وهويتهم الخاصة ورافضين للإقتداء بالفنانين الأوروبيين، فبلادنا لها حضارتها منذ آلاف السنين كما أنها بلاد الشمي والألوان، فتكون الألوان واضحة في لوحاتنا على عكس الألوان المُستخدَمَة في بعض الدول الأوروبية التي تميل للون الرمادي.

وعند سؤاله عن رأيه بوجود الطابع الأنثوي المتكرر في كافة لوحاته قال بأن هذا ليس عامل سلبي إذا كان في معرض واحد فهو في معرضه هذا أراد محاكاة مشاعر داخلية وحالة معينة فكل لوحة تكمّل الأُخرى، ولكن من الأفضل أن لا يتكرر في باقي المعارض كي يكون هنالك تنويع في أعماله.

وفي ختام حديثه قال أتمنى على الفنان نزار أن يرسم المرأة في المرة المُقبلة بوجه أكثر إشراقاً بدلاً من هذه الحزن والآلام التي نراها في الملامح، فنحن لدينا أمل بأن هذه الأزمة هي سحابة صيف وستمضي وستعود سورية إلى رونقها وابتسامتها، فسورية هي أم السلام والمجد والحضارة.

وأما عن محمد الكاظمي مدرس فلسفة قال بانه متابع للأعمال الفنية منذ 23 عام ، الفنان نزار لديه رؤية خاصة لإظهار الحالة النفسية للمرأة من طهارة ورُقي وجمال والخصوبة.

وأشار إلى أن الألوان المتناسقة مع بعضها البعض لها وقع خاص بالنظرة البصرية.

ولفت إلى إدخال الطابع الطبيعي والعمراني في لوحاته بطريقة فيها انسجام تشدُّ الأنظار.