دام برس:

أكد وزير الثقافة محمد الأحمد استعداد الوزارة لتقديم كل ما يلزم وفق الإمكانات المتاحة لتعزيز وتطوير العمل الثقافي إيمانا بأن المواجهة اليوم مع أعداء الوطن هي مواجهة ثقافية ايضا مثلما هي عسكرية.

جاء ذلك خلال زيارته اليوم لصرح الثورة السورية الكبرى في بلدة القريا ومتحف السويداء الوطني اطلع خلالها من القائمين والمشرفين عليهما على أقسامهما ومقتنياتهما التي تعكس الإرث النضالي والتاريخي والحضاري العريق للمحافظة اضافة لما يعانيانه من بعض الإشكالات المتعلقة بالرشوحات والرطوبة وحاجتهما لأعمال إعادة التأهيل والترميم والعزل.

وأشار الوزير الأحمد إلى أن الوزارة تولي صرح الثورة السورية الكبرى كل أهمية وأولوية وستقوم بما هو مطلوب له وهناك خطوات مهمة سيتم العمل بها مع بداية العام المقبل ليكون كما يستحق تقديرا وتخليدا لنضالات وبطولات قائد الثورة السورية الكبرى المجاهد سلطان باشا الأطرش ورفاقه المجاهدين الذين قاوموا المستعمر الفرنسي وصنعوا استقلال سورية وصانوا أرضها ووحدتها وأعطوا دروسا في النضال والمقاومة والانتماء يستفاد منها على مر الأجيال.

من جهته لفت محافظ السويداء عامر ابراهيم العشي إلى ما تمتاز به محافظة السويداء من غنى وإبداع في الشأن الثقافي والفني بمختلف أنواعه وأهمية إعطاء كل اهتمام ودعم لمتابعة هذا الشأن وتطويره وتنمية المواهب وكذلك تقديم العون والدعم لمعالجة ما يحتاجه صرح الثورة السورية الكبرى من أعمال ترميم وبعض الاستكمالات.

من جهته أشار امين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي تكليفا في السويداء المهندس يحيى الصحناوي إلى أهمية الاهتمام بالعمل والخطاب الثقافي وتطويره وتوفير مقوماته في وقتنا الراهن في مواجهة الفكر التكفيري المتطرف وتكريس ثقافة الإبداع والجمال والمقاومة والحياة في وجه ثقافة الموت والظلام والجهل منوها بالمنطلق القومي والعروبي للاجداد وحفاظهم على وحدة الوطن واستقلاله وهو ما يتابعه اليوم الأحفاد عبر تصديهم للإرهاب والعدوان وتحقيق الانتصارات بفضل صمود الشعب السوري وبطولات جيشه ودماء شهدائه وحكمة وشجاعة قيادته.

وخلال لقائه بعض القائمين على الشأن الثقافي في المحافظة في مديرية ثقافة السويداء استمع وزير الثقافة إلى صعوبات ومعوقات واحتياجات العمل والمقترحات والأفكار التي تسهم بتطوير العمل والحركة الثقافية في المحافظة ولا سيما حاجة بعض المراكز الثقافية لإعادة التأهيل والترميم وتزويدها بمستلزمات العمل من تجهيزات ومعدات ووسائل نقل وتأمين مستخدمين وحراس لبعضها ولا سيما في صلخد إضافة إلى إعادة إقامة المهرجان المسرحي بالمحافظة ودعم بعض المهرجانات الثقافية فيها.

كما دعا الحضور إلى ضرورة إقامة متحف ومعرض دائم للمقتنيات التراثية ودعم نشاطات ومشروعات دائرة تعليم الكبار ورفع أجور وتعويضات المحاضرين ومدرسي معاهد الثقافة.

وفي معرض رده على المداخلات أكد الوزير الأحمد أن كل ما طرح هو محط اهتمام وحل ومعالجة وفق الإمكانات المتاحة والأولوية مع التأكيد على دعم مديريات الثقافة والأنشطة الثقافية وتشجيعها والعمل لتذليل الصعوبات ومعالجة بعض التشابكات في موضوع العائدية والإشراف على المراكز الثقافية مع وزارة الإدارة المحلية.

ونوه الوزير بما قدمته محافظة السويداء المتجذرة بالتاريخ للثقافة من رموز كبيرة من فريد الأطرش وأسمهان وفهد بلان وغيرهم من المبدعين في شتى المجالات وقبلهم المجاهد الكبير سلطان باشا الأطرش ورفاقه بإرثهم النضالي المجيد مشيرا إلى أنه طلب من محافظ السويداء إمكانية تأمين أرض لإقامة دار سينما عليها بالمحافظة مع إمكانية تخصيص الطابق الثاني في متحف السويداء كمتحف ومعرض دائم للمقتنيات التراثية.

من جهته لفت مدير المراكز الثقافية في الوزارة إياد مرشد إلى الجهود التي تبذلها الوزارة لدعم المراكز الثقافية ومتابعة احتياجات مديريات الثقافة مع الجهات ذات العلاقة نظرا لتشابكات العائدية الإدارية والمالية لها مشيرا إلى مخاطبة وزارة المالية لرفع اجور المحاضرين بالمراكز الثقافية والموضوع قيد الدراسة فيها.

وفيما يتعلق بوضع المركز الثقافي العربي في مدينة صلخد أشار مرشد إلى قدوم لجنة مؤخرا درست احتياجاته وحاليا أجهزة الإضاءة والصوت قيد الدراسة وسيتم تخصيص الاعتماد المالي لها لتنفيذها.
بدوره لفت مدير الثقافة بالسويداء منصور حرب هنيدي إلى ما توليه وزارة الثقافة من اهتمام للحركة الثقافية في المحافظة والتوسع بالمراكز الثقافية حيث تم افتتاح مركزين جديدين في الآونة الأخيرة في قريتي مردك وسالة رغم الظروف التي يتعرض لها الوطن مع الإشارة إلى حاجة بعض المراكز التي أحدثت منذ فترة طويلة إلى ترميم وتوفير بعض المستلزمات والأجهزة والمعدات والأثاث مبينا أن المحافظة تضم 22 مركزا ثقافيا و3 محطات مكتبية و8 معاهد للثقافة الشعبية و مراكز للفنون التشكيلية إضافة لمعهد فريد الأطرش للموسيقا ودائرة تعليم الكبار.

وفي ختام زيارته لفت الوزير في تصريح للصحفيين إلى أن العمل الثقافي مستمر وحيوي ومتجدد والوزارة تقوم بنشاط ملحوظ للارتقاء به مشيرا إلى وجود مشروع لإحداث معهد السورية للكتاب وإطلاق الكتاب الصوتي وكذلك مجلات تعنى بالترجمة مع إقامة معرض الكتاب الذي أعيد إطلاقه العام الماضي إضافة إلى أنه سيكون للوزارة مشاركة كبيرة في معرض دمشق الدولي في شهر آب المقبل.