دام برس:
غسان البطل المناضل, الأديب الذي أهدى روحه لوطنه ، تلك هي الصورة التي يعرف العالم بها الكاتب الفلسطيني "غسان كنفاني " , لكن ما لا يعرفوه هو غسان العاشق الوله الأمر الذي أتضح للعالم أجمع بعد أن نشرت الأديبة السورية غادة السمان رسائل كنفاني العشقية لها في كتاب "رسائل غسان كنفاني لغادة السمان " في الذكرى العشرين لإغتياله عام 1992 .
قصة عشقه هذه لم تكن سراً , حيث أن غسان كتب عن غادة في زواياه الأدبية وأماكن أخرى عديدة ,لكن لأسباب دينية وإجتماعية , حُكم على هذه القصة بالموت كمصير بطلها وأن تخلد فقط في رسائله وحدها .
تعد هذه الرسائل من الناحية الأدبية أحد روائع العشقيات التي من الممكن أن تُقرأ اليوم لما امتزج فيها من حبٍ وتيه , من نضال آخر لقضية تشترك فيها داخل جُنبات كنفاني إمرأة ووطنٍ مُفدى .
لكن من نواحٍ أخرى , لاقت سمان انتقادات واتهامات كبيرة بعد نشرها الكتاب لما اعتبره البعض إهانة لذات غسان الصلب القوي , وهو من مات وعاش على أنه الثائر الذي أنهى الموساد الإسرائيلي حياته نتاجاً لما قدمه للقضية من مقاومة ونضال . فكيف لشخصٍ كهذا أن يستميت بحب امرأة بل ويخضع تحت سطوة نرجسيتها كما ظهرت سمان خلال الرسائل . إضافة لما عده البعض اعتداء على خصوصية مشاعره ونشرها أمام الجميع بعد كل هذا الوقت هو "نتاج العجز الأدبي" الذي آلت إليه سمان وما نشر الرسائل سِوى محاولة لتسليط الأضواء عليها مُجدداً .
و من هذه الق نرى أن بداخل كل إنسان مهما بلغ من القوة والنضال جانب خفي وهو جزء لا يتجزأ من كونه بشراً آدمي ، ولابد عدم نسيان أن هؤلاء "المقاومين " هم في نهاية الأمر بشر من لحم ودم والمشاعر حق طبيعي وفطري لهم سواء بان هذا الجانب أو خفي .
لين السعدي