دام برس - رشا ريّا -  اللاذقية :
عند زيارة دار الأيتام باللاذقية للمرة الأولى كنا خائفين مما يكمن وراء الأبواب، أمّا اليوم فندخله صعوداً على ذات الأدراج، ومن الباب ذاته بكامل الثقة بعدما ألفنا المكان، و الزيارة هذه المرة كانت بصحبة الممثلة السورية "جيني اسبر".

 تدخل الدار لتستقبلك وجوهٌ مبتسمةٌ، متفائلةٌ،و سعيدةٌ بوجود أشخاص لازالوا وإنسانيتهم على وفاق، الفرح والكثير من صخب يصل أذناك كنغمة موسيقية، وفرحة أولادٍ ينتظرون بفارغ الصبر مقابلة شخصية اعتادوا رؤيتها من خلف الشاشة التلفزيونية، وها هي اليوم ستصبح أمامهم.

جيني اسبر (ممثلة سورية) دخلت وقد غلّفت حبها بأناقتها المعهودة، تحدثت لدام برس عن سعادتها وتفاجئها بتنظيم المكان، والاعتناء الواضح بالأطفال: "دور الفنان في زرع البسمة و نشرها هو دور مهم، فأقل ما يمكن تقديمه هو محاولة الوقوف مع هؤلاء الأطفال، وإسعادهم ولو بتفاصيل صغيرة، إضافةً لدور هذه الجمعيات الهام والعظيم، فأنا حقاً على قدر عالٍ من السعادة بعدما دخلت ورأيت مستوى الاهتمام، والعناية الواضحة من جميع الجوانب".

 لم تستطع الطفولة الخجولة أن تعبر عن فرحتها فاختارت الجلوس بالمكان المخصص لها مترقبةً، تقترب للاستفسار فتجيبك "قاعدين هون لنبين شطورين، ونحنا عنجد كتير مبسوطين".

أمّا وليد اسمر (مدير دار الأيتام) الذي اعتاد ألا تفارق البسمة محياه عبّر لدام برس عن سعادته بهكذا مبادرات "نحن في حالة مستمرة لمحاولة دمج الأطفال مع المجتمع، إن كان مع الجمعيات الأهلية التي تساعد دائماً بمتطوعي التنمية البشرية والدعم النفسي، أو المبادرات الفردية كزيارة الممثلة جيني اسبر، فهذا يعزز فكرة تعارفهم على الفنانين الموجودين بسوريا، خاصةً أنَّ الطفل اليتيم تحديداً له وضع نفسي خاص وهكذا مبادرات تساعده على الاختلاط  بالمجتمع مثلما تساعد في تحسين حالته النفسية".

 اختارت السماء أن تؤجل خيرها للحظة الخروج او ربما لم تستطع إلاّ التعبير بطريقتها، لتوصل نصها بلغة الماء، مؤكدة القول "إنما الناس سطور كتبت لكن بماء".