دام برس- مرتضى خليل محمد
ذهبت المؤسسة العامة للسينما نحو تكريس السينما في الحياة الثقافية السورية منجزةً عشرات الأفلام الروائية والقصيرة والطويلة على الرغم من الأزمة التي تمر بها سورية واستطاعت المؤسسة كسر الحصار الظالم وغير المفهوم على الفيلم السوري في المهرجانات العربية والدولية لتحصد الكثير من الجوائز المتتالية.
وتحت عنوان "الرواية السورية والسينما – السرد الحكائي ولغة الكاميرا" أقام المركز الثقافي العربي بأبو رمانة ملتقى السرديات» بإشراف الدكتور عاطف البطرس وبمشاركة عدد كبير من الشخصيات الهامة منها الفنانان جيانا عيد، وعبد الفتاح مزين.
وقال الدكتور عاطف البطرس لمؤسسة دام برس الإعلامية إن اختيار هذا العنوان موضوعاً للقاء اليوم. لم يكن تعصباً للرواية، بل رؤية مني إلى أن الرواية حاضنة التنوع، والسينما فن الجماعة وضبط الإيقاع والتنظيم، فالتنوع والتعدد والاختلاف والعمل الجماعي الموجود بالسينما يفضي إلى هدف هذه الملتقيات في الإجابة على السؤال "كيف نعيش ويجب أن نعيش على أساس التعدد والاختلاف؟"
ومن جهته، الناقد أحمد هلال قدم عرضاً بانورامياً للأعمال الروائية التي كانت مادة للسينما، طارحاً الكثير من الأسئلة "هل نعيش زمن السينما أم زمن الرواية؟- هل أثبتت السينما قدرتها على امتصاص الخطاب الروائي"، متحدثاً عن عن تجربة تحويل رواية تراب الغرباء إلى فيلم سينمائي.
وبدورها، الفنانة جيانا عيد لفتت إلى أن ما من إشكالية بين الرواية والسينما، إنما هي قيمة مضافة، إنها علاقة تكاملية، فالعمل الروائي يدخل في تفاصيل كل الظروف المحيطة بالإنسان ليكون العمل السينمائي اصطفاء من النص، مؤكدة أن السينما السورية تميزت مبكراً باتكائها على الرواية وهذا أعطى الخلود للأعمال السينمائية.
وعند سؤالها أيهما الأكثر حضوراً الرواية أو الفيلم السينمائي، أشارت عيد إلى أن رواية بقايا صور للمبدع حنا مينة قُدمت سينمائياً وتلفزيونياً.. وعندما سئل مينة عن رأيه قال: "الفيلم كان واقعياً وشديد الأمانة للرواية لكنه خالٍ من الجنون، ونجدت أنزور كان شديد الجنون والخيال لكنه لم يكن واقعياً".
تجدر الإشارة إلى أن ميدان السينما واسعاً جداً ومفتوحاً لكل المخرجين الراغبين في كسب الشهرة وبلوغ التألق، إلا أنه من المتعارف أيضاً أن تحويل الرواية الكلاسيكية لعمل سينمائي عمل صعب جداً لا يدخله إلا المخرج المتمكن من أدواته وإلا سقط في متاهة الإبداع والتفرد، وخاصة عندما يخضع النص الروائي للكثير من عمليات التجميل السينمائية بغية تحسينه فيخرج الفيلم كالعجوز المتصابية وعلى خلاف المتوقع، ذلك أن الكتابة بعدسة العين الإخراجية والقراءة التصويرية للنص أصعب بكثير من الكتابة على الورق التي تستدعي مخيلة صافية بحتة وكلفة لغوية فقط، بعكس السينما التي تتطلب ميزانية عالية وشروطاً تصويرية مبتكرة ومخيلة إخراجية خصبة وتبقى المفاضلة بين الرواية والفيلم رهناً بميول القارئ أو المشاهد ورغبته بالألفة مع الورق لأيام بين راحتيه أو تقليص المدة لبضع ساعات سينمائية.