دام برس - مرتضى خليل محمد :

المراكز الثقافية هي حاضن أساسي لأي حراك ثقافي، حيث تعمل بكل قدراتها لنشر الثقافة في المجتمع من خلال النشاطات المميزة التي يقوم بها المركز على مدار السنة، في كل ما يتعلق بالنشاط الثقافي.
حيث نظّم مركز دمشق للأبحاث والدراسات (مداد) بالتعاون مع مديرية ثقافة دمشق ندوة عالج من خلالها بالقراءة والنقد مجموعة من الكتب المُترجمة، داخل سورية وخارجها، والتي تناولت ما يجري في سورية خلال السنوات الست الماضية.
تأتي أهمية عقد هذه الندوة من كونها تساعد على تعريف الجمهور السوري بما يصدر ويُترجم ومن ثم تسليط الضوء على اللغة والمصطلحات المُستخدمة في توصيف الأحداث في سورية وأثر ذلك على تكوين الرأي العام الغربي، ومسؤولية السوريين تجاهه، إلى جانب أنها تُشجع على التأصيل للقراءة العلمية والنقدية للأحداث في سياق يحاول استجلاء بواطن الأمور ويساعد في تكوين مقاربات موضوعية بعيداً عن التجاذبات الأيديولوجية والسجالات الاختزالية.

وأكد الدكتور كريم ابو حلاوة لمؤسسة دام برس الإعلامية أن هذا النشاط رائع تم فيه مناقية عدة كتب،  حيث اجاد الاستاذة المشاركين تقديم وجهات نظرهم والقاء الضوء على نقاط مهمة من الكتاب وتحدثو عن اشياء نادرة وصعب استخراجها،  وبعد ذلك تمت ناقشة الكتب وكانت تلك المناقشة مفيدة وغنية كون هذا النمط يجعلنا نرى المسائل بمنظور أوسع مختلف، يجعلنا نراها بكل رحابة، كما يجعلنا نتفهم أن القضايا الكبرى لا تفسر بعامل واحد.

ومن جهتها، المترجمة  الدكتورة لبانة مشوح لفتت إلى أن سبب ترجمتها للكتب هو غني عن القول، كون الكتب تحمل وجهة نظرة غربية لشخص من داخل المطابخ الدبلوماسية الغربية، مؤكدة أن الكتب منهجية علمية تربط الماضي بالحاضر توضح أن ما نعيشه اليوم في سورية مرتبط بأسباب تاريخية ردها الكاتب إلى التاريخ القديم .

بدوره الكاتب والناقد نذير جعفر أكد أن هذه الهجمة الشرسة هي من الخارج من عدة دول، حيث أرسلوا بقايا القاعدة والتنظيمات المتطرف بالإضافة إلى أدوات من الداخل من مصلحتها أن تتعاون مع هذه التنظيمات بإدارة سعودية قطرية تركية من أجل الهيمنة على سورية وعلى قرارها الوطني لمحاولة تدميرها وتقسيمها.

تجدر الإشارة إلى أن الندوة استمرت ليومين، تناولت الجلستان الأولى والثانية، اللتان عُقدتا في اليوم الأول ، كتاب "الحرب القذرة على سورية: واشنطن-تغيير النظام والمقاومة"  للأكاديمي الأسترالي تيم أندرسون، من ترجمة ناهد تاج هاشم، والصادر عن مركز دمشق للأبحاث والدراسات (مداد) في عام 2016، وكتاب "الجانب الصحيح من التاريخ...الأزمة السورية"، لمؤلفته الدبلوماسية الروسية  ماريا خودينسكا-غولينيشيفا، من ترجمة عياد عيد والصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب في عام 2016، و أما في اليوم التالي فقد تم تناول كتابين هما: "داخل سورية: قصة  الحرب الأهلية  وما على العالم أن يتوقع" للصحفي الأمريكي ريز إرليخ ومن ترجمة رامي طوقان والصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون  في عام 2015، وكتاب "عاصفة على الشرق الأوسط الكبير" من تأليف الدبلوماسي الفرنسي ميشيل رامبو وترجمة د.لبانة مشوح والصادر عام 2016.