دام برس-ديما الدعبول:

بحضور السيدة ليلى صعب مديرة ثقافة ريف دمشق عرض اليوم على مسرح المركز الثقافي العربي في القطيفة عرض مسرحي بعنوان "ليش" حيث تضمن العرض عدة لوحات منفصلة ومستمدة من الواقع.

دام برس حضرت العرض المسرحي وكان لها اللقاءات التالية:

وأكدت السيدة ليلى صعب مديرة ثقافة ريف دمشق لدام برس أن العرض المسرحي الذي تقدم به عدد من الشباب والشابات الهواة هو عرض متميز من أكثر من جانب فهو متميز من ناحية الطرح ومن ناحية الأفكار ومن ناحية التعامل مع الواقع بعقلانية وبعيداً عن الشعارات وبعيداً عن الأفكار المسبقة والجاهزة فالشباب تفوقوا على أنفسهم في التعبير عن مختلف الهواجس ومختلف الآلام في لوحات اعتمدت على المونولوج الداخلي واعتمدت على الإمكانيات الفردية لكل منهم وهذه الإمكانيات التي يعملون بها بمفردهم وهذا حق علينا كمؤسسات ثقافية وإعلامية بتوفير الرعاية وهذا الجانب من التدريب.

أما عن اللوحات فهي تمثل ردة الفعل على ما يحدث في سورية وهذا ليس العرض الأول للشباب فهم خلال فترة الحرب على سورية كان هذا هو سلاحهم في مواجهة الفكر الظلامي وفي مواجهة الإرهاب وكانت هذه هي ردة فعلهم على كل ما حدث للمجتمع من تحولات وهناك أيضاً انعطاف لدى هؤلاء الشباب من الناحية الفنية أو التقنية فهم بتتالي العروض لديهم يستخدمون وسائل أكثر تقدُّم للكتابة خاصة إذا عرفنا أنهم هم من يكتبون هذه الأعمال وهم من يخرجون وهم من يتعاملون مع الإضاءة ومع الموسيقى.

بينما الإمكانيات فأشارت صعب إلى أنه ومع الأسف فالإمكانيات تكاد تكون معدومة وعرض اليوم يعتمد على اللوحات المنفردة وعلى المونولوج فكان الديكور أقل لكن في أعمال سابقة كان الشباب يأتون بثيابهم وأثاث منازلهم من بيوتهم لصنع ديكور مناسب للعرض، ومع الأسف فمع أهمية وأساس العمل الثقافي في مثل هذه الظروف ومع الشعار المهم الذي تطلقه وزارة الثقافة في مواجهة الظلام ومواجهة الفكر الظلامي بأن تكون الكلمة للثقافة، للحب، للإنسانية.. مع ذلك لا تقع وزارة الثقافة على سلّم الأولويات المادية وبالتالي ينقصنا الكثير من المستلزمات وينقص الكثير من الإمكانيات المادية وحتى بعض التشريعات القانونية في النظام الداخلي لكي نستطيع أن ندعم مثل هذه الفرق وأن نؤمن لها كل مستلزماتها ومع ذلك ما زلت أقول أنا أعوّل على العامل البشري وعلى هذا الفكر النيّر فإذا كان المستقبل على هيئة هؤلاء الشباب باعتبار أنهم هم المستقبل فيمكن أن نقول أنه لدينا أمل كبير بالمستقبل باعتبار أن هذه الصورة المشرقة للغد تنبع من وجود هؤلاء الشباب ومن إبداعهم.

بدوره نبيل مرعي كاتب ومخرج المسرحية ومؤسس فرقة "عتمة" المسرحية أشار إلى أن العرض المسرحي بعنوان "ليش" وهي كلمة نسألها دائماً للاستفسار عن شيء، و"هل: تختلف الإجابة إذا سألناها لأنفسنا أمام المرآة" و"كيف: سنرى الحقيقة" ، فالمسرحية تضم لوحات من المجتمع وهم ذاتهم الأشخاص الذين سيحضرون المسرحية فأخذناهم من الداخل من حالتهم النفسية، وتم عرض العديد من اللوحات منهم لوحة فتاة تفقد والدها ولوحة شاب لديه "عقدة" من الأهل، ولوحة "أبو عبدو" التي لخصت الأزمة بالنسبة للمواطن السوري ومعاناة المواطن من موضوع الغلاء وحتى الأزمة السياسية مع الدول الأخرى.

وبالنسبة للتحضير لعروض قادمة ومسرحيات جديدة أضاف مرعي أن الفرقة لا تتوقف فحالما تنتهي من عمل تبدأ بالتحضير لآخر والآن يجري العمل على مسرحية جديدة أعكثر تميز من هذه المسرحية وضمن الإمكانيات المتاحة والتي وجدت دعم من قبل بعض الأشخاص بطباعة إعلانات للمسرحية والأهم من ذلك أن هذه الفرقة تعمل بمحبة الشباب لبعضهم ومحبتهم لما يقدموه وهذا هو الأهم.

أما غزل شاهين المشاركة بأول عرض مسرحي كامل لها فشاركت بدور الفتاة التي تفقد والدها خلال الأزمة وهي لم تراه من قبل وتحلم أن تراه وأن ترى ابتسامته كلامه شكله لكن هذه الأشياء التي تحلم بها هي عادية وطبيعية عند الآخرين لذلك فالرسالة هي أن يقدّر كل شخص ما يعيش به من نِعم، والتدريب كان ممتع وصعب بذات الوقت على اعتبار أن لها دور كامل في المسرحية.

بينما فادي عربش 19 سنة أوضح أن التدريب على المسرحية بدأ منذ شهرين بتدريبات وكان له مشاركة سابقة في مسرحية أخرى.

من جانبه طارق عرابي من فرقة عتمة بيّن أن هذه هي مشاركته الأولى بالمسرح وأخذ دور فتاة انحرفت خلال الأزمة، وكان هناك صعوبة وخوف كبير من لكن بالتدريب وبدعم من الكاتب ومخرج المسرحية استطاع التغلب عليه.

أما محمد علي الذي كان دوره الشاب الذي خرج من حالته الطبيعية لدرجة أنه بدأ يسمع الأصوات بداخله ووصل لحالة الابتعاد عن الجميع والانعزال إلى درجة الانفصام، وحدثنا أن التدريب على هذه الحالات من العرض هو مهم جداً وعلى قدر عالي من الصعوبة.

عماد خالد طالب لدى معهد الفنون المسرحية في السنة الثالثة وكانت مهمته التعامل مع الشكل المسرحي الموجود على الخشبة وتصميم الإضاءة له وتنفيذ هذا الموضوع من الكونترول والعمل قبل العرض يتعلق بشبكة الإضاءة وتصميم الإضاءة والألوان بالنسب والزوايا وهذا ضمن دراسته واختصاصه في قسم تقنيات مسرحية ضمن المعهد ويتمد الدور من التصميم قبل العرض إلى التحكم بالإضاءة أثناء العرض، والإمكانيات الموجودة ضمن المركز الثقافي جيدة وتساعد كثيراً لكن الطموح دائما ً للأفضل.

بينما محيا عروس الذي يجسد دور الأستاذ سمير شخصية فوقية ويمكن تسميته "مستثقف" وليس مثقف، فالمسرحية تضمن عدة فقرات ولوحات ليأتي الأستاذ سمير ويجمعها ويتكلم عنها بشكل علني وواضح والتي هي في صلب التنمية الاجتماعية كما يرمز إلى الطبقة المستغلة التي تعيش على حساب الآخرين ومنهم تجار يمكن تسميتهم تجار أزمة فالشخصية تمثل رابط للمسرحية بشكل عام.

أما ابراهيم الآجا ذروات الحالات النفسية التي وصل إليها الناس خارج إطار الأزمة لكنها فعلياً داخل إطار الأزمة، فلم تتناول المسرحية مشكلة الحرب بشكل أساسي لكن كل العرض كان ينوّه إلى وجود هذه الحرب أما دوره فيدور حول شاب بقي 4 سنوات داخل منزله بسبب خوف عائلته عليه من عدة عوامل ووصل هذا البقاء في المنزل والخوف عليه إلى بقائه داخل غرفته ضمن جدرانها الأربعة لينتحر بالنهاية وهنا الرسالة بأن الخوف من أزمة يخلق أزمة جديدة.

والطفلة شهد التي أوضحت أنها شاركت بالعرض لإيصال رسالة بأن أطفال كثر يعملون لتعيش عائلتهم ورسالة إلى الأهالي والعائلات للاعتناء بأطفالهم والاهتمام بهم، وبدأت التدريب من خلال دورة تدريبية ومن ثم استمرت إلى العرض المسرحي.

وفي نهاية العرض المسرحي كرّمت السيدة ليلى صعب الممثلين ومنحتهم شهادات تقدير.