دام برس:

نظمت مؤسسة القدس الدولية (سورية) في قاعة المحاضرات بمكتبة الأسد الوطنية فعالية يوم القدس الثقافي، بحضور السيدة الدكتورة بثينة شعبان رئيسة مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية (سورية)، والدكتور طلال ناجي الأمين العام المساعد، والسيد خالد عبد المجيد أمين سر قوى تحالف الفلسطينية، ومشاركة السيد ارمين بولغاداريان سكرتير السفارة الروسية في سورية، والسيد مسعود صابري زاده، مستشار السفارة الإيرانية في دمشق، والسادة ممثلي الفصائل الفلسطينية، وبمشاركة نخبة من رجال السياسة والفكر والباحثين.

ابتدئ الحفل بالوقوف دقيقة صمت؛ إجلالاً لأرواح شهداء الأمة، ثم النشيدين العربيين السوري والفلسطيني، تبعتهما كلمة ترحيب بالضيوف الكرام، وشكْرٍ لحضورهم الفعال.
ثم عُرض مقطع مصور لفلسطين المحتلة بحدودها الطبيعية، رافقته قصائد للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش وأغنية موطني.

بدوره، ابتدأ الأستاذ الدكتور حسين جمعة المحاضرة بالشكر لمؤسسة القدس الدولية (سورية) التي تبذل جهدها لإبقاء القدس على سلم أولويات العمل، كما توجه بالشكر للقائمين عليها ولكل من لبى الدعوة وحضر، ثم قدم الدكتور المحاضِر رؤية مكثفة لتجليات القُدْس في الشعر العربي المقاوم؛ مستهدفاً إماطة اللثام عن مكانة القدس في الذاكرة الإبداعية؛ ولم يتعرض للقضايا الفكرية والسياسية والاجتماعية التي ترتبط بشؤون القدس السياسية والثقافية والاجتماعية المدنية أو العمرانية.. محاولاً إبراز نماذج عدة للقدس في الشعر العربي المقاوم مما لم يكن متداولاً في المصنفات والمنابر؛ توفرت فيه صورة للذات الإبداعية الراقية، والثابتة في الزمان والمكان.. مستشهداً بقصائد متنوعة لشعراء فلسطينيين وعرب: أحمد عبد المعطي حجازي، عبد الغني التميمي، محمد مهدي الجواهري، إبراهيم طوقان، عبد اللطيف عقل، ياسر علي.. وغيرهم.

وأكد الدكتور جمعة: "من الطبيعي أن تتقدم مدينة القدس على غيرها من المدن والأماكن لأسباب شتى قديمة ومعاصرة؛ طبيعية واجتماعية، تاريخية ودينية، ثقافية وأدبية، وقَلَّ من الأماكن ما يناظرها في الرتبة والمنزلة؛ فالقدس رَمز حضاري تاريخي غني بالدلائل والإشارات؛ فهي الأرض المباركة، والمقدسة، وبيت المقدس؛ وهي بوابة الأرض إلى السماء عند المسيحيين؛ إذ رفع منها السيد المسيح عليه السلام، وكانت مهداً له في (بيت لحم)، ومنطلق دعوته إلى المحبة؛ وفيها كنيسة القيامة. ثم هي معراج الرسول الكريم إلى سِدْرة المنتهى؛ وفيها قبة الصخرة؛ والمسجد الأقصى؛ وإليها تشد الرحال للحج حيث يلجأ المتعبدون ليكتسبوا ذائقة الصبر والإيمان والارتقاء في الجوهر الروحي للضمير الإنساني...".

في الختام أشار الدكتور جمعة إلى: "إن وعي الانتماء الوطني؛ إنما هو وعي الشهادة من أجله.. وعي الشهادة من أجل حياة تستحق أن تعاش بمروءة، لا أن تكون مغروسة بأوحال العَفَن والقَهْر والعبودية.. وهذا يعني أن وعي الشهادة إنما هو وعي حب الأرض والتضحية في سبيلها..".

وفي تصريح لوسائل الإعلام أكدت السيدة الدكتورة بثينة شعبان رئيسة مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية (سورية) أن ما يحدث هو مؤامرة ليست على الأرض لاحتلالها فحسب، إنما لأجل تدمير الحضارة والثقافة؛ لذلك كانت المقاومة الثقافية مقاومة مهمة جداً، والربط بين ما يحدث في فلسطين وما يحدث في سورية والعراق واليمن ووطننا العربي مهم جداً.. ولا بد من تكوين مشروع جديد يتصدى للمشروع الصهيوني.. وتابعت الدكتورة شعبان: "ومن هنا فإن المحاضرات عن القدس هي محاضرات عن الوجود العربي، إنه مشروع يدافع عن عروبة الأمة ومستقبلها... ولا بد من رد الاعتبار للعروبة وللعالم العربي، وواجب علينا في هذه المرحلة أن نركز على الصراع العربي الصهيوني لأنه جوهر القضية".