دام برس - لجين اسماعيل :
تحت رعاية وزير الثقافة الأستاذ عصام خليل ، انطلقت اليوم ورشة عمل خاصة للأطفال بعنوان من أجل سورية ، في قلعة دمشق .
و أشار السيد وزير الثقافة المحامي عصام خليل في تصريح له إلى هذا النشاط النوعي الذي تابعه وتعلم من أطفاله الذين قدموا أنموذجا فطريا نوعيا عن حب الوطن و عن التعلق به ، مؤكّداً على أن سورية بيت الجميع وهي التي تعبر عن حب كل طفل و فرد لأسرته ، و مجتمعه و وطنه ، كما يعتقد أن سورية المستقبل القادم لا خوف عليه ، طالما أن هذه السنابل الخضراء تحمل كل هذه العود الخصبة ، فمن يمتلك مثل هذا الجيل النوعي من الأطفال لا خوف من الإرهاب أو الفكر الظلامي ، لأن الضوء جزء من تفكيرنا و أحلامنا القادمة .
ويرى بأن مواجهة الفكر الإرهابي من مسؤوليات الجميع ، فالثقافة السورية و العقل السوري صدر للإنسان الأبجدية الأولى ، و المشروع المعرفي الأول ، والهجمة الظلامية هجمة عابرة ، لا يمكن أن تستقر في المجتمع السوري ، لأنها وافدة و غريبة .
وقد أعرب عن اطمئنانه بأن ثقافتنا التنويرية هي العنوان الأبرز للحياة ، و هي التي ستستمر و تنبذ تلقائيا ، الفكر المتطرف الذي لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون متعايشاً مع فكر صدر للعالم كله تجربة حياتية أغنتها و أضافت إليها ، و شكل نموذجاً في الإبداع الإنساني يقوم على الاعتدال و التنوير و قبول الآخر و التحاور ، و تمثُّل ثقافة الجميع دون انغلاق أو تعصب و جمود ، لذلك هذا الفكر لا مستقبل له ،و أضاف بأن من ينتمي إلى الألق و الفرح و الحياة لا يمكن أن يكون مستقبلاً للفكر الظلامي و العقل المتطرّف .
جهاد بكفلوني المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب في وزارة الثقافة أشار إلى أن الورشة جاءت في إطار اكتشاف مواهب الأطفال الذين يمثلون العدد و العدة لبناء المستقبل الذي نجهد ليكون مستقبلاً مشرقاً ، و أكد على أن الأطفال يعبرون بعفوية صادقة عن محبة الوطن ، و قد جاء اختيار هذا المكان رسالة لكل من يتربصّ بوطننا و لمن لا يريد الخير لهذا الوطن ، أنه سيكون قلعةً شامخةً بوحدته الوطنية و بإعداد جيل مؤمن بالانتساب إلى هذه الأرض الطيبة ، التي حملت رسالة الحضارة منذ آلاف السنين ، و أدّتها بأحسن أداء .
كما أشار إلى حرص السيد وزير الثقافة على متابعة التفاصيل في عمل هيئات و مديريات الوزارة ، مضيفاً بأن حق أطفالنا علينا أن نهيئ لهم المناخ الذي يحتضن مواهبهم و إبداعهم لأن الورود يجب أن تتعهد بالسقاية و الرعاية لتعطي نفحها الطيب ، و هذا ما يتم الحرص عليه في وزارة الثقافة و تقوم بواجب يتطلّب أن يكون الجميع يداّ واحدة تبني لخير هذا الوطن و مستقبله ، و من هنا جاء عنوان الورشة " بأيدينا و أيديهم نبني الوطن .
و المدرس غطفان حبيب في قلعة دمشق و ثانوية الشهيد فايز منصور و في المركز التربوي في نادي المحافظة ، أشار إلى جمع الأطفال اليوم في هذه الورشة بفئاتهم العمرية المختلفة ليتم تفعيلهم و دمجهم لافتاً إلى خلق جيل من الأطفال يكون محصّنا و بعيداً عن الأفكار السلبية ، التي توجدها هذه الأزمة ،و الفكر السوداوي الذي خلقته شاشات التلفزيون حتى لا يتمادى هذا الفكر ، و يترسّخ بعقول الأطفال مشيراً إلى المحاولة و بالتعاون مع وزارة الثقافة ، للقيام بفعاليات توجّه تفكير الطفل على أشياء إيجابية و حلول بسيطة من لمسات وطنية ارتجالية مباشرة بما فيها من صدق الأحاسيس .
و المشرفة زينة اسطانم من المدرسة الوطنية قالت : نشارك الأطفال الذين جاؤوا ليعبروا عن محبتهم لسوريتهم ، واصفة هذا العمل بالجميل و الرائع ، و دليل على أن البلد بخير ، و كان اختيار قلعة دمشق ليكون الطلاب ضمن آثار سورية التي يعتزوا بها ، و ليشهدوا على عراقة و حضارة و تاريخ سورية .
أمّا المشرف محمود داوود يشير إلى أن أي طفل عندما يوجد بما أسماه شبه امتحان يختلف العمل عما يكون في المدرسة و من الطبيعي التعبير بطريقة مختلفة يعبّر بها عن احساسه الذي يدفعه دوماً لرسم ما يدور في عقله و قلبه .
و أكّد على أنها تجربة جيدة و مميزة بالنسبة للأطفال ، مشددا على ضرورة القيام بمثل هذه الورشات بشكل دوري و فعّال حتى يتعوّدوا هذا الضغط ليكونوا أكثر فاعلية .
أما الأطفال فيحدّثنا الطفل فارس سليماني الذي رسم علم سورية لأنه علم بلاده و يعبّر عن فخره و اعتزازه به ، فارس مثله كجميع الأطفال المتواجدين في الورشة و قد عبّروا عن هويتهم السورية بالكلمة و الرسمة و الصورة .
يذكر أن الورشة أقيمت بالتعاون بين وزارة الثقافة – المعهد التقاني للفنون التطبيقية ونادي محافظة دمشق ومعهد الشهيد باسل الأسد وثانوية الشهيد فايز خضور ، وتستمر حتى يوم الخميس .
تصوير : مروة زرزور