دام برس – بدر الدين حنيني :
عذاب الأم على أولادها الذين تفرقوا عنها في هذه الحرب، فمنهم من التحق قي صفوف الجيش العربي السوري إلزامياً أو حتى تطوعياً ومنهم من التحق بالصف الآخر ليصبح من أفراد مقاتلي المعارضة، هذا كان محور عرض "نبض" الذي احتضنه مسرح الحمراء في دمشق مساء الخميس والذي لاقا حشداً جماهيرياً كبيراً.
جسد العرض قصة ثلاث أمهات يعشيون يومياً في حالة رهيبة من القلق، لتجتمع الأمهات الثلاث في حديقة ويتبادلن الحديث عن أطفالهن الذين ذهبوا مع تيار هذه الحرب، حيث تفاخر كل واحدة منهن بالحديث عن ولدها وتروي للبقية قصصه القديمة من مشاكسات ونجاحات خلقت عبارات قساوة وحزن  يعيش فيها لحظات من الضحك.
خبر وفاة الأبناء  أصاب واحدة بالجنون وأخرى أجهشت  بالبكاء ليكون مشهد نبض الأخير مؤثرا على جماهير المسرح, لينسدل ستار "نبض" الذي حاكى جزء من الواقع السوري.
وفي حديث مع الموسيقي "طاهر ماملي" عن مشاركته واختياره للأغاني والموسيقا بالعرض ذكر لـدام برس:

" في البداية كانت مشاركتي في العرض ليست معقدة لأنني كنت على تواصل مع الأستاذ مأمون الخطيب الذي حدثني عن المشروع وأحدث في قلبي أثر الفكرة وأحببت أن أكون جزء من هذا العمل لأنني من عشاق المسرح، وكان لي الشرف في المشاركة".
ونوه "الماملي" عن سبب استخدامه أغنية لفيروز:"انها كانت مفارقة مابين الحالة الهستيرية التي كانت تمثلها المشهدية في المسرحية والمفارقة التي كانت قد عكست مقولة الحالة، وكانت الموسيقا مفارقة بأغنية "وحدن": التي استطاعت أن تعطينا دلالة بالمقولة أكثر منها في المشهد.
بدورها عبرت الفنانة " نسرين فندي": "إن الرسالة الأولى والأخيرة التي نريد أن نقدمها في هذا العرض هي رسالة إنسانية بحتة، بعيدة عن السياسية ليست لها علاقة بشيء، لها علاقة فقط فينا كبشر، الشيء الإنساني الذي في الآخر وصلنا له هو الفقدان".

وعن شخصيتها في العرض ذكرت "نسرين": "شخصيتي امرأة زوجها تخلا عنها فوجدت نفسها وحيدة بحديقة هي وابتنها الصغيرة، وكباقي الأمهات تعرضت للفقدان، وكانت هنا الأم تعبر عن سوريا التي تخسر في النهاية، ومهما كانت الإنجازات عظيمة الفقدان شي قاسي جداً يطغى عليها".

أما الفنانة "هناء نصور" فذكرت لـدام برس: "هذا أقل شيء في هذه الفترة استطعنا أن نفعله، شعرنا أننا شاركنا في هذه المعمعة في هذا الجنون الذي يحصل، أحسسنا ضمن هذا الجو الذي نعيشه يجب أن لانبقا جالسين مكتوفي الأيدي، بل أن يكون لنا دور في الأزمة".
وتحدثت "نصور" عن سبب عودتها للمسرح بعد المدة الطويلة:"منذ خمسة عشر سنة: "أنا بعيدة عن المسرح ولكن في هذه المرحلة أحسست أن لدي رغبة شديدة للعودة إليه، وهذا التقديم هدية من روحي لكلّ أمهات سورية".

مديرة المدرسة وأم فادي في "نبض" الفنانة رنا جمول بينت لنا عن شخصيتها وتجربتها:
"جسدت دور أم شهيد والخسارة التي نعيشها، الظرف الصعب, النزوح, الموت الذي  يخيم على سورية، وكيف رجعنا جميعاً للوراء والوجع الذي نعيشه".
وأردفت "جمول" نرجوا من الله في المستقبل أن يكون هناك عروض أكثر تلامس وضعنا بشكل جيد.

نبض المسرحية التي لاقت إقبالا كبيرا من الجماهير لم يمنع توافد الفنانين أيضا لنلتقي مع الفنانة "وفاء موصلي" التي عبرت:
"المسرحية عكست نبض الشارع، ولأول مرة صدا مسرحية يلامس جميع الموجودين، بكيت وضحكت وربما في لحظة من اللحظات كنت خارج التغطية في لحظة ضياع مع الممثلات  الذين استطاعوا أن يعكسوا هذا الواقع بكافة تفاصيله الباردة والدافئة بكل شيء..الإضاءة الجميلة الموسيقا الرائعة وهنا أحب أن أوجه شكر للأستاذ طاهر ماملي، وايضاً المخرج مأمون الخطيب كان واضح أنه ملامس للذي نعيشه رغم أنه رجل لكن عن طريق قلوب الأمهات.
كلّ شخصية كان لها تفردها وخصوصيتها، واليوم كان أولى أيام العرض والممثل في اليوم الأول دائماً يفترض أن يكون ماسكاً بخيوط العمل، والممثلات كانوا كذلك ليلعبون في أوتارها".

وعن سبب ابتعادها عن المسرح وامكانية مشاركتها قريباً صرحت "الموصلي": "سبب ابتعادي عن المسرح أن معظم المسرحيات لنصوص عالمية أو عربية تراثية محلية..إذا كان العمل يعكس صدا الشارع فستشاهدوني بقوة وحب واشتياق للمسرح".

مخرج وكاتب العمل الأستاذ "مأمون خطيب" تحدث لنا عن الأفكار التي أراد أن يوصلها من خلال هذا العرض بالقول:"الأفكار هي أن سوريا تخسر أبنائها بحرب غير عادية مثلها مثل أي أم سورية، خرجنا في هذا العرض لنقول مع ذلك نحن مستمرين في هذه الحياة ونأسف أن نخسر وقلبنا مازال ينبض لأن السوريين يعشقون الحياة".
وتابع "الخطيب" بدوره عن الموسيقى في العرض حيث قال:"هذا الجو من الأجواء التي يستطيع طاهر ماملي أن يساعدها ويفيدها، وهنا أريد أن أوجه تحية له ولكل طاقم العمل لعملهم بتفاني واخلاص".

وتحدث لنا "مأمون الخطيب" عن سبب اختيار السينوغراف "الديكور المسرحي" لجبل قاسيون واجهة للعرض أكد أن قاسيون لد دلالة ورمزية لكل سوري.

يذكر أن المشاركين في العرض:
الممثلون حسب الظهور: نسرين فندي.. هناء نصور.. رنا جمّول.
مخرج مساعد: حازم عبد الله . مساعد مخرج : خوشناف ظاظا.
سينوغراف: أحمد الروماني . اضاءة: ريم محمد .
موسيقى: طاهرمامللي , أزياء: هشام عرابي .
ماكياج هناء برماوي . فوتوغراف: يوسف بدوي.
اعلان: امجد بربور- باسم الشمالي.
كوافير: ساميا فريسان , مدير منصة : عمر فياض.

يذكر أن عروض مسرحية "نبض" مستمرة حتى الأول من شهر أيار المقبل.
تصوير: يزن كلش