Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 20 نيسان 2024   الساعة 11:29:41
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
بسام ناصر يبحث عن روح الأشياء... و بولس سركو يستعيد تجربة خمس عشر سنة إلى الوراء


دام برس – اللاذقية – ريمه راعي

في  المعرض المشترك للفنانين التشكيلين  بسام ناصر و بولس سركو الذي احتضنته جدران  مقهى هيشون آرت كافيه  تحقق لقاء  بين تجربتين لفنانين ينتميان لجيلين مختلفين و لكل منهما اتجاهه الخاص و الفريد و المختلف عن الآخر و لكن ما يجمع بين الاثنين هو البحث عن الروح في الأشياء التي قد تبدو جامدة لمن لا ينظر إليها بقلبه  فضلا عن  الأنثى  الحاضرة  أبدا .. ليكون هذا اللقاء بمثابة رفع قبعة للحياة بمختلف تناقضاتها واتجاهاتها ..  

الفنان التشكيلي بسام ناصر شارك في المعرض بعشر لوحات زيتية كانت  الأنثى  حاضرة فيها جميعا  و الحضور الأكثر سطوة  كان  للأعين التي تطل من  وجوه مائلة مشوهة  كئيبة و غير متناسقة  ، أعين جعلها ناصر ثلاثة في بعض اللوحات و ظهرت خرساء حينا و متألمة حينا آخر  و تضج بالحزن في جميع الأحيان .
لوحات ناصر غلب عليها الطابع التجريدي و التعبيري و الانطباعي  فضلا عن حضور واضح للأسطورة و الرسوم المصرية القديمة في حين كان  اللون الغالب على اللوحات هو  الأزرق بدرجاته المختلفة وصولا إلى الرمادي  .

  بسام ناصر  شرح  لدام برس عن المعنى وراء  لوحاته رغم أنه يؤمن بأن اللوحات يجب ألا تشرح  ليبقى  المجال مفتوحا أمام المعنى ليحلق بجميع  الاتجاهات
و قال :
أنا من خلال لوحاتي أسعى لرسم روح الإنسان و قد ينظر شخص ما إلى وجه ما في لوحتي فيراه مشوها و لكن هذا ليس تشويها  بل تحويرا ً للشكل و هذا التحوير يأتي من كوني أحاول أن أرسم روح الشيء و أن أصنع شكلا ً للروح .
و المتلقي يجب أن ينظر إلى هذا الشكل بروحانية أي بالمحبة والخشوع ذاتهما  اللذين ينظر بهما إلى  الأيقونة ،و العيون الثلاثة التي رآها البعض مخيفة  قد تكون رمزا لالتفاتة نحو ضوء ما ، و اللوحة التي ينظر إليها شخص و يراها حزينة قد يرى  فيها  آخر  فرح ، و في زمن ثان قد  يرى الألم ..فكل هذه المعاني موجودة  في اللوحة  لأن  كل منا يرى من خلال ذاته و يسقط روحه على روح اللوحة .
و تابع : حاولت أن أعطي للوحاتي الطابع الأسطوري  كما لو دخلنا إلى  مدفن أثري  قديم  بكل ما فيه من رموزا ورسومات على الجدران  تفرض قدسية المكان  ، وأنا أظن ان العمل الفني لا يمكن ان نخبر ما الفكرة منه لأنه  لا توجد فكرة مباشرة يقدمها عمل فني و أنا  لو أردت أن أنقل فكرة فقط  لكتبت شعرا  أو  قصة لكني و ببساطة أشعر بالشيء فارسمه و أعبر عما شعرت به لتكون الرسالة هي أن لكل شكل روحه الخاصة  و لكل شيء روحه أيضا ً و أنا من خلال الرسم  أحاول البحث عن روح الأشياء .

الفنان التشكيلي بولس سركو  شارك في المعرض بأربع عشرة  لوحة زيتية  لكل لوحة روحها الخاصة و أسلوبها الخاص المختلف عن اللوحات الباقية و كذلك النسق و الأسلوب و المدرسة  التي تنوعت ما بين التجريدية و السريالية والواقعية ، و الألوان المستخدمة هي النارية الحارة جنبا إلى جنب مع الأزرق البحري الشفاف .

بولس  سركو شرح لدام برس  أن  المعرض يجمع لوحات قام برسمها  خلال الخمس عشر سنة الفائتة فقال :
ما يميز هذا المعرض أنه معرض استعادي لتجربتي الفنية الطويلة بكل ما فيها و يضم أعمالا متنوعة  قمت برسمها في فترات مختلفة  على مدى خمس عشرة  سنة ، و كل لوحة  تقول شيئا عني و عن دواخلي  فكل ما أقوم به أقول من خلاله شيء للناس و لا مكان لدي للعبثية .
وفي هذه اللوحات جسدت  الأنثى كما أراها : عشتار  الأسطورة و حورية البحر التي لم أصورها نصف سمكة بل أنثى أرى  البحر من خلالها ، و في بعض لوحاتي الواقعية  استخدمت  خطوطا ً منحنية من زينة الجرار الأوغاريتية  و أدخلتها في  مشهد واقعي فصارت اقرب إلى السريالية ، و بالنسبة لأعمالي التجريدية  فقد يجد المتلقي صعوبة في إيجاد مدخل لها يربطها بالواقع  لكنها مأخوذة من أوغاريت  و أنا رسمتها بينما  أفكر بالنيران التي كانت توقد في المعابد الأوغاريتية .
أما  أحدث لوحات المعرض  فهي مشاهد لقوارب و نوارس  وصيادين وهذه اللوحات هي جزء من مجموعة كاملة أعمل  عليها  حاليا  .

الفنان عبد الناصر مرقبي تحدث لدام برس عن رأيه بالمعرض فقال :
تكمن جمالية المعرض في انه يقدم  فنانين من جيلين مختلفين  و كل منهما  يتبع لمدرسة مختلفة عن الآخر ،  أنا غير متخصص لكني أتلقى عمل الفنان من خلال أسلوب عمله وتعاطيه  مع الفكرة و اللون و الضوء .
و من هنا أقول أن بولس  سركو ينتمي إلى عالم  الطفولة ورسوماته  فيها الكثير من الوضوح و الشفافية و يبرز ذلك من خلال الألوان التي اختارها و حين استخدم اللون الأخضر أوصل فكرة التوحد مع الطبيعة و التشبث بها لدرجة أن المشاهد للوحة يشعر أنه غير قادر أن يزيح عينه عنها  و  الفنان عندما يقدم على أي عمل يقدم جزء من شخصيته و هذا كان واضحا في لوحات بولس التي شرحت  حبه و تعلقه بالبحر و الحياة و الطفولة  وكل من يعرفه و يعاشره يعلم  بأنه طفل .
أما بسام  ناصر  ورغم أنه أصغر  سنا ً من بولس سركو   بفارق جيلين  إلا أنه ينتمي روحيا إلى مرحلة الستينات  و هو أكبر من عمره بكثير و لا  تجد لديه الطفل الذي نراه لدى بولس وأن سمحت لنفسي بالتقييم فأنا أرى أن  بسام ناصر  يتميز بحرفية عالية وفي معظم لوحاته  تظهر دواخل الإنسان  ومعاناته و ألمه و الحالة الوجدانية في جميع اللوحات  متقاربة وتعبر عنها  الأعين  التي تطل من جميع اللوحات والتي رغم كونها تختلف من لوحة لأخرى إلا أنها جميعها متألمة و حزينة .

النحات فراس علاء الدين لفت أن الروح الموجودة في المعرض جميلة  لكن النقطة التي وقف عندها هي غياب المتلقي الذي يملك ثقافة بصرية  لجهة أن عصر السرعة الذي نعيشه اليوم  جعل الناس  عاجزين عن الوقوف مطولا أمام لوحة  لمحاولة قراءتها أو التمعن بها  ما عدا قلة قليلة من المهتمين .

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   نرجو ازالة الكتل الحديدة بآخر مرشد خاطر
مع احترمنا و تقديرنا لجهد وزارة الدفاع الجبار - لكن نطلب ازالة الكتل الحديدة الموضوعة امام شعب التجنيد بآخر شارع مرشد خاطر بالقزازين ، فهي تعرقل السير و لا تحمي احد و هذا شارع رئيسي و اصلا الشعب فارغة و نرجو اغلاقها و ازالة العوائق الحديدة - الزحمة لا تطاق
السيد وزير الدفاع  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz