دام برس _ محمد قاسم الساس
مع مسلسل ( مرايا 95 ) كانت انطلاقته الفنية الأولى ليثبت بعد مرور 16 عاماً بأنه نجمٌ حقيقي يتمتع بصفات قليلاً ما تتوفر عند الكثير من الممثلين، حيث تجده يجسد كل الأدوار ( الاجتماعية، الكوميدية، الشامية، التاريخية .. الخ ) بكل احتراف. ضيفي خفيف الظل وصاحب حضور جميل، مثابر، محترم، متواضع ومتحدث طلق .. وبكل فخر ضيفي هو الممثل السوري الشاب _ صاحب العيون الجريئة _ " محمد قنوع " والذي يطل علينا هذا العام بعشرة أعمال حيث تعرضنا لها وتحدثنا عن نجاحها وكذلك الانتقادات التي وجهت إليها، متحدثاً عنها بشفافية، معرباً أيضاً عن رأيه في العديد من زملائه مع تعرضنا لحياته الشخصية ...

1_ شاركت في المسلسل الأكثر جدالاً ( ولادة من الخاصرة ) للمخرجة رشا شربتجي، كما وشاركت بمسلسل ( العشق الحرام ) للمخرج تامر إسحاق والذي أيضاً سجل نسبة متابعة عالية، حدثني عن ردود الفعل التي تلقيتها عن أداء أدوارك فيهما ؟
لعبت في ( ولادة من الخاصرة ) شخصية العسكري المزيف الذي ينتمي إلى طبقة بسيطة ويتوجه إلى الشام لكي يتطوع في الأمن فيكون إحدى ضحايا المقدم رؤوف _ عابد فهد _، شخصية تركت بصمة عند المشاهدين ولم تمر مرور الكرام. وبشكلٍ عام كل الأدوار التي قدمتها مع الست رشا غالباً ما تترك خلفها بصمة لدى الناس بدءً من ( غزلان في غابة الذئاب، زمن العار، أسعد الوراق، تخت شرقي وصولاً إلى الولادة من الخاصرة ). بالنسبة ( للعشق الحرام ) هذه هي تجربتي الثالثة مع أ. تامر وكان متحمساً لكي أجسد هذا الدور حيث عملنا معاً على الشخصية فهو مخرج يتقبل رأي الممثل ويتناقش معه لكي يتوصل إلى الطريقة التي يقدم فيها الشخصية بكل عفويتها للمشاهد. والحمد لله كلا الدورين تركوا صدى جميل عند الناس.
2_ ما هو رأيك فيما تعرض له مسلسل ( حضرة الغياب ) للمخرج نجدة أنزور من هجوم ونقد لاذع بحقه والذي لعبت فيه دور الطبيب إبراهيم ؟ وما هو تقيمك لأداء الممثل " فراس إبراهيم " هل ترى بأنه جسد شخصية الشاعر الكبير " محمود درويش " بطريقة ناجحة ومقنعة ؟
ما أستطيع قوله بأن العمل قد تعرض للنقد بمجرد إعلان فكرة إنتاج مسلسل عن الشاعر الكبير محمود درويش حيث تعرض فراس إبراهيم لهجوم كبير. في الحقيقة فاجأني هذا الهجوم الذي شن على العمل قبل مشاهدته في حين أنني أحترم وأضع فوق رأسي أي رأي أو نقد صدر بعد متابعة العمل والعكس صحيح. في النهاية هي وجهات نظر ونحن نقدم فن قد يلقى إعجاب البعض وعدم إعجاب البعض الأخر. محمود درويش شخصية أثرت في كل من الشعب السوري والفلسطيني واللبناني كونها شعوب مقاومة، كما وأرى بأن مسلسل محمود درويش لا يموت لأنه شخصية مقاومة والمقاومة مستمرة.
بالنسبة ل " فراس إبراهيم "، أنا لا يهمني إذا كان يشبه الشاعر محمود أو لا لأن القضية هي ليست تشابهه من حيث الشكل بل الأهم هي الحالة التي كان يعيشها محمود وكيفية إيصالها. تكمن صعوبة تجسيد هذه الشخصيات كون الناس لامستها عن قرب وتعرفها حق المعرفة، من هنا يصبح التعرض لها فيه جرأة كبيرة. صحيح بأن هنالك ممن رأى بأنه لم يصل بتجسيده إلى القمة ولكن هذا لا يعني بأنه فشل. بنظري أستطاع فراس أن يقنعنا إلى حد ما بأنه وصل إلى هذه الشخصية. نحن نقدم محاولات ولكل مجتهد نصيب ولا يسعني إلا أن أقول له : الله يعطيك العافية، أنت فعلت ما يتوجب عليك فعله من جهد والباقي هو توفيق من عند الله.
3_ لعبت أيضاً أدوار في كل من مسلسل ( مرايا 2011 ) للمخرج سامر برقاوي، ومسلسل ( أيام الدراسة ) للمخرج إياد نحاس، كلا العملين لم يحققا نسبة مشاهدة عالية إذا قارنا الأول مع الأعمال الكوميدية الأخرى والثاني مع مسلسل ( سوق الورق )، فما السبب برأيك طبعاً إذا كنت مؤيد لما قد طرحته عليك ؟
المقارنة مابين مسلسل ( أيام الدراسة ) ومسلسل ( سوق الورق ) مستبعدة لأن الأخير عالج فساد الجامعات ووزارة التعليم العالي فيما الأول تعرض لمشاكل الطلاب ولم يتطرق لفساد وزارة التربية.
بالنسبة لمسلسل ( مرايا 2011 ) أرى بأنه ظلم من حيث التوزيع والعرض بالإضافة إلى أن هنالك لوحات جسدتها لم تعرضها الفضائية السورية مثل لوحة / سرك في بير / ولوحات تتكلم عن الرسوم المالية - الضرائب -، ربما الرقابة لم توافق عليها هذا ما أتوقعه، ولكن أتمنى أن تعرض هذه اللوحات عند إعادة عرض المسلسل.
4_ مسلسل ( تعب المشوار ) للمخرج سيف الدين سبيعي يدخل المنافسة بعدما أجل عرضه في رمضان، حدثني عن مشاركتك فيه وما هو السبب الكامن وراء عدم عرضه ضمن الموسم الرمضاني ؟
يعود عدم عرض المسلسل في رمضان للشركة المنتجة له حيث قررت ذلك ربما لسوء التوزيع ولكن الجميل في الموضوع بأنه تم عرضه مباشرة بعد رمضان على قناة أبو ظبي ودخل المنافسة بعدما ترك خلفه بصمة جميلة عند الناس. أجسد فيه دور الزوج المخلص صاحب الأخلاق الرفيعة الذي بات الآن عملة نادرة في هذه الأيام.
5_ المخرج سيف الدين سبيعي والممثلة ديمة الجندي يشاركان الآن ضمن برنامج " ديو المشاهير " ج2 على شاشةLBC ، كيف تقرأ هذه المشاركة بالوقت الذي يرى البعض بأنها خطوة خاطئة على خلفية ما يجري اليوم من أحداث تشهدها سورية ؟
لا يمكنني أن أتهم أ. سيف أو أن أضعه بصورة الإساءة للبلد. لقد تابعت الحلقة الأولى من برنامج " ديو المشاهير " من أجل سيف كونه صديقي وأتمنى له التوفيق، كما وكانت المرة الأولى في حياتي أتابع فيها هكذا برامج لأنني عادةً لا أتابعها. في النهاية لكل شخص وجهة نظره وهاهي فلسطين منذ وعد بلفور أي منذ 95 عاماً تقريباً ونحن مازلنا نحاول استرجاعها ومع ذلك نجد العديد من الفلسطينيين مشاركين في هذه البرامج، ومن هنا لا أعتقد بان مشاركة الفلسطيني هي استخفاف بالدم الفلسطيني وقس على ذلك.
6_ شاركت أيضاً في ج2 من مسلسل ( الدبور ) للمخرج تامر إسحاق، وجسدت دور قائد الحرس لوالي مصر في مسلسل ( دليلة والزيبق ) للمخرج سمير حسن، وكان لدورك في مسلسل ( ملح الحياة ) للمخرج أيمن زيدان بعد سياسي، فيما كان حضورك خفيف الظل في مسلسل ( صبايا ) ج3، حدثني عنهم ؟
بالنسبة إلى مسلسل ( دليلة والزيبق ) كنت سعيد بهذه المشاركة لأنني قليل ما أتواجد في الأعمال التاريخية، كانت تجربة جيدة ولكن للأسف لم تترك أثر واضح لأن العمل لم يشاهد بشكل واسع على عكس مسلسل ( الدبور ) حيث ترك أثر جميل عند الناس. مسلسل ( صبايا ) هي سلسلة تسير فيها الشركة المنتجة للعمل ونحن مجرد ضيوف، وهذه تجربتي الأولى مع ناجي طعمة حيث استمتعت جداً بالمشاركة. أما مسلسل ( ملح الحياة ) بنظري هو من أهم الأعمال لأنه يستعرض مرحلة الانقلابات في سورية، حيث تتصف هذه المرحلة بأنها مرحلة سياسية صعبة جداً حيث تناولنا البعد الاجتماعي لها. أجسد في هذا العمل دور أحد أعضاء المكتب الثاني، وكانت تجربة مميزة مع المخرج أيمن.
7_ أي من كل هذه الشخصيات العشرة تعد الأقرب إليك وتتقاطع مع شخصك الحقيقي، ولماذا ؟
نوعاً ما شخصيتي في ( العشق الحرام ) من الناحية الأخلاقية من حيث الالتزام مع العائلة والزوجة والأهل.
8 _ هل بدأت بالتحضير لمشاركات جديدة للموسم القادم ؟
نعم، سوف ألعب دور شاب فقير وهو الأخ الأكبر ويتحمل مسؤولية العائلة، وذلك ضمن مسلسل ( حياة مالحة ) مع المخرجة رشا شربتجي وتأليف فؤاد حميرة.
سأشارك أيضاً في مسلسل ( المفتاح ) للمخرج هشام شربتجي بعدما حرمنا من وجوده في الساحة الدرامية في الأعوام الماضية. العمل يتكلم عن شخصين خلال 15 عاماً وكيف تطورت أمورهما حيث أكون أنا أحد المحتالين الذين يحتالون عليهم.
9_ رصيدك من الأعمال لهذا الموسم كانت عشرة أدوار متنوعة أديتها كالمعتاد بطريقة رائعة وبحرفية، هذا يدفعنا لكي نسأل رغم كل هذا الحضور المتميز الذي تتمتع به مازلنا نشعر بأن تصنيفك الفني مازال مجهول الهوية لغاية اليوم، فما سبب حدوث ذلك ؟
لا أعتقد بأنها مجهولة لأنه ليس بالضرورة أن يكون الممثل نجم، فهنالك الكثير من الممثلين الجيدين لم يصبحوا نجوماً، وأنا لا يوجد لدي مشكلة بهذا الخصوص. ليس همي أن أصبح نجم بقدر ما أكون ممثل جيد يحبونني الناس وبكل صدق أنا لا أبحث أبداً عن النجومية.
10_ بعيداً عن العمل والأدوار والأضواء، كيف يعيش محمد قنوع داخل منزله مع عائلته وكيف يمضي عادةً أيامه عندما لا يوجد لديه تصوير ؟
عائلتي مؤلفة من زوجتي وبنتان وصبي وأعيش معهم حياة طبيعية جداً. أنا لا أحب الجلوس في المنزل بل نخرج معاً لقضاء الاستراحة خارجاً. عادةً في أوقات الفراغ أرتاد إلى المقهى بصحبة أصدقائي أو أسافر إليهم، كما وأنني أتابع التلفاز لكي أستمتع وليس بهدف تمضية الوقت.
_ أخيراً سعيد باستضافتك مباركاً لك بنجاح أعمالك ومتمنياً لك كل التوفيق والنجاح، فهل من كلمة أخيرة تقولها لجمهورك ؟
أقول للجميع كل عام وأنتم بألف خير بمناسبة الأعياد التي مررنا فيها، وأتمنى إنشاء الله أن يكون رمضان القادم أكثر أمناً وأماناً وأن تتمتعون براحة البال لكي تتفرغوا بشكل أكبر لمتابعة الأعمال التي ننتجها خاصةً بأننا نعمل طوال العام لكي نحصل على اهتمام ومتابعة المشاهد العربي السوري حصرياً. وشكراً لك أخ محمد على هذا اللقاء.
mohamadsass@yahoo.com
Facebook.com/ journalist Mohamad alsass