دام برس - لجين اسماعيل :

بين أروقة هذا البيت الدمشقي العريق ، ملتقى الفكر و الأدب  ترعرع  الشاعر عدنان مردم بك ، وتخليدا لذكراه  وبرعاية الأستاذ عصام خليل وزير الثقافة أقامت وزارة الثقافة و الهيئة السورية للكتاب  فعالية " الشعر و الشباب " بمناسبة إصدار ديوان الشاعر في ذكراه المئوية  .
و من تلك القاعة و ذاك المقعد الذي انطلق منه الشعر وقّع الأستاذ عصام خليل ديوان الشاعر عدنان مردم بك وقد افتتحت الفعالية بالنشيد العربي السوري كلمات الشاعر خليل مردم بك ، ثم شارك عدد من الشعراء الشباب و قدموا مزيجاً من ألوان الأدب ، كلٌّ منهم قدم رسالته ، كما تضمنت الفعالية معرضا للكتاب .
وصرّح الأستاذ عصام خليل وزير الثقافة بأن التراث السوري تعرض لنهب منظم على يد العصابات الإرهاب بالتعاون مع حكومات دول و لاسيما حكومة حزب العدالة و التنمية التي عملت عل تسهيل تهريب الآثار السورية إلى الخارج .
و أضاف : الحكومة السورية تتخذ جميع الإجراءات القانونية لحماية آثارها و استردادها و هذا حقٌّ لا يستطيع أحد أن يناقش فيه  ، حيث أن كل الإجراءات المرتبطة بأعمال الترميم و إعادة تأهيل المتاحف أو المواقع الأثرية للوزارة توضع  بين أيدي الزوار و الراغبين و التي  تتخذ على أكمل وجه لتبقى هذه الآثار شاهدا على عظمة سورية و استمرار الإرث السوري العظيم على الأجداد إلى الأحفاد .
و أشار إلى وجودنا اليوم في هذه الدار العريقة التي قدمت للأدب و الحياة السياسية في سورية مقامات شامخة مؤشر على استمرار هذه النسغ الأخضر في الأجيال الطالعة
كما توجه بالشكر للقائمين على تنظيم هذه الفعالية لأن المجتمع الأهلي يجب أن يكون شريكا حيويا في جهود وزارة الثقافة لتعميم الثقافة على المجتمع ككل ، و الشباب الشعراء بتجربتهم الواعدة يقولون بأن الشعر بخير و أمة تعتني بالشعر في أحلك لحظات ظروفها هي أمة جديرة بالبقاء .
و من جانبه الدكتور جهاد بكفلوني مدير الهيئة العامة للكتاب قال أن الكلمة طائر جميل و عندما نشاهد طائراً جميلاً نحرص على أن يكون ملكنا مشيدا بدور الكتاب في هذه المرحلة .
و قد أوضح بأن الفعالية اليوم جاءت  للاحتفاء  بالمبدعين على اختلاف مشاربهم الفكرية مادام الجميع يستظل بسماء الوطن الشامخ ، وأشار إلى أهمية العملية المتبادلة بين الشعراء الشباب و الهيئة العامة للكتاب .
و عن النشيد السوري الذي يعيش في خلجات قلوبنا و نبضات أفئدتنا  قال حسب رؤيته : و كأن  الشاعر الكبير كان يقرأ الغيب لذلك عرف أن أبناء الوطن لن يهونوا أمام الصعاب التي تحتشد من كل حدب و صوب .
و قد أثنى على دور هؤلاء المبدعين الذين يمثلون مستقبل سورية كما يحملون رسالة إجلال تعلن للعالم بأن سورية أرض الحضارات التي تتلاقح في إطار من الوحدة الوطنية المشتركة و هذا التلاقح يمثل سلاحاً لمواجهة العدو ، فإرادة الحياة و التصميم على العيش يولد النصر .
و بدوره المنظم حسين العرفي  قال أن احتفاء اليوم بهؤلاء المبدعين كان بمساهمة من المجتمع المحلي للوقوف إلى جانب وزارة الثقافة التي تعمل على نشر الثقافة السورية .
كما أوضح بأن هذه الأيام أيام الثقافة السورية و الانطلاق اليوم من هذا الدار دار الشاعر الكبير خليل مردم بك الذي سطر بأنامله كلمات النشيد العربي السوري  و كما اعتُمدت في ذكرى استقلال الجمهورية العربية السورية  ستكون اليوم بمثابة رسالة محبة و سلام و أيام خيّرة .
و جاء هذا التنوع الشبابي و الشعري لتسليط الضوء على هذه الفئة لأن الشباب غني بمفرداته التي يجب أن تنقل للناس .
أما عن الشعراء الشباب الذين اختاروا التنوع و التلوين الشعري يحدثنا وسام رحال عن فقرته الشعرية بعنوان للقدس ... فسورية للقدس و تحرير الجولان  يشبه تحرير فلسطين ، كما يعد وجوده وسام شرف و فخر له .
و هذا ما قاله الشاعر الشاب أحمد الذي اختار من دمشق عنواناً لقصيدته ، حيث أن وجوده يمثل عزة و فخراً له ، و يعطيه دافعاً للخطو في مستقبل شعري ناجح .
أما محمد طلال اللبني  الذي تفرد عن أصدقائه و تفرد في قصدته الوجدانية حيث تمثل بصمة و لمسة ، وجدانية تحاكي القلب و تعزف على أوتار الوجدان .

تصوير : تغريد محمد