دام برس - خاص :
اختتمت مساء أمس فعاليات التظاهرة الثقافية التي أقامتها المديرية العامة للآثار والمتاحف بمناسبة مرور 50 عاما على اكتشاف موقع ابلا الأثري في المتحف الوطني بالقاعة الشامية بمجموعة من المحاضرات كان من أبرزها ما قدمه أفراد البعثة الايطالية التي عملت في التنقيب عن الموقع إضافة إلى معرض توثيقي للآثار السورية  و معرض للكتاب في خان اسعد باشا بدمشق القديمة.
و قد دار في الجلسة التثقيفية ندوات تثقيفية و التي كانت استكمالا  لأعمال الجلسة التثقيفية  يوم أمس  وتناوب أفراد البعثة الايطالية عبر السكايب في التأكيد على أهمية اكتشاف هذا الموقع بالنسبة للتاريخ الحضاري والإنساني والإضافات التي قدمتها في فهم تاريخ وأسلوب حياة شعوب منطقة بلاد الشام وتميز الهوية الحضارية لسورية.

أما عن المحاضرين العرب تحدث الدكتور /محمود حمود/ مدير آثار ريف دمشق في مشاركته عن تل أم المرا من حيث الموقع والمساحة والامتداد مركزا على العصور المختلفة التي مر بها التل من العصور البرونزي المبكر والوسيط والمتأخر وأهم الأنشطة البشرية والمعمارية في كل عصر  .
كما تناول الدكتور عيد مرعي الحياة الثقافية في إبلا ولاسيما اللغة الكتابية والحياة الثقافية لافتا إلى السجال الذي دار بين العلماء حول حقيقة الكتابة المسمارية الإبلائية وهل هي أكادية أم سومرية أم آرامية مشيرا إلى التشابه بين كل ما ذكر لكنه نبه إلى الاختلاف في استخدام الخط أو الكتابة والنتيجة كانت تصنيف الإبلائية ضمن لغات المشرق القديمة كما تحدث مرعي عن المراحل التي مرت بها الكتابة المسمارية.
و بعد الانتهاء من الجلسة و الندوة افتتح السيد معاون وزير الثقافة المهندس ماهر عازر معرض صور فوتوغرافية تناولت الأضرار التي طالت بعض المواقع  الأثرية و خصوصا موقع إبلا إضافة إلى معرض للكتاب من منشورات وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار و المتاحف ، و الذي بدوره قام بولة اطلع فيها على الصور مشيرا في تصريح له إلى الأهمية للمكتشف بتاريخ المشاريع في تاريخ الدراسات الأثرية  ، مبيّنا ما أضفاه هذا الاكتشاف من توضيح العلاقة الحضارية بين مملكة ابلا و الممالك الأخرى المحيطة بها من الناحية الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية  لافتا إلى أن هذا الموضوع قد استوفي خلال يومين لهذه الفعالية التي أقامتها المديرية العامة للآثار و المتاحف  مع الاتصال الافتراضي مع رئيس البعثة لاكتشاف ابلا .
و عن افتتاح المعرض الذي يراه  المهندس ماهر عازر في إطار تسليط الضوء خاصة و أن الأزمة السورية التي تعاني منها سورية  فهي هجمة فكرية طالت الجانب القكري من الحضارة السورية  .
كما أثنى و ثمّن على الجهود التي تبذلها المجتمعات  و خاصة الأهلية و التي ساهمت في تقليص الأضرار بأقل الحدود الممكنة في كثير من الأماكن , و بدوره أكد على أهمية معرض الكتاب الذي ترافق مع معرض الصور بما فيه تأريخا لكل المراحل السورية التي مرت بها سورية ، مشدداعلى أهمية نشر الوعي و التثقيف  و إعادة الدمج بالمجتمع السوري ، مشيدا بدور المديرية على اعتبارها جزءاً عضويا من عمل الوزارة .
و من جانبه مدير المديرية العامة للآثار و المتاحف الذي تحدث عم المادة الهائلة التوثيقية و التي تقدر بعشرات الآلاف ، لافتا إلى أهمية إعطاء صورة عن الواقع الأثري عبر إقامة المعارض و الملتقيات ففي ذلك تعريف لأبناء الشعب السوري و توعيته على مستوى الجغرافية ، مركزا على أهمية الهوية السورية ، مشيدا بالتعاون مع الوزارات و المؤسسات الحكومية للتخفيف من الأضرار .
أما غادة سليمان مديرة الخان و التي تؤكد على أن الخان يعد من المباني الأثرية للمديرية العامة للآثار و المتاحف  ، موضحة بأن معرض اليوم أقيم بالتزامن مع الندوة الثقافية في إطار النشاط المتبادل بين المتحف الوطني و خان أسعد باشا حيث ترى في ذلك نشرا للثقافة و تعريفا بالسوريين و الأماكن السورية ، لافتة إلى أن المعرض يبيع مطبوعات بنسبة حسم خمسون بالمئة في سبيل التشجيع على القراءة و دراسة تاريخ سورية .
كما تعبر عن أسفها لما رأته خلال الأزمة من جهل بتاريخنا و آثارنا ، في محاولة منها للوعي بالتراث و الهوية السورية مما يجعلنا نحافظ عليهما ، و يبعث  فينا حب الفضول لاقتناء الكتب .

تصوير : تغريد محمد