دام برس - لجين اسماعيل :
في قلعة دمشق هذا الإرث التاريخي العظيم الذي يحمل بين ثناياه تراثا عريقا يدل على أصالة الشعب الأبيّ جدران حيث أقامت وزارة الثقافة يوم أمس و تحت رعاية الدكتورة لبانة مشوح معرضا لأعمال تخرّج طلاب المعهد التقاني للفنون التطبيقية للعام الدراسي 2013 – 2014 و لجميع الاختصاصات ( الخط العربي ، النحت ، الخزف ، التصوير الضوئي و التلفزيوني ) و ذلك في قلعة دمشق – قاعة العرش .
و قالت الوزيرة لبانة مشوح في تصريح لها أن هذا المعرض يضم طلاباً للمعهد التقاني للفنون التطبيقية أشادت بتميزهم حيث أنهم يتخرجون بعد عامين من العمل كفنانين حقيقين .
كما رأت في الأعمال لوحات معبرة احترافية تضيف الكثير إلى الحركة الفنية فتأمل لهؤلاء الشباب أن يحتلوا مكانتهم التي تليق بهم و تليق بسورية على الساحة الفنية .
و أكدّت على دعمها لهذا المعهد لتطوير قسم الخزف الذي يعدّ جزءاً من الفن التشكيلي السوري ، وأشارت إلى أن سورية هي البلد الأول الذي تولدت فيها صناعة الخزف في الحضارة الفينيقية و من المعيب جداّ ألا تكون الصناعة الخزفية متطورة كما يجب .
لذلك وجهت دعوة لأن يكون تطوير الخزف في المعهد التقاني أحد الأولويات الأساسية في مشاريع التطوير في وزارة الثقافة ، التعبير بالخط ، بالخزف بالفن التشكيلي بشكل عام هو واحد من أرقى أدوات التعبير نريد لشبابنا أن يمتلكوا أدوات التعبير الحضارية و ليس أكثر من التعبير بالريشة بالقلم بالكلمة وبكل أدوات الفن حتى التعبير بالجسد إيمائيا حضارة كما جرى يوم أمس في عرض المسرح الراقص .
كما أكدت على أننا أبناء حضارة عريقة و علينا أن ننقل أدوات التعبير الحضارية إلى شبابنا و أطفالنا و هذا ما نفعله عبر معاهدنا العليا فعندما نوظف الفنان نقتل موهبته ، فالفنان يمتلك أدوات تعبير حقيقية و أفقا و خيالا واسعين و نحن بدورنا نقدّم لهذه المواهب الدعم لتثبت وجودها من خلال إقامة المعارض .
كما التقينا ببعض المشاركين في هذا المعرض الذين عبروا عن مواهبهم بطريقة فنية و ها هي الطالبة مايا التي تحدثت عن عملها بكل حب حيث أنها تعمل على فن الخزف بطريقة تطبيقية و بنفس الوقت بطريقة فنية ، كما استخدمت مايا عدة تقنيات ( الدولاب ، الشرائح ، حبال ،..).
و بالحديث عن طريقة العمل تقول : استخدمت الطينة الحمراء التي تعمل على أساسها بالإضافة إلى الطينة البيضاء ، لم أرغب في إدخال الكثير من الألوان ظنا مني أن هذا يبرز الفن أكثر .
و عبرت عن سرورها بلقاء السيدة الوزيرة لما يقدمه لها من دعم نفسي و دافعا للعمل بموهبة أكبر و أفضل و أجمل .
و من قسم النحت تحدثنا علا قطان عن عملها و بالأخص فن النحت بالتحديد حيث ترى فيه تنوع المجالات و الأفق الواسع فباستطاعتنا التكيف مع العجينة الطينية بالنسبة للحركات و الأشكال المرغوب بها حسبما نريد .
أما فيما يتعلق بالأدوات فإنها تستخدم الحجر الألماس ، واستمرت في العمل لمدة شهرين تقريبا و أضافت بأن وجود وزيرة الثقافة يعطي دافعا للأمام و خاصة و أنهم طلابٌ جدد على الساحة الفنية ليقدموا أكثر و بطاقة أعلى و أرقى .
و لا ننسى قسم التصوير مع الطالبة نور التي استخدمت البودرة الملونة لتعبر عن حالة الصراع التي يعيشها الإنسان ، فكل صورة ترمز إلى حكاية على حد تعبيرها فاليد هي الشيء المشترك بينها لكن لا يشترط أن تكون اليد المادية ، فمن الممكن أن تكون اليد المعنوية اليد التي تبني تعمر تعطي ، و اليد الوسيلة للإنسان ليصل في حياته إلى مراده رغم الضغوطات التي تؤثر عليه في الحياة .
كما عبرت " نور" في لوحاتها بتقنية تثبيت حركة الألوان باستخدام البودرة الملونة و التي أسمتها صخب الألوان ، و نوّهت إلى لحظة جميلة مرّت بها خلال العمل و هي لحظة المطر أثناء التقاط الصور .
و من جانبها الطالبة آلاء بقسم التصوير خريجة الفنون التطبيقية جمعت في لوحاتها بين الخيال و الحقيقة ، فالإنسان يجلس لوحده و يتذكر أو يتخيل أشخاص يودّ التحدّث معها ، هذا ما أرادت التعبير عنه في صورها .
و قد تنوعت الصور بين الأمل و التحدّي بين الشخصية و خيالها بالإضافة إلى صورة العطاء و عظمة المرأة ، مركزّة على لغة العيون التي تتكلم أكثر من اللسان .
و عن زيارة وزيرة الثقافة للمعرض و تأثيره عليها قالت : " بمجرد أنها قالت لي مشروعك مميز هذا الأمر أعطاني دافعاً للمتابعة ، فوجودها بالنسبة لنا كخريجين ممتاز ليمنحنا اسما في المستقبل .
و بالحديث عن التصوير الضوئي التقينا جرير الذي عمل في لوحاته على الإضاءة و التقنيات ففي لوحاته سلسلة عن حياة الأميرة في القلعة و المشاكل التي تواجهها .
نستخدم عدّة تقنيات مثل الموشن إضاءة الخلفية و تثبيت الحركة ، و أضاف على أن كل لوحة تعبر عن رسالة معينة فهناك اللوحة التي تعبر عن الحالة النفسية للأميرة المتمثلة بالرقة و لوحة تحكي عن عظمة مكان جلوسها بالإضافة إلى الحركة المتسلسلة ( الموشن) و أخرى تعبر عن الغموض .
و أكد على أهمية وجود وزيرة الثقافة الشخصية المتميزة بعلومها وثقافتها الذي يعطي دافعا لجيل الشباب الصاعد و المتخرج من جديد .
تصوير : هيا عرفه