دام برس - اللاذقية - عاطف عفيف :
" توقف لحظة" كان عنوان المعرض الفني الذي أقيم في صالة  " عامر علي" للفنون الجميلة  في مدينة جبلة، وهي بمثابة دعوة لكل شخص للتوقف ولو للحظة والتمعن بما حوله ليرى أن الجمال موجود في كل مكان وفي أماكن لا تخطر على البال.
دام برس التقت الفنان التشكيلي  أنور رحبي "أمين عام اتحاد الفنانين التشكيلين" الذي أشرف على ورشة العمل التي أقيمت قبل المعرض بعدة أيام، والتي كان نتاجها تلك اللوحات المعروضة .
يقول الفنان الرحبي : هذه الورشة أقيمت بدعوة من الفنان عامر علي  وشارك فيها  11 شخصاً منهم من يدرس الهندسة ومنهم من يدرس في كلية الفنون الجميلة والفنون التطبيقية، كانت الفكرة في البداية أن نقيم ورشة رسم بالطرق التقليدية ، لكن أثناء الاجتماع خلقت فكرة أقامة معرض مختلف وبأدوات مختلفة، فأعطينا الفرصة لكل فرد من أفراد الورشة أن يذهب إلى السوق إلى الحارات والأماكن المعتمة ، الأماكن التي يمكن أن تكثر فيها الأشياء المهملة، وفي نهاية المطاف جمعوا كومة كبيرة من الأشياء وضعت في بهو اتيليه" عامر"
قسمت الورشة إلى ثلاث مجموعات ، وتم شحن تلك المجموعات بطريقة بصرية للوصول إلى ماهية تكوين جديدة ، بالبداية وحدنا خلفية اللوحات " الفون" حيث تم تأسيسها باللون البنية ومن ثم تم الشغل والعمل على التكوين الحر والتكوين المركب للأشياء فخرجت لوحات جميلية معبرة من بيها " السمكة" و" رؤية الفضاء" ، " الإنسان الآلي" ،" الطفلة " وغيرها من اللوحات المهمة.
وقال الفنان الرحبي" لقد أطلقنا خلال العمل شيء من الأوكسجين في الأماكن الضيقة بين أربع جدران للوصول إلى تركيبة جديدة وتوليفة جديدة تكون لحظة مفاجئة ، وأطلقنا على المعرض عنوان" توقف لحظة" و هذه الحالة أشبه بشخص   نسي شيء وبدأ يسترجع الزمن ليتذكر هذه الشيء ،فهذه اللحظة هي استرجاع للزمن لإعادة بناءه من جديد ، فالبلد غنية بالكثير من التراكمات والموضوعة بالزاويات، ولابد من إلقاء الضوء عليها لإظهارها ، لكي تحي من جديد ،وفي هذا الإحياء تكمن نقطة بصرية تمثل" الجمال والحياة" فلا حياة بدون جمال ، ولا جمال بدون حياة .

وأضاف الرحبي: كلنا يعيش بأزمة في هذه الأزمة التي تعيشها سوريا الآن ونحن الآن أحوج ما نكون إلى تركيب الكثير من الأشياء لكي نأخذ جرعة من الأوكسجين بمساحة أكبر ونتنفس الصعداء والفن هو أكثر مكان للإستراحة في هذا الزمن الضال.
وأشار الرحبي بأن هذه المعرض هو دعوة لكل الذين يعلمون والذين لا يعلمون أن عناصر الجمال موجودة في أقل الأشياء في الحياة ، وهذا الفن هو عبارة عن إحياء أو تخديم مجموعة من العناصر أو أحد العناصر في تركيب أو توليف عمل فني يطلق عليه "الإوبارت " أو الفن التجريبي أو الحدث التجريبي أو الحدث في فراغ أو التكوين المتباين وهناك فنانين عظام اشتغلوا على هذا النوع من الفن مثل الفنانين اليابانيين والطليان وأشهرهم الفنان الياباني سيزار .
الفنان أحمد ناصر أحد المشاركين في الورشة قال بأن هذه العمل مهم جدا ويمكن لكل افراد العائلة ان تشارك فيه لأن مادته الأساسية هو مواد مهملة ومنسية يمكن ان تراها على جوانب في المستودعات المهملة ، وبدل أن يكون لدينا أكوام من النفايات يصبح لدينا لوحات فنية معبرة ، أثناءالعمل عملنا كورشة وكانت اللوحات المعروض هي مساهمة من الجميع.
وأشار الفنان عامر علي بأن الورشة هي دعوة لإعادة النظر بالأشياء من حولنا أو في العالم من حولنا وإكتشاف مواطن الجمال فيها، وإعادة الحياة إلى الأشياء المهملة والمنسية من خلال وضعها في مكان مناسب لتكون اكثر جمالية وفعالية ، ويمكن ان تكون دعوة للمحيط الإنسانس لإعادة النظر في الوقوف عند الكثير من الطاقات المهملة والمنسية وإعادة وضعها وتوظيفها لتكون أكثر فعالية وجمالية .