دام برس – غزل الموسى- اللاذقية :
المدعوون حضروا والحشد ملأ المقاعد في المركز الثقافي في اللاذقية، عدا 54 مقعداً ظل فارغاً ينتظر جالسيه الذين صعدوا على المسرح ليفتتحوا حفل تخرجهم بترنيمة النشيد الوطني، حيث احتفل المركز الوطني للمتميزين بتخريج الدفعة السادسة من طلابه، والتي اختصرت مشوارها ذي السنوات الثلاث بعبارة : "خطاً ثابتة مشيناها معاً بعزيمة صلبة وإرادة لا تلين" التي كانت بداية لكلمة الخريجين الذي ألقاها بالنيابة عنهم الخريج الأول أشرف فرج والذي تحدث عن الجهد الذي بذله الخريجون منذ أن حملوا مسؤولية التخرج وحتى لحظة التكريم.
وأكمل عن فرج شرح فكرته، فيلم قصير راقب همَّة الطلاب عن كثب و الأبحاث التي قاموا بها، بدعم و متابعة من السيدة الأولى أسماء الأسد، فكانت أفكارهم الحجر الأساس لجسرٍ عبروه إلى هذه المنصة، حيث عبر لدام برس عن هذه الحالة عميد كلية الاقتصاد الدكتور علي ميا الذي حضر ليشهد هذا التكريم :" هذه الطاقات الشابة تعطينا شعوراً بأننا قادرين على النهوض وبقوة، فالمركز الوطني للمتميزين قادر على رفد المجتمع بكوادر نوعية متميزة خصوصاً في هذه المرحلة، فإعادة الاعمار هو الهدف و هؤلاء الشباب هم من سيوصلنا له"
و على نغماتٍ من التفاؤل وضع الملحن غابي صهيوني قصته بين يدي الطلاب والحضور، فكان سلّمه الموسيقي الخاص خير شاهد على أن العوائق هي تلك التي يضعها الإنسان لنفسه، فعلى الرغم من عدم قدرته على السير و فقدانه للبصر إلا أن هذا لم يمنعه من النجاح، و وقع كلامه بوصية للطلاب : " انظروا جيداً للشمس كل يوم و تأملوا ضوئها، فالضوء هو الذي يقود للنجاح، فمهما كثرت المصاعب، تذكر أن غداً ستشرق شمساً أخرى مع أمل جديد"
وُزِعت الشهادات بحضور ممثل راعي الحفل وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام وعدد من الوزراء وأساتذة الجامعات حيث اعتلى الطلاب المنصة ليضعوا لأنفسهم علامة جديدة، ليبدأ عندها انطلاقهم نحو المسؤولية الأكبر كما وضحت لدام برس الخريجة الكوثر حسين : " الخبرة التي اكتسبناها من المركز كانت كبيرة وأضافت علينا مسؤولية المتابعة بها لنكمل تحصيلنا في الدراسات العليا"
في حين رأى الخريج مارك جبور أن الأساس العلمي الذي كسبه من سنوات الدراسة في المركز يجب أن يُبنى عليه دراسة تخصصية :" فبعد مرحلة التخصص سنصبح قادرين على تقديم خبراتنا و علمنا لبناء ما هُدِّم من وطننا"
لم يكن جميع الخريجين قادرين على التعبير، فمنهم من افسح الطريق لدموع فرحه التي كانت دليل على الإنجاز الذي تحدث عنه وزير التربية هزوان الوز لدام برس :"عندما تخرجت الدفعة الأولى عام 2012 كانت التحدي كبيراً و الآن مع استمرارنا بهذا التحدي استطعنا أن نوصل للعالم رسالة بأن سوريا تقف ضد الجهل وهؤلاء الشباب هم من سيحمل ضوء العلم لهذا الوطن، فبلدنا أثبتت أن لديها مناجم من العقول تضاف إلى ثرواتها".
رافقت عيون الحاضرين الطلاب في ذهابهم وتلت النظرات عليهم صلاة حارسة، فكان الغد مجسداً أمامهم، حاملاً من الطمأنينة ما يكفي ليتأكدوا بأن هذه البلد ستعود إلى سابق عهدها وربما أفضل.