دام برس:

لأول مرة نجد جرأة كبيرة ينحدث بها أحد المسؤولين في وزارة التعليم العالي متطرّقاً خلاها بالحديث عن سوية البحث العلمي المهمّشة في سورية رغم وجود أبحاث علمية مسجّلة تفوق 32000 بحثاً كافياً ليكون هناك ثورة علمية حقيقية، ومنتقداً دور الجامعات الخاصة التي لا وجود لها على حدّ قوله، محملاً الخلل  والمسؤولية للحكومة.
وفي السياق، كشف مدير البحث العلمي في وزارة التعليم العالي حسن حبيب عن وجود ثورة علمية مجمّدة –أشبه بأن تكون وهمية-  في سورية موضّحاً أنها لو استثمرت بالشكل بالمطلوب لكان هناك «ثورة حقيقية» على طريق البحث العلمي السوري.‏
وفي تصريح له، أكّد حبيب «بالأرقام»، على أنّ قاعدة البيانات التي أعدتها مديرية البحث العلمي في الوزارة منذ عام الـ 2013 حتى هذه اللحظة تشير إلى وجود 17 ألف رسالة ماجستير وتم تسجيل نحو 14000 رسالة ماجستير ودكتوراه، بالإضافة إلى 1100 بحث علمي لأعضاء الهيئة التدريسية، وقد وصل عدد طلاب الدراسات العليا للعام الدراسي 2013 – 2014 إلى 8825 طالباً وطالبة، وفي عام 2015 – 2016 وصل العدد إلى 18314 طالباً وطالبة، مبيناً أنّه لو كانت هذه الرسائل أو نتائج الأبحاث تستثمر، أو كانت بسوية علمية متفوقة نسبياً لكان هذا الكم الكبير من الأبحاث خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة يؤدي إلى ثورة على طريق البحث العلمي.‏
وأضاف حبيب موضّحاً المشكلة التي تعيق البحث العلمي، “المشكلة ترتبط بالإجراءات الروتينية التي تتبعها بعض الإدارات المعنية بهدف تحقيق منفعة شخصية، وبغياب الدعم النوعي والمعنوي والمادي، وعدم تحفيز وتشجيع الباحثين من خلال إرسالهم لحضور المؤتمرات العلمية والسفر والمكافآت وغيرها من أمور تعين الباحث على تقديم أفضل ما لديه، بعيداً عن الاعتبارات الخاصة مثل الحاجة إلى الترفيع أو الكسب المادي، بالإضافة إلى وجود بعض القوانين التي تعرقل الاستفادة من البحث العلمي، وعدم وجود استراتيجية واضحة للعمل البحثي لدرجة أن بعض المراكز البحثية لا تدري ماذا يجري في المراكز الأخرى”.‏
وأكّد حبيب أنّ نصيب الجامعات من البحث العلمي يتشكل 85% وإلى جانبه تقف المراكز البحثية الأخرى بالنسبة المتبقية، مشيراً إلى أنّ عدم الثقة بالباحثين وبحوثهم وغياب التواصل الفعلي مع القطاع البحثي الرئيسي «الجامعات» هو المشكلة، محملاً الحكومة المسؤولية عن هذه الخلل.‏
وبالمقارنة بين إنفاق سورية مقارنة  بالدول المتقدمة على البحث العلمي قال حبيب: ” إنّ نسبة هذا الإنفاق في بعض الدول تصل إلى 85%.، أمّا في سورية  الإنفاق الحكومي على البحث العلمي كنسبة مئوية من الناتج القومي الإجمالي هو 0.2% فقط، منوهاً أنه لا يوجد أي إنفاق من قبل القطاع الخاص على البحث العلمي، ولا يوجد أي حضور حتى الآن للجامعات الخاصة، و حتى الآن لم يأتِ شيء من هذه الجامعات.