دام برس - قصي المحمد :

تقدم عدد من طلاب الدراسات العليا المتضررون من عدم رقابة مكتب الشؤون العلمية في جامعة دمشق على طلبات شراء المواد أو إجراء التحاليل النوعية مبينين أنّه  نتيجة عدم اهتمام (أو دراية ربما) مكتب البحث العلمي في جامعة دمشق والذي تتجلى مسؤوليته في منح الموافقات على طلبات شراء المواد الخاصة بإجراء بحوث الدراسات العليا الزراعية وغيرها أو إجراء تحاليل نوعية، فقد خسر عدد كبير من الطلاب ميزانية أبحاثهم.
والتي كما هو معلوم يتم تحديدها لدى تسجيل رسالة الدكتوراه (أو الماجستير)، حيث ادعى القائمون هناك بأن الطالب نفسه هو من يسمح لزملائه بشراء مواد أو إجراء التحاليل على نفقة ميزانية بحثه حيث يتقدم هو أو زميله بكل بساطة بطلب للموافقة على شراء تلك المادة أو إجراء ذلك التحليل وهو يوافقون مباشرة.
موضحة الشكوى أن هذا غير دقيق لأنه عند سؤالهم إن كانوا يطلبون الهوية الشخصية للتأكد من أن صاحب العلاقة هو من تقدم بنفسه أو زميل له تقدم نيابة عنه بطلب لشراء مادة ما أو غير ذلك، فكان جوابهم أنهم لم يطلبوا هوية أحد من الأشخاص. والحقيقة هي أن بعض ضعاف النفوس من الطلاب وأساتذتهم يقومون بشراء مواد أو إجراء تحاليل نوعية على نفقة زملائهم من أساتذة أو طلاب ودون علمهم، ويقوم المكتب المكلف بإعطاء الموافقات على هكذا طلبات بالموافقة عليها دون التأكد أو دون مبالاة إن صح القول من أنّ صاحب العلاقة بالذات أو وكيله القانوني على أقل تقدير هو من قام بتقديم ذلك الطلب. مما تسبب بخسارة عدد كبير من الطلاب لميزانية أبحاثهم دون علمهم.
وبعد ومتابعة الموضوع مع رئاسة جامعة دمشق تبيّن أنّ موضوع صرف تكاليف البحوث العلمية لطلاب الدراسات العليا يلقى أهمية كبرى من قبل المعنيين في رئاسة الجامعة ، حيث أكّد نائب رئيس جامعة دمشق لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا الدكتور محمد الغريب أنّ رئاسة الجامعة تتعامل بشدّة في تطبيق القانون في بشكل دقيق فيما يتعلق بصرف أموال للطلبة وخاصة ما يتعلق بتكاليف البحوث العليمة لطلاب الكليات التطبيقية ، حيث بين الغريب أنه لا يجوز صرف أي مبلغ إلا اذا كان الطالب موجود شخصياً وبعد ابراز بطاقته الشخصية ، لافتاً إلى أنّه أيضاً لا يمكن أن تسلم المبالغ المصروفة بشكل مباشر ، مبيناً أنه يتم تحويلها للجهات التي يتم إجراء التجارب عندها كهيئة البحوث العلمية مثلاً و الطاقة الذرية.
وتابع الغريب موضحاً، ضمن قانون تنظيم الجامعات يتم صرف 100 ألف ل. س للطلاب في درجة الماجستير ، و200 ألف ل. س لطلاب الدكتوراه، ولكن بسبب الارتفاع الكبير للأسعار وفقاً للظروف الحالية ارتأت رئاسة الجامعة إلى مضاعفة المبالغ إلى 200 ألف للماجستير ، و400 ألف ل. س لطلاب الدكتوراه ، مع الأخذ بعين الاعتبار البحوث العلمية المميزة التي من الممكن رفع مبلغ الصرف إلى أعلى من المسموح. مشيراً إلى أنه من الممكن أيضاً صرف مبلغ لطلاب الدراسات العليا في بعض الكليات النظرية التي تتطلب ذلك كــ كلية الفنون الجميلة.
وذكر الغريب أنّ عدد طلاب الدراسات العليا يتجاوز 5500 طالب في جامعة دمشق تقريباً.