دام برس - رشا ريّا - اللاذقية :
عند دخولك جامعة تشرين ستلحظ تجمهر طلابٍ غريب من نوعه، يترقبون لحظة فتح الأبواب ليقبلوا على الإبداع، بعد الموعد المحدد بما يقارب الساعة تقريباً فُتحت الأبواب، فاستقبلت الفرقة النحاسية رواد معرض المشاريع التطبيقية الرابع (MEE4) على باب المكتبة المركزية، يوم الأحد 9/نيسان/أبريل.

شبابٌ مبدع صارع الأزمة، فبات يصرُّ على البقاء بل والتأكيد على وجوده، فهاك ميسم باهراني الشاب الذي لم يستطع إلّا التفكير في مساعدة الجيش العربي السوري من خلال اختراعٍ يخصّهم فيه، فكانت النتيجة دبابة عسكرية كاشفة للألغام تصدر التنبيه عند مصادفتها للغم عن بعد، كما تستطيع تصويب الهدف ورميه، بينما اختارت الشابة مريم شبانة اختراع طرف صناعي سفلي لبتر من تحت الركب، "هذا الطرف يُمكّن الشخص المصاب من الركض والمشي وصعود الأدراج ونزولها بكامل الأريحة، كما تمَّ تجريبه على أحدِّ جرحى الجيش العربي السوري، وبهذا نكون قد وفرنا الكثير فالطرف الصناعي يكلف ما يقارب المليون ليرة سورية، ونحن استطعنا تصميم قدم بسعر 100 ألف ليرة سورية فقط"، حسب تعبيرها، أمّا إذا ما ذهبنا إلى أبعد فستُدهش بشباب وصلَّ إبداعهم إلى حدّ صنع صمام قلب ميكانيكي مصنوع من البلاستيك وذلك بسبب عدم توافر معدن التيتانيوم ولو توافر لصنعوه من خلاله، وبذلك يكونوا أول من فكر بصنع صمام قلب خاصةً أنَّ سوريا تستورده من الخارج ولا يصنع فيها، حسب شرح هؤلاء المبدعين الذين يصنعون المستقبل رغم فرق العمر الكبير بينهم وبينه، ختموا حديثهم بالقول " لا حرب تستطيع الوقوف في وجه بلدٍ لديه هؤلاء الشباب".

بإشراف حازم من قبل العديد من الدكاترة المبدعين، تمَّ انتقاء المشاريع لهذا العام، وكانت النتيجة اختيار 37 مشروعاً فقط، فبعد العام الرابع بات الاختيار أكثر دقة للوصول إلى مستوى أعلى، الدكتور نائل داؤود تحدث لدام برس عن صعوبة الانتقاء لهذا العام: "باتت المشاريع اليوم وبعد أربعة أعوام أكثر مواكبة للعصر، والتطورات الحاصلة في مجتمعنا، خاصةً بعدما توجهت اختراعات المشاركين نحو الطاقة البديلة، إعادة الإعمار، وحتى الأطراف البديلة، فقد صقلوا من خلال التجارب الثلاث السابقة أفكارهم، وقاموا بتطويرها، ولذلك باتت معايير الاختيار أعلى".

كعادتها تحرص الأمانة السورية للتنمية على دعم الشباب في مختلف النواحي كما أكدت السيدة نورا سعيد "المعرض يتناسب مع أحد أهداف الأمانة السورية للتنمية ألا وهو دعم الشباب، ومساعدة هذه الإبداعات على العرض والتقدم، لذلك نحن في هذا العام اخترنا أن نكون داعمين لهذا المعرض برفقة الاتحاد الوطني لطلبة سورية".

أمّا الاندفاع الحقيقي فتراه لدى الشباب وتستشعره عند الحديث معهم "العام المنصرم شاركتُ في المعرض عندما كنت طالباً في المركز الوطني للمتميزين، اليوم وبعد أن أصبحت في المرحلة الجامعية، اخترت أن أشارك في هذه التجربة كمنظم، خاصةً بعد أن لفتت نظري روح التعاون بين المنظمين في تجربتي السابقة" هكذا أسرَّ الشاب علي رياحي لدام برس.

مشاريعٌ لم تستطع إلّا جذب جميع الحضور، فإذا ما راقبت سترى أنَّ كلَّ من تجاوز مشروعاً لم يستطع إلاّ المرور على جميع المشاريع والاختراعات الأخرى، وتلمس إعجاب الحضور بما يرونه.